- محمد الغربي عمران .. كان عليَّ أن أشترى كيلو طماط «قوطة» قبل أن أغادر صنعاء إلى ذمار على غير العادة ،حيث اعتدت أن أكون طوال الاسبوع في صنعاء ،هكذا كان الطلب بعد أن تواصلت معها عبر الهاتف. مرحباً.. مرحباً.. أنتم بخير ياوجه الخير. بخير فقط ينقصنا الطماط. في ذمار مافيش طماط! فيه بس حق صنعاء ثانية. سأرسل لكم ببعضها. فقط كيلو.. وتأتو بها معكم.. ولن نقبله لو أرسلتوه. حاضر سآتي به. أنا أعلم أن عليَّ أن أكون في صنعاء حتى الظهيرة.. شغلتني فكرة السفر إلى ذمار.. صحيح أن المسافة لاتتجاوز 99كيلو.. لكنها بحاجة إلى نوع من الترتيب في كل شيء.. صحيح أن صنعاء إحدى أحياء مدينة ذمار ،والانتقال بينهما لايستغرق أكثر من ساعة ونصف.. لكن الأمر بحاجة إلى تنظيم الوقت. إذاً سأغادر في تمام الساعة«12» ظهراً.. حتماً سأصل في تمام الساعة الواحدة والنصف أو بالكثير في الثانية .. سأزور«...» وأسلم على«...» وأتفقد ال«...» و... و... وحتماً سأكون في باب اليمن بعد ساعات من ذهابي إلى مدينتي الحبيبة ذمار. وفعلاً انطلقت كما خططت له.. ش /خولان.. تقاطع دار سلم.. حزيز.. نقيل يسلح.. كانت الجبال ذات لون صوفي ، وأرض جهران يابسة.. وكل الوجيه ترابية.. والشمس دمعة معلقة. هاهي رصابة.. البحوث الزراعية.. جامعة ذمار.. المستشفى الهولندي «المجمع الطبي» لقد تماديت وغرقت في مدينتي ذمار.. شوارعها العشوائىة.. بشرها غير المكترثين.. نساؤها المقمطات بالسواد.. مبانيها الكتلية.. وصلت عند مبسم بيتنا.. دخلته تذكرت أني لم أشتر طماطم صنعاء.. وقفت حبيبتي تنظر إليَّ. أين الطماطم؟ نسبت أن اشتريها! كيف؟ لاأدري.. لكني خططت لكل شيء ونسيت أن أشتري الطماط«القوطة». حصل ماحصل.. ووعدت نفسي بأن أعود إلى صنعاء فوراً.. وأجلب الطماط المطلوب.. طبعاً نسيت البرنامج الذي وضعته في ذهني.. وعدت فوراً.. وفي الطريق حين كنت بالقرب من معبر.. رن هاتفي المحمول. مرحباً أستاذ محمد. مرحباً.. سام. كيف عرفت أني سام. صوتك المميز. شكراً.. لقد رأيتك في ذمار«السيارة».. فهل ستطول هنا. لا أنا الآن في معبر عائد إلى صنعاء. ياسبحان الله.. كنت أود رؤيتك.. وهل جلبت معك مجلة الاهرام العربي.. ونيوزويك المترجمة إلى العربية؟!. لا.. ولكني سأعود لاحضارهن. إذاً وداعاً. وداعاً. سارت بي السيارة نحو جبال النقيل.. ومرة ثانية رن هاتفي المحمول. الو.. نعم.. من معي. علي عمر.. ألم تعرف صوتي..؟ أهلاً أستاذ علي.. أهلاً.. رأيتك عند مدخل ذمار مسرعاً.. كنت أحاول من سيارتي لفت انتباهك.. عرض السلام.. لكنك كنت مسرعاً. عفواً.. أنا في غاية الشوق إليك.. لم أنتبه أستاذ علي. عسى ماشر. لافقط عدت إلى ذمار ثم أنا الآن عائد إلى صنعاء من أجل بعض الطماط «القوطة»! طماط..!! سأحكي لك ذلك فيما بعد عبر الهاتف.. الله معك. الله معك عبرت نقطة النقيل.. خدار.. رن هاتفي مرة ثالثة. ألو.. ألو.. مرحباً.. من معي؟ علي محنش. أهلاً علي. أهلاً ياغربي.. أخبرني أحمد قبل قليل أنك في ذمار. كنت في ذمار وعدت إلى صنعاء. ليش هذه السرعة. لا.. بس أبحث عن الطماطم. طماطم.. لا أريد طماطم.. فقط كنت أود الحديث معك عن طباعة كتابي. تمام.. سأتصل بك حين الوصول إلى صنعاء. تمام.. لكن ماحكاية الطماطم؟ أيضاً سأحادثك لاحقاً.. سلام. سلام. عبرت وعلان.. وجبال الياقطين.. والتلال الطينية.. رن هاتفي عدة مرات.. في المرة الأخيرة كان على الطرف الآخر عبدالحكيم المجلهي.. حين رآني أقود سيارتي.. وأراد أن يتأكد ان كنت أريده في خدمة كنت قد هاتفته عنها قبل عدة أيام. كم كان شعوري رائعاً.. وكم أدركت أن مدينتي الحبيبة ذمار رائعة.. نساؤها.. رجالها.. أطفالها.. حيواناتها.. أشجارها.. طيورها.. إنها رائعة بكل مافيها من منازل حجرية واسمنتية.. بكل مافيها من مساكن طينية وخشبية..! شكراً أيتها المدينة الغنية بالجمال والرقة الثرية بكل معاني الود والحب. شكراً للجميع لقد شعرت أني انسان له مكانة بين هذه الملايين من البشر.. شكراً سام أيها الإنسان الواثق من نفسه.. الناضج في مشاريعه وشكراً على عمر.. ذلك الوجه الطافح بالابتسامة الدائمة.. صاحب القلب الصبور.. شكراً علي محنش صديق كلية الآداب قسم التاريخ وشريك الأفكار والأحاسيس الذمارية.. شكراً عبدالحكيم المجهلي.. ينبوع الكلمات الطيبة والعبارات الحلوة. ذمار باتحاد الأدباء والكتاب والأصدقاء الذين فيه.. ذمار بمركز الحوار لحقوق الانسان ونادي القصة.. عدد من ورود نيسان.. واشجار الفرسك والتفاح والبلس.. وكروم العنب عدد من الاساتذة.. لن أذكر أحداً منهم فكلهم أعز مما في القلب. والعديد من المنتديات الحضراني والبردوني شكراً مدينتي الحبيبة.. شكراً حبيبتي التي تعشق التهام الطماطم.. وأعدك بأنك ستحصلين على ماأردت ولكن في المرة القادمة.