أعلن الجيش الأميركي أمس السبت أن قوات المارينز التابعة له وقوات عراقية اعتقلت 36 شخصا في مدينة الفلوجة (غرب بغداد) ، في الوقت الذي اتهمت فيه رئيسة مجلس النواب الأميركي الرئيس جورج بوش باستغلال الجنود الأميركيين لأهداف سياسية. وقال الجيش الأميركي في بيان إن المعتقلين في الفلوجة هم "أعضاء في خلية قتل وإرهاب". وأوضح أن قوات المارينز وأفرادا من جنود الجيش العراقي نفذوا أول أمس عملية سميت (العربيد الثانية) في الفلوجة واعتقلوا متهمين بالتنسيق لهجمات ضد قوات التحالف وقوات عراقية. وأشار البيان إلى أنه تم التعرف على خمسة أشخاص من بين الأفراد الذين اعتقلوا كأشخاص مطلوبين طبقاً لتقرير استخباري. ولم يكشف البيان عن إصابات أو قتل في صفوف المدنيين أو قوات التحالف نتيجة للعملية. والاعتقالات في الفلوجة جاءت بعد يوم من اعتقال المسؤول الإعلامي في التيار الصدري الشيخ عبد الهادي الدراجي من قبل قوات عراقية مدعومة من الأميركيين. وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن الدراجي يخضع للاستجواب، وقال إنه سيتم إطلاق سراحه إذا لم يثبت التحقيق مسؤوليته عن تهم موجهة إليه. ونفى بمؤتمر صحفي، أن يكون اعتقال الدراجي استهدافا للتيار الصدري كحركة سياسية بل لاعتبارات أمنية. وقالت مصادر إنه قد لا يكون المستهدف الرئيسي، إذ إنه اعتقل مع ضيوف ربما يكون أحدهم قائدا بارزا بجيش المهدي. وأعلن متحدث باسم الكتلة الصدرية أنه تم تلقي وعد بالإفراج عنه قريبا، مشيرا إلى أن القوات الأميركية أفرجت اول أمس عن اثنين ممن اعتقلتهم مع الدراجي في عملية دهم شنتها بالاشتراك مع القوات العراقية في منطقة البلديات ببغداد. في غضون ذلك قتل ضابط عراقي كبير في منطقة ربيعة شمالي العراق وأصيب ضابط أميركي كان بمعيته. وقال ضابط استخبارات الفوج الأول التابع للفرقة الثالثة في الجيش العراقي أمس السبت إن العقيد نزار الأتروشي أمير الفوج قتل الجمعة عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة قرب نافذة مكتبه. وأضاف أن الانفجار تسبب في إصابة ضابط أميركي برتبة نقيب ومترجم ومتعهد عراقيين كانوا جميعا في مكتب الضابط العراقي القتيل لحظة الانفجار. ووقع الانفجار في منطقة ربيعة التي تبعد نحو ستمائة كيلومتر شمال بغداد. وتتولى الفرقة الثالثة مسؤولية حماية المنطقة الشمالية. وفي تطور ميداني آخر قتل عشرة أشخاص بأعمال عنف متفرقة في العراق -منهم شرطي- وتم العثور ببغداد على 17 جثة الليلة الماضية، منها جثة عادل إبراهيم المحمدي -عضو مجلس عشائر الفلوجة- التي وجدت بمنطقة اليرموك (غربي بغداد). وأعلن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كيسي أن القوات الإضافية التي بدأت الوصول إلى العراق قد تبقى حتى نهاية الصيف المقبل، واعتبر أنه يجب الانتظار لظهور نتائج الخطة الأمنية قبل اتخاذ أي قرار بشأن هذه القوات. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير دفاع الولايات المتحدة روبرت غيتس بقاعدة جوية أميركية بالعراق. وقد اعتبر الوزير أن العراق يمرّ بلحظة حاسمة، وأن الفشل سيكون بمثابة "كارثة للمصالح القومية للولايات المتحدة ولدول أخرى كذلك".من جهته أوضح المتحدث باسم الجيش البريطاني كريس أوزموند أنه تم تسليم المسؤولية الأمنية في محافظتي المثنى وذي قار جنوبي العراق إلى السيطرة العراقية "في حين سيتم تسليم محافظة ميسان في غضون الأسابيع المقبلة". وأضاف أوزموند في مؤتمر صحفي أنه لن تبقى سوى البصرة تحت سيطرة البريطانيين. يُذكر أن انسحاب القوات البريطانية من العمارة - كبرى مدن محافظة ميسان- الخريف الماضي أدى لنهب قاعدتهم العسكرية واندلاع اشتباكات.خطورة الوضع في العراق صعدت من الحرب الكلامية بين البيت الأبيض والأغلبية الديمقراطية بالكونغرس بشأن خطط الرئيس جورج بوش في العراق. فقد اتهمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الرئيس باستغلال أرواح الجنود الأميركيين لأغراض سياسية. جاء ذلك في تصريحات لإحدى شبكات التلفزيون الأميركية، بعد لقاء عقده الديمقراطيون ضمن حملة تستبق خطاب الاتحاد الذي سيلقيه بوش في الكونغرس الأسبوع المقبل. وقالت بيلوسي إن بوش يدرك أن الكونغرس لن يوقف تمويل القوات الأميركية بالعراق لأن الجنود معرضين هناك للخطر. واعتبرت ذلك سببا في أنه "يتحرك بسرعة لتعريضهم للخطر" مؤكدة أن الديمقراطيين لن يرفضوا على الإطلاق تمويل قوات أميركية وقت الحرب. لكن رئيسة النواب حمّلت بوش المسؤولية عن الحرب التي شنها. وقالت إن الرئيس "حفر جحرا عميقا لدرجة أنه لا يمكنه حتى رؤية الضوء في نهايته. إنها مأساة. إنه خطأ تاريخي". وقد وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو هذه التصريحات بأنها "سامة". وقالت إن التشكيك في دوافع الرئيس أمر مؤسف. وتعكس هذه التصريحات تصاعد الجدل السياسي في واشنطن بشأن إرسال 21 ألفا وخمسمائة جندي أميركي إضافي للعراق. ويؤكد الديمقراطيون أنهم سيقدمون كل ما يلزم لدعم قواتهم في العراق حفاظاً على أرواح جنودهم لا دعماً لخطة بوش الجديدة.