مدير عام الأوقاف: سيتم اعادة توزيع الخطباء وفقاً لآلية جديدة هناك استثمارات وهمية على أراضي الأوقاف .. ونسعى حالياً لإنعاش جانب الاستثمار - لقاء/فهيم العبسي .. على اعتبار أن الوقف هو الوعاء الذي يسهم من خلاله كافة أفراد المجتمع في صياغة الحياة العامة فإن الاهتمام به والحفاظ علىه مسئولية دينية ووطنية .. اللقاء التالي مع الأخ فؤاد البريهي مدير عام الأوقاف والارشاد بمحافظة عدن يلقي الضوء على أبرز النشاطات والتوجهات القائمة وما تم اتخاذه من برامج وإجراءات للقضاء على مايعترض سير العمل من صعوبات واختلالات. ضوابط للعمل في المساجد في البداية نود أن تعطينا صورة موجزة عن نشاط مكتب الأوقاف والارشاد؟ مكتب الأوقاف والارشاد في محافظة عدن قام خلال الفترة الماضية بتنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى تكريس دور المكتب في قطاعي الأوقاف والارشاد ففي قطاع الأوقاف تم اعادة تشكيل كافة الجوانب المتعلقة بهذا القطاع خاصة تلك المتعلقة بجانب تحصيل الايجارات المتخلفة على المحلات التجارية واتخاذ الاجراءات القانونية ضد المخالفين بالاضافة إلى حصر أعمال التأجير والبناء على السطوح وتصحيح كافة الاختلالات السابقة التي كانت تشوب قطاع الأوقاف. أما عن قطاع الوعظ والارشاد فقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال من خلال إعداد لائحة ضوابط جديدة للعمل في المساجد من قبل المكتب وقد تم الموافقة عليها من قبل قيادة الوزارة وقيادة المحافظة وقد تم البدء بتفعيل هذه الضوابط والزام القائمين على المساجد بالتعامل معها وتتمثل هذه الضوابط من قسمين. الأول يختص بالدليل الارشادي للآيات القرآنية من كتاب الله الكريم الذي يحث على تنظيم عملية الوعظ والارشاد ويتوجب أن يكون الداعية أو القائمين على المساجد عى مستوى من الحكمة والأخلاق الفاضلة لإيصال الموعظة الحسنة إلى الناس كذلك أوجدنا دليلاً قانونياً يتمثل في نصوص قانون العقوبات الذي يجرم أعمال السب والشتم والتجريح في المساجد حتى يكون القائمين عليها على دراية كاملة بها وحتى يكون القائمين على المساجد هم الأكثر التزاماً بهذه المسائل باعتبار ان المساجد هي مركز للخير وبث روح التسامح والمحبة بين الناس وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم وليس العكس كما أريد لبعض المساجد أن تكون مراكز للإقلاق وبث الفرقة وما إلى ذلك. كذلك تم وضع استمارات خاصة تربط القائمين بالمساجد ومكتب الأوقاف والارشاد وقد حققت هذه الضوابط نتائج طيبة. تنظيم إلقاء المحاضرات - هل هناك تنظيم في عملية القاء المحاضرات في المساجد أم أن ذلك متروك لمن أراد أن يتحدث؟ نحن شددنا الإجراءات في هذا الجانب بحيث لا يتم القاء أي محاضرة إلا بعد إذن مكتوب من قبل مكتب الأوقاف والارشاد لأنه للأسف الشديد بدأ الكل يتقول والكل بدأ يحاول أن يبث مواعظ تحت مسمى المواعظ والمحاضرات وهي في الحقيقة أفكار بعضها يدعو إلى الشتات والى التفرقة والى تنقية الذات لبعض الأشخاص أو الجهات لذلك نحن نعمل ان شاء الله على عدم السماح بها في المساجد. إعادة توزيع الخطباء كذلك من ضمن خططنا لهذا العام الحالي 2007م ووفقاً لتوجيهات القيادة السياسية سيتم اعادة توزيع خطباء المساجد وفقاً لآلية ينظمها المكتب لاسيما وأن الخطباء يتبعون مكتب الأوقاف وستكون هناك حركة مستمرة لهؤلاء الخطباء وذلك بما يجعل المصلين عى استفادة من الخطباء الذين لديهم تنوع وغزارة في الخطاب الديني. عام برامجي - مامدى اهتمامكم بالجانب التوعوي تجاه القضايا الاجتماعية المختلفة؟ من خلال التنسيق مع قيادة المحافظة عملنا على أن يكون العام الحالي 2007م عاماً برامجياً من حيث اشراك المساجد في القضايا الاجتماعية بما فيها قضايا الأمن وقضايا الصحة وغيرها وذلك بهدف إحداث وعي شرعي بأهمية المشاركة والاسهام في توعية المواطنين تجاه كافة القضايا الاجتماعية. تنظيم أوقات الصلاة - هناك تفاوت في أوقات الصلاة من مسجد إلى آخر لماذا لا يتم تحديد لائحة تنظم أوقات الأذان بين المساجد؟ فعلآً كان هناك تفاوت في مواقيت الصلاة وكل مسجد كان لديه توقيت خاص به وقد قمنا بوضع جدول لهذه المواقيت وفقاً للجدول المعد من قبل لجنة الأهلة والمواقيت واعادة صياغتها وتوزيعها على المساجد وهناك لقاءات مستمرة مع مشرفي المساجد للاطلاع على الأنشطة وتقييمها منها حسن استخدام المساجد لمكبرات الصوت على أن تكون عند القدر الذي يحقق الوعي ولا يحقق الازعاج ومنع استخدامها خارج أوقات الصلاة على أن يكتفي بالسماعات الداخلية أثناء القاء المحاضرات إدارة خاصة بالمرشدات - مامدى اهتمامكم بتفعيل دور المرشدات والواعظات؟ لدينا توجه لإنشاء إدارة خاصة بالمرشدات والواعظات وهو موضوع بالغ الأهمية باعتبار ان المرشدات يقمن بالوصول إلى الأماكن التي لا يصل إليها المرشدون والواعظون لذلك نسعى لإنشاء هذه الإدارة تماشياً مع الإدارة العامة التي تم انشاؤها في وزارة الأوقاف والارشاد بهدف القيام بدور الارشاد والوعظ وإيصال الخطاب الديني والشرعي بطرق متعددة. تفعيل مدارس تحفيظ القرآن في السجون كذلك فيما يتعلق بالوصول إلى الأماكن الخاصة بما فيهاالسجون فقد سبق وان تم اصدار أمر اداري بتكليف مختصين لتفعيل دور المرشدين ومدارس تحفيظ القرآن الكريم في ادارة السجن المركزي على أن يكون لدى هؤلاء المرشدين الفهم الكافي الذي يستطيعون من خلاله أن يفهموا اشكالية السجين وأن يعملوا على ايصال المعلومات الشرعية الكاملة التي تعيد تشكيل وعي السجين بما يجعله رجلاً صالحاً محباً للمجتمع غير منتقم منه لاسيما وأن الكثير من السجناء لديهم شعور العداء تجاه المجتمع وكأن المجتمع بظروفه المباشرة وغير المباشرة هو من أوصله إلى السجن لذلك حرصنا على الاهتمام في الجانب الروحي والديني في عملية اعادة تشكيل وعي نزلاء السجن المركزي وإحياء الضمير الحي اليقظ فيهم وغرس سبل المحبة والخير والتسامح وحب المجتمع ونحن على ثقة كاملة من أنه إذا ما انتظمت عملية المحاضرات وعملية تدريس القرآن الكريم وعلومه فإن نزلاء السجن المركزي سيخرجون إلى المجتمع معلمين وليس فقط صالحين. استثمارات وهمية - ماذا عن أراضي الأوقاف المغتصبة؟ هناك بعض الأراضي لا تزال عملية البسط عليها من قبل مرافق حكومية قائمة ولم نصل بعد إلى عمل تسويات كأرض المشروع السعودي والتي تعتبر من أكبر الأراضي التي تتبع مكتب الأوقاف وهناك استثمارات أستطيع أن أقول عنها وهمية أي عقود وهمية لم يحقق مكتب الأوقاف أي إيراد يذكر، ونحن الآن بصدد إعطاء اشعارات نهائية لجميع من لهم علاقة بهذا الموضوع وذلك لتسليم ماعليهم لمكتب الأوقاف مالم فإننا وفقاً للقوانين المنظمة سنضطر إلى انهاء العلاقة مع هذه الجهات وإعادة استثمار هذه المواقع وفقاً للقانون. - ماذا عن قضية فلل العقبة؟ بالنسبة لهذه القضية التي يطالعنا فيها كل صحفي وكل مواطن هذه الفلل تعاملنا معها على أنها فلل مغصوبة وتم إحالة قضيتها إلى نيابة الأموال العامة للتحقيق فيها.. بما يضمن إعادة هذه الفلل إلى الأوقاف وتسليم ريعها وايجاراتها السابقة إلى المكتب. ازدواجية في صرف الأراضي - يشكو البعض من ازدواجية في عملية صرف الأراضي وتكرارها من قبل الأوقاف والهيئة العامة للأراضي ماذا بخصوص ذلك؟ هناك اشكالية كبيرة في هذا الجانب من حيث ازدواجية الصرف لأراضي الأوقاف خلال المراحل المتعاقبة على عمل المكتب أو المشاكل التي وقع فيها تكرار الصرف من قبل مكتب الأوقاف أو الهيئة العامة للأراضي وهناك ما يربو على 1000 عقد لايوجد لهم مكان لذلك بدأنا بالتواصل مع الاخوة في الهيئة العامة للأراضي وذلك بهدف تفعيل اللقاءات المشتركة لحل الاشكاليات التي كانت تسود العمل بين مكتب الأوقاف ومصلحة الأراضي سابقاً والمتعلقة بالمواقع المزدوجة في الصرف وتحديد تبعيتها واعادة الثقة للمواطن الذي تخلخلت ثقته بجدية الصرف المتكرر من الجهتين باعتبارها جهتين حكوميتين وهناك لقاءات مستمرة لحل هذه القضايا. كذلك هناك تنسيق فيما يتعلق بعملية الصرف للمواقع الخاصة بالمساجد والمقابر مستقبلاً على أساس يتم تحديد مواقع استثمارية خاصة بالمسجد حتى تكون الأوقاف قادرة على وضع الموازنة المالية لدور العبادة أو للمقابر والصرف عليها. تأهيل مسجد النور - ماهي جهودكم في إعادة تأهيل مسجد النور التاريخي؟ يعتبر مسجد النور من أهم المساجد التاريخية بمحافظة عدن بل ويعد أحد المعالم التاريخية للمدينة حيث يقع المسجد في مدينة الشيخ عثمان وكما هو ملاحظ فإن الدور الأول من المسجد عبارة عن محلات تجارية يصل عددها إلى 100 محل تجاري ويعد من أكبر الأسواق التجارية بالمحافظة فيما يقع المسجد في الدور الثاني ومن خلال نزولنا الميداني لتفقد أوضاع المسجد وجدنا الوضع مؤلماً جداً حيث أسلاك الكهرباء المكشوفة وكثرة العشوائية والبسطات التي ألغت المتنفسات والممرات الخاصة بالمسجد ومن خلال التنسيق مع الاخ/حامد الأملس مدير عام مديرية الشيخ عثمان والاخوة في الاشغال العامة قمنا بإزالة كافة التشوهات والعشوائية الموجودة وإزالة كافة اللوحات الإعلانية التي كانت تعطي طابعاً مشوهاً للمسجد وإعادة تنظيم شبكة الكهرباء والاتصالات بالتنسيق مع الاخوة في مؤسستي الكهرباء والاتصالات بالاضافة رلى أنه تم تشكيل ادارة خاصة من موظفي مكتب الأوقاف بالاشراف الدائم والمباشر على السوق ولدينا دراسة لإعادة تصحيح أوضاع المجاري التي أصبحت تهدد المسجد نتيجة تسربات المياه بالاضافة إلى اعادة تبليط الممرات وترميم مدرسة النور الواقعة في اطار المبنى ولذلك لإعادة الاعتبار لهذا المنجز الديني والمركز التجاري. تفعيل الجانب الارشادي - ماهي خططكم القادمة لتفعيل نشاط الأوقاف والإرشاد؟ نسعى خلال العام الحالي 2007م إلى إعادة النظر في تشكيل ادارة الوعظ والارشاد بحيث يتم تزويدها بمجموعة من العلماء وسيكون هناك اعداد لقضايا معينة خاصة بخطبة الجمعة يتم توزيعها على المساجد للعمل بها إلى جانب الخطوط العامة لخطبة الجمعة على أن يلتزم الخطباء بالضوابط المحددة وتجنب المحظورات التي تؤدي إلى إقلاق الأمن العام والسكينة العامة والنيل من ثقافة الناس على أن يعتبر تناول مثل هذه المحظورات شرط كافي لإنهاء دور الخطيب في المجسد بصفة نهائية إلى جانب أن يتقيد الأئمة والخطباء بالتوجيهات الصادرة من مكتب الأوقاف من حيث ترشيد استخدام المياه وكذلك في أن يكون لدى الناس ثقافة شرعية في كثير من التعاملات خاصة مع السياح الأجانب باعتبارهم ضيوف على البلد طالما أنهم دخلوا في أمان ولي الأمر وكذلك تثقيفهم من النواحي الشرعية بكافة القضايا المتعلقة بحياتهم اليومية وآلية التعامل معها والوقوف والتصدي لكافة الأعمال التي تخل بالأمن العام بما يسهم في تعزيز التضامن الاجتماعي ويحقق السكينة العامة للمواطنين. اهتمام بالمقابر كذلك سيتم إعادة النظر في أوضاع المقابر من حيث وضع الدراسات الهندسية وتحديد المشاكل التي تعاني منها المقابر وتحديد أوجه المعالجة لها واعطائها الأولوية خاصة تلك المقابر التي يتم الاعتداء عليها والمقابر التي تحولت إلى طرقات وترمى فيها القمامات وحقيقة بدأت مسألة النيل من المقابر تبرز كظاهرة عامة سلبية لا ندري على أي أساس قامت والأفضل ان يتذكر الناس حديث النبي صلى الله عليه وسلم «لأن يجلس أحدكم على جمرة أهون عليه من أن يجلس على قبر» فكيف بمن يحول القبور إلى منزل؟ أين سيكون موقعه من هذا؟ لذلك هناك تنسيق مشترك مع قيادة السلطة المحلية التي تولي هذا الموضوع جل اهتمامها وذلك لوضع المعالجات العاجلة بهذا الشأن. استثمارات جديدة - لماذا لا يتم تفعيل الجانب الاستثماري في قطاع الأوقاف؟ نسعى إلى إعادة انعاش جانب الاستثمار في قطاع الأوقاف والذي أصبح في وضع لا يحسد عليه وقد عملنا على إعادة تصميم عمارتين سيتم تنفيذهما خلال العام الحالي 2007م من قبل المكتب وستكون مخصصة للأعمال التجارية وكافة الأغراض وستكون هذه بمثابة رد الاعتبار للاوقاف.. كذلك نعيد دراسة تقييم منشآت وعقارات الأوقاف على سبيل المثال تم وضع تصميم لسوق القاهرة لبناء الدور الثاني كمشروع استثماري متعثر وقمنا بدراسة هذا الملف الذي اتضح لنا وللأسف الشديد أن هناك قصوراً كبيراً من قبل المختصين في مكتب الأوقاف في متابعة تنفيذ الاتفاقية التي كانت مع أحد المستثمرين وقد بلغت خسارة مكتب الأوقاف «13» مليون ريال خلال الفترة الماضية لذلك نحن اتخذنا قراراً بوضع يد المكتب على هذا المشروع وسيتم تنفيذه خلال الفترة القليلة القادمة إن شاء الله. دعوة لإعادة الثقة كلمة أخيرة في هذا اللقاء؟ ندعو كافة الجهات الاعلامية إلى الإسهام بإعادة صياغة وعي الأوقاف وأن تعطى مساحات مناسبة لهذا الجانب باعتباره قضية شرعية دينية ووطنية ودورها الأساسي يتمثل في إعادة الثقة التي تزعزعت وتخلخلت بين المواطن والأوقاف على أن يصبح الوقف مجدداً هو الوعاء الذي يتم من خلاله إسهام كل الأفراد في صياغة الحياة العامة.
