- أحمد السعيد .. مجلات الأطفال هي تلك المكتوبة والموجهة قصداً من الكبار إلى الأطفال وتعد "أولى لقاء للطفل مع الأدب والفن والعلم،فهي تستطيع أن تلعب دوراً مهماً في تقديم الخبرات الأولى للقراءة والتذوق الفني والجمالي له.بالإضافة إلى ذلك فمجلة الطفل أداة مهمة من أدوات التثقيف والترفيه التي يمكن أن تسهم إسهماماً فعلاً في تفتيح عقل الطفل الصغير على الدنيا وتنمية الميول القرائية لديه". ومع الاهتمام بالأطفال الذي بدأ خلال القرن الماضي،انتشرت مجلات الأطفال كإحدى الوسائط المهمة التي ارتبط بها الطفل،فاهتمت بها المؤسسات الحكومية الرسمية،والمنظمات والهيئات الأهلية ذات الارتباط ،ووجدت بعض المؤسسات الصحافية الكبرى في عدد من البلدان مجالاً استثمارياً مهماً في هذا المجال. والتفت رجال التربية وكتاب الأطفال إلى هذه الأهمية،فتعددت الدراسات والبحوث التي رأت فيها: وسيلة مناسبة لزيادة حصيلة الطفل اللغوية،وتنمية مهاراته القرائية. وسيلة مناسبة لزيادة حصيلة الطفل الثقافية والعلمية. تعلم مفاهيم تربوية وسلوكية. تؤثر في عاطفة الطفل ونموه النفسي،وعلاقته بالمجتمع بشكل بالغ. التعرف على المجتمع والبيئة المحيطة به. تكسبه خبرات جديدة في الحياة. تنمي قدراته العقلية ومستوى الذكاء لديه. تنمية الذوق الجمالي لديه. تشغل وقته بما يفيد. تمنحه قدراً من السرور والمتعة. وتنقسم صحف الأطفال من حيث الشكل إلى :مجلات ،وجرائد،أما بالنسبة للجمهور فهناك صحف خاصة بالأولاد وأخرى للبنات،كما تقسم وفقاً لمراحل نمو الأطفال:فهناك صحف موجهة للأطفال في سن 36 سنوات،وأخرى للأطفال في سن 612سنة،وثالثة للأطفال في سن 12إلى نهاية مرحلة الطفولة. كما أن هناك تصنيفات من حيث النوع ومن حيث الأسلوب. الصحافة المدرسية وبدايات صحافة الطفل: بالعودة إلى تاريخ صحافة الطفل سنجد أن أول صحيفة للأطفال صدرت في فرنسا بين 17471791م،وحملت اسم «صديق الأطفال» ،ثم تلتها عدد من المجلات المدرسية حتى 1830م وهو العام الذي شهد ولادة مجلة موجهة للأطفال وفي فرنسا أيضاً. وبالنسبة لوطننا العربي فإن أول مجلة صدرت في عام 1893م في مصر بعنوان "روضة المدارس"وهي مجلة مدرسية أصدرها المفكر العربي رفاعة الطهطاوي. وفي اليمن شهدت حركة التعليم توسعاً وانتشاراً في عدن في مطلع الاربعينيات ونشطت عملية إصدار المجلات المدرسية الحائطية والمطبوعة،ومن أهم المجلات المطبوعة "مدرستنا"التي أصدرها طلاب مدرسة الحكومة الثانوية تحت إشراف تربوي من قبل الاستاذ علي محمد علي الفقيه الأغبري. وصدر منها أكثر من "18"عدداً في الفترة مابين 19481951م. كما أصدر طلبة المدرسة المتوسطة للبنين بعدن مجلة بعنوان"قلم الطالب"في يوليو1953م. وفي الوهط م/لحج صدرت "مجلة مدرسة الوهط الإعدادية"في عام1956م. كما أصدرت كلية عدن مجلة سنوية في عام1960م باللغتين العربية والإنجليزية. وأصدرت كلية بلقيس أكثر من مجلة حملت العناوين الآتية: مجلة كلية بلقيس،وآفاق بلقيس،وأضواء بلقيس. وسنلقي نظرة هنا على مجلة "مدرستنا". مجلة مدرستنا: أصدرها طلبة مدرسة الحكومة الثانوية بعدن في عام 1948م حسب ماتشير المصادر وهو تاريخ غير دقيق يحتاج إلى المراجعة. وفي العدد«17» يكتب رئيس التحرير موضحاً بأن"رسالة المجلة هي نشر الثقافة والأدب بين الطلبة،وهدفها خلق جيل قادر يقوم بكتابة المقالات الجيدة والقصص الرائعة ونظم الشعر الرصين". ويضيف بأن"المجلات المدرسية ميدان يتمرن بساحته الطلبة فينتخبون ثمرات قراءاتهم الواسعة واطلاعهم الشديد،ولاضير أن يخطئ بعضهم في افكاره أو أن يطرق مواضيع لم يعتد طرقها من قبل لأن هذا هو المجال الذي يهيئ للطالب أن يوسع أفق فكره ويمكنه من الإبراز كما يعينه على التفوق في بعض الأمور". ويتحدث عن المجلة قائلاً:"ولافخر أيها الطالب العزيز "فمدرستنا"هي المجلة المدرسية الوحيدة في جنوب الجزيرة العربية تهتم بنشر الثقافة والآداب بين الطلبة" وكتب للمجلة عدد من الطلاب الذين سيصبح لهم شأن كبير فيما بعد مثل:أنور محمد خالد،عبدالله عبدالرزاق باذيب،حسن سالم باصديق،حسين سالم باصديق ،أحمد شريف الرفاعي ،وفاروق لقمان وآخرون. واحتوت المجلة على عدد من الموضوعات الأدبية والفنية والعلمية وكذا أخبار المدرسة والجمعيات الطلابية ومن هذه العناوين نختار: فارس الأحلام"قصة"بقلم أحمد شريف الرفاعي،الصف الخامس ب العدد"15" الفصل الثاني لسنة 1949م ص9 دمعة وفاء على ثرى الملاح التائه"مقال"بقلم أحمد شريف الرفاعي ،الصف الخامس ب العدد"16"الفصل النهائي لسنة 1949م ص 4 6 أخي "قصيدة"بقلم حسن سالم باصديق،الصف السابع العدد"17"1950م ص5 "قبلة شاعر"قصيدة بقلم محمد ابراهيم الماس العدد"17" الفصل الثاني 1950ص5 خواطر..ملاحظات قارئ بقلم عبدالله عبدالرزاق باذيب العدد"17"الفصل الثاني 1950م ص 78. برناردشو الإنسان "مقال"بقلم محمد إبراهيم الماس العدد"17"الفصل الثانية 7 8 المرأة تتألم "قصة"بقلم جعفر علي عوض الصف السادس العدد"18" الفصل الثالث ديسمبر 1950م ص 45. الحالة خطرة"قصة" بقلم فؤاد إحسان الله العدد"18"الفصل الثالث ديسمبر 1950م ص 45. تمرد "قصيدة"بقلم حسن عبدالله العدد "18"الفصل الثالث ديسمبر 1950م ص 4 5 تمرد "قصيدة"بقلم حسن عبدالله العدد "18"الفصل الثالث ديسمبر 1950م ص7. بالإضافة إلى عدد آخر من الموضوعات والأخبار التي تغطي نشاطات المدرسة. مجلات الأطفال في اليمن: في مارس عام 1989م صدرت مجلة الحارس الصغير كملحق لمجلة الحارس التي تصدرها وزارة الداخلية في عدن،ثم أفردت المجلة في أعداد لاحقة صفحتين موجهتين للأطفال. وفي نفس العام أصدرت وزارة التربية والتعليم عدن العدد الأول من مجلة "البراعم"في مايو1979م وصدر منها ثلاثة أعداد وفي عام 1980م أصدرت مجلة الإرشاد وزارة الأوقاف صنعاء ملحقاً بعنوان «أولادنا». وفي عام 1981م أصدر بابا عبدالرحمن مطهر من صنعاء مجلة "الهدهد" وتوقفت عند نهاية العام نفسه بعد صدور"10" أعداد منها. كما أصدرت منظمة الطلائع اليمنية عدن في فبراير 1983م العدد "صفر" من مجلة وضاح التي استمرت في الصدور شهرياً حتى يناير1986م حيث صدر آخر أعدادها وحمل رقم "24". وعن دار الهمداني للطباعة والنشر عدن صدر العدد صفر من مجلة "نشوان"في مارس 1984م وانتظمت في صدورها شهرياً حتى العدد"24"وتوقفت بعد أحداث يناير 1986م. ثم أصدرت مجلة "وضاح" عن وزارة التربية والتعليم،وزارة الثقافة،ومنظمة الطلائع،وصدر العدد "صفر" في نوفمبر 1986م والعدد"10" في يناير1990م. وبعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية أصدرت وزارة الثقافة والسياحة عدداً يتيماً من مجلة"وضاح" في مارس 1991م. وعن قطاع كفالة ورعاية الأيتام بجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية صدرت مجلة أسامة عام 1991م ومازالت مستمرة في صدورها رغم تعثرها في الصدور. ثم أصدر يحيى الإرياني مجلة يزن عام 1992م ولم تستمر. وعن دار الايتام بصنعاء صدرت مجلة:اليمن السعيد"عام 1992م ولم تستمر في الصدور. كما أصدرت الكاتبة نجيبة حداد مجلة الطفولة عام 1993م. وفي مايو عام 2000م صدر العدد الأول من مجلة "نادر"ثم لم تعاود الصدور. ثم أصدرت صحيفة الثقافية التابعة لمؤسسة الجمهورية بتعز العدد الأول من ملحق لها باسم "المثقف الصغير.ومازال مستمراً في صدوره أسبوعياً كل أربعاء ولكن كملحق لصحيفة الجمهورية بعد أن تحولت «الثقافية» مؤقتاً إلى ملحق أيضاً. وفي الختام نرجو أن نكون قد أسهمنا في إعادة كتابة تاريخ صحافة الطفل في اليمن وفقاً لمعطيات الواقع ،وإن قصرنا في شيء فعذرنا أن تاريخ الصحافة في اليمن مازال يعاني من قلة المصادر الأساسية وضياع أعداد من الصحف والمجلات. ونعد بدراسة مطولة في قادم الأيام.
