عندما كنت معلما ومدرسا بمدارس التعليم الاساسي لاكثر من ثلاث وثلاثون سنة قبل انتقالي في السنتين الاخيرتين الى الاعلام التربوي بمديرية مدينة المكلا .. كنت من المعلمين والمدرسين المهتمين بالأنشطة المدرسية .. وعلى وجه الخصوص النشاط الاعلامي ( نشاط الاذاعة المدرسية , ونشاط الصحافة المدرسية ) بالإضافة الى نشاط المكتبة المدرسية , وما يستحوذ على اهتمامي وميولي مع ادائي لرسالة التعليم هو نشاط الصحافة المدرسية .. هذا النشاط الذي اعده من وجهة نظري أهم الانشطة على الاطلاق .... هذا النشاط يشغل تفكيري عندما احط في أي مدرسة كانت لأيماني بأن هذا النشاط ( نشاط الصحافة المدرسية ) له اثر كبير في مدارس التعليم الاساسي على وجه الخصوص لأنه يكسب التلميذ والتلميذة خبرات قيمة ومعارف جديدة , تتحقق للتلميذ والطالب الكثير من الاحتياجات التي هو في امس الحاجة اليها من فهم وقراءة وكتابة وإطلاع وبحث وإلمام بالثقافة العامة بكل تعددها وتنوعها . ومن خبرتي المتواضعة في هذا الجانب ولا اضيف جديدا اذا قلت ان نشاط الصحافة المدرسية يعطي للمدرسة أياً كانت هذه المدرسة كبيرة ام صغيرة ( أساسي , ثانوي , جامعي ) تعطيها قيمة وتقدير وإكبار .... لعلي اتذكر موقفاً جمعنا يوما بمدير عام سابق لمكتب التربية والتعليم بساحل حضرموت عندما رأى اصدارا جميلا وثريا بمعلوماته ومادته العلمية المتنوعة وإبداعات التلاميذ والتلميذات قال : لم اكن اتخيل ان هذا الاصدار الرائع يصدر من تلك المدرسة الصغيرة التي لم ادرجها يوما من ضمن زياراتي .. ولكنني سأزورها الآن . والحقيقة ليست في مدارسنا اليوم صحافة مدرسية بمعنى الكلمة .. ولكن لدينا اجتهادات وإصرار وعزيمة من قبل بعض الادارات المدرسية في تنشيط هذا الجانب وفق الامكانيات المتاحة برغم شحتها .... لكنها ادارات مدرسية مجتهدة .. استطاعت ان تبرز انشطتها ومواهبها من التلاميذ والطلاب في نشرات .. ومطويات .. ومجلات .. بعضها منتظمة الى حد ما والبعض الاخر تخرج الينا في مناسبات معينة .. والبعض الاخر ظهر يوما ثم لم يعد لها وجود لأسباب كثيرة لا مجال هنا لسردها . ولعلي ما زلت اتذكر نشرة ( آلا ) ذات العشرين صفحة من القطع المتوسط التي كانت تصدر من مدرسة الفقيد شهاب والتي استمرت لما يقرب الاربع سنوات تصدر شهريا وبانتظام وبرغم تغير الادارات المدرسية لهذه المدرسة إلا ان كل مدير يأتي اليها يحافظ على هذا التميز لهذه المدرسة من خلال نشرة ( آلا ) ولكنها الان توقفت لظروف كثيرة . وقد اهتمت كثير من المدارس ( أساسي , ثانوي ) في السنوات الاخيرة بالصحافة المدرسية نظراً لوفرة التقنية الحديثة من كمبيوترات وآلة تصوير وانترنت , وغيرها مما دعا هذه المدارس التي تنوعت وتعدد اصداراتها , وأبرزت الكثير من المواهب والإبداعات الطلابية في شتي انواع الابداع والتفوق والتميز ... واستحوذ هذا اللون من الوان النشاط الاعلامي المدرسي على اهتمامات التلاميذ والطلاب في مدارسهم وانشغلوا به كثيراً لأنه يكشف مواهبهم المدفونة ويظهر كنوز الابداع التي بداخلهم ويصقل خبراتهم ويجدون فيه الفرصة الثمينة والكافية الى حد ما في التعبير عن خواطرهم وما يجيش في انفسهم ويشحذ هممهم ويدعم افكارهم الصغيرة ... ومن مميزات هذا النشاط كما جاء في كتاب صحافتنا المدرسية لمؤلفه سيد سعود خضري ( ص 68 ) ما يلي :- سهولة اصدار المئات من النسخ من العدد الواحد ودون ان يتحمل الطلاب جهداً . يمكن ان يحصل كل طالب على نسخة منها ولكننا لا نستطيع ان نمنح الطالب نسخة من مجلة الحائط . سهولة تداولها فيمكن حملها والاحتفاظ بها داخل الحقيبة والانتقال بها من مكان لآخر . يستطيع الطالب ان يتصفحها في الوقت المناسب ... وغيرها . كيف نعد نشرة او مجلة مدرسية ناجحة .. كثيراً ما نسمع من ادارات المدارس عندما يسلمون لنا نسخة من اصدار جديد لمدرستهم عن رأينا فيها ... وأنهم يأملون ان تكون نشرتهم ناجحة وإنها تلتزم بكل المعايير والأسس التي على ضوئها تبرز هذه النشرات ويكون لها صيتاً وسمعة طيبة . والحقيقة قد اصاب الكثيرون في مواضيع شتى حول هذه الاصدارات المدرسية وكيف تكون ناجحة . فهذا الزميل التربوي الاعلامي القدير / عبدالقادر سعيد بصعر نشر له موضوع في صحيفة المسيلة العدد ( 540 ) الموافق 16 فبراير 2008م في موسوم بعنوان " الاصدارات والنشرات المدرسية وأهميتها " قال ... " يجب ان تعكس النشرة او المطوية المدرسية بموضوعية ما يعتمل داخل اروقة هذه المدرسة من نجاحات واشراقات وكذا ابراز جوانب الاخفاق والقصور في سير العملية التربوية والتعليمية بمفهومها الواسع , وان تتم التغطية الشاملة لنشاطات وإبداعات الطلاب والطالبات سواء على مستوى التحصيل العلمي او الانشطة المدرسية وتقديم اضاءات عن الطلاب الموهوبين والمبدعين في مجال الانشطة المدرسية الثقافية والفنية والرياضية .. وغيرها , كما يجب ان يكون هناك حيز للتعريف بالمعلمين النموذجيين والنشطاء في اطار المدرسة , وكذا عكس النجاحات التي تحققت لإدارة المدرسة وإبراز التجارب الناجحة في ادارتها باعتبار المدير هو القائد التربوي والتعليمي لمدرسته , ولا باس ان تخصص بعض الصفحات لترتبط بقضايا محلية او اقليمية وكل جديد في التربية والتعليم .... .