- شحة الإمكانيات وضعف اللوازم التشغيلية من أبرز المعوقات- كادر طبي متميز.. وتوسعات قائمة .. وتوجهات مستقبلية - التقاه/نبيل اليوسفي مستشفى عتق من المستشفيات العملاقة التي قدمت للمرضى على مدى سنوات طويلة خدمات تتناسب وإمكانياته المحدودة ، وأنقذت أرواحهم من الآلام الجائعة التي تحاول بأمواسها الحادة أن تلتحم أجسامهم خصوصاً أن محافظة شبوة من المحافظات التي يعشوشب فيها سرطان الثأر وأخطبوطاته القاتلة، وهذا بدوره يؤدي إلى اتخام هذا المستشفى العجوز والضغط على أحشائه المزدحمة وأروقته المفروشة بمرافقي المرضى البائسين والمنكوبين ومع هذا الثقل الأسطوري الذي يتحمله كاهله إلاأنه ما زال يدفع خطواته الواثقة إلى الأمام لتقديم خدمات أفضل متجاوزاً كل الصعاب والعراقيل التي تقف في طريق الخدمات التي يقدمها لجميع الناس سواء في نطاق محافظته أو على مستوى المحافظات الأخرى.. المجاورة كمأرب وأبين والبيضاء وغيرها. صحيفة الجمهورية وضعته تحت مجهرها من خلال لقائها بمديره الدكتور عارف عبدالرحمن بانافع.. وأجرت معه الحوار الآتي: إيغال في القدم متى تم إنشاء مستشفى عتق؟ مستشفى عتق هو مستشفى المحافظة وقد تم إنشاؤه في العام 1978 من قبل دولة الكويت الشقيقة ويبلغ عمره حتى اللحظة تسعاً وعشرين عاماً وهو يقدم خدماته لجميع أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة كالبيضاء وأبين ومأرب. كادر طبي متميز وماذا عن الكادر الطبي الذي يعمل في المستشفى؟ يعمل في المستشفى كادر طبي متميز من أطباء ممرضين وفنيين وإداريين وعمالة مساعدة يصل عددهم إلى 187 موظفاً بالإضافة إلى البعثة الطبية الصينية التي تتكون من 13 عضواً في جميع التخصصات كالجراحة والتخدير وغيرها وينفرد المستشفى باختصاصيين قلما أن تجدهم على مستوى اليمن ولقد تم تأهيل الكثير من أطبائه محلياً وبعضهم تم تأهيلهم في مصر والأردن وسوريا وروسيا وغيرها. نجاحات متميزة لعبت البعثة الطبية الصينية دوراً بارزاً في رفع سمعة المستشفى الطبية .. هل لك أن تحدثنا عنها؟ وماهو شعور الناس إزاءها؟ البعثة الطبية الصينية باشرت عملها بالمستشفى في سبتمبر 1998م ضمن بروتوكول التعاون الطبي بين بلادنا والصين الموقع أثناء زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله في فبراير 98م وقد لعبت البعثة الطبية الصيفية دوراً كبيراً جداً في تحسين خدمات المستشفى وتخفيض سفر المرضى إلى خارج المحافظة حيث إنها ذات تخصصات متعددة كالجراحة العامة والولادة والعيون والعظا والمسالك البولية والأنف والحنجرة بالإضافة إلى التخدير، وقد تم استقبال الدفعة الخامسة في شهر نوفبر من العام المنصرم 2006م وسوف تعمل معنا لمدة عامين بعدها ستأتي دفعة أخرى وهكذا، وقد أجرت هذه البعثة عدداً كبيراً من العمليات العادية، والنادرة كعمليات العمود الفقري وزراعة العظام وإصلاح تشوهات العظام وعمليات استئصال الأورام.. بالإضافة إلى عمليات المرارة والكبد واستخراج الحجارة من الكلى وآلحالب وغيرها من العمليات التي لا عد لها ولا حصر، والناس هنا يشعرون بارتياح شديد من عمل الأطباء الصينيين المتقن والناجح الذي جنبهم خسارات السفر وتكاليفه الباهظة وبعث في نفوسهم الثقة والاطمئنان. توسع مقبول ماهي سعة المستشفى؟ وكم عدد أقسامه؟ يتسع المستشفي ل120 سريراً ويحتوي على الأقسام الأتية: أقسام الجراحة العامة والعظام والعيون والمسالك البولية والأنف والأذن والحنجرة والنساء والولادة والباطنية والأطفال والطوارئ والعيادات الخارجية ، وأقسام الخدمات الطبية المساعدة، كما تم مؤخراً افتتاح وحدة حضانة الأطفال الخدج.. ووحدة الطوارئ التوليدية التي تم إنشاؤها من قبل الوكالة الأمريكية وخلال الأيام القادمة سيتم افتتاح قسم الأسنان. خطط مستقبلية مطورة وماذا عن خطط المستشفى التي تم تنفيذها أو تنفيذ جزء منها؟ لدينا خطط تم تنفيذ جزء منها رغم الإمكانيات المحدودة وخلال هذا العام 2007م سيتم بناء وتجهيز غرفة وضع بدعم من الوكالة الأمريكية بالاضافة إلى تنفيذ مشروع التثقيف الصحي من خلال إنشاء شبكة معلومات في مركز الأم الحامل بدعم كذلك من الوكالة الأمريكية، وسوف يستفيد من هذا المشروع العملاق أكثر من 19 ألفاً من الأمهات وهو مشروع جديد ولأول مرة في اليمن وهناك خطة لتنفيذ الاستحداث في المستشفى، وأخرى للتدريب والتعليم المستمر لبعض الكوادر الطبية في المستشفى من قبل مشروع الدعم الهولندي في المحافظة، وإن شاء الله سيتم اعتمادها خلال الأيام القادمة، وقد تم أدخال تجهيزات جديدة في المستشفى تم تسلمها من قبل وزارة الصحة العامة بقيمة مائة ألف يورو، كما ان لدينا اعتماد وتوفير أجهزة ومعدات متطورة من قبل الوزارة لقسم العمليات والأشعة تصل إلى أكثر من مائتي ألف دولار. عراقيل عديدة ماهي العراقيل التي تواجهونها؟ هناك صعوبات ومشاكل كبيرة تواجه عملنا وتقف أمام رفع مستوى الخدمات إلى مانطمح إليه، ومنها شحة الإمكانيات المادية وضعف اللوازم التشغيلية مقارنة ببعض المستشفيات في المحافظات الأخرى، حيث إن موازنتنا لم يطرأ عليها أي زيادة منذ عام.. رغم ارتفاع الأسعار في السنوات التالية له، والمستشفى قديم وبحاجة إلى صيانة مستمرة ويعاني نقصاً في الكادر اليمني المؤهل.. وبحاجة إلي تجديد الكثير من المعدات المهمة التي نعمل بها منذ أكثر من عشر سنوات وقد انتهت صلاحياتها حسب المعيار الاستهلاكي لهذه الأجهزة لولا إرادة الإدارة الجبارة وتكاتف جميع موظفي المستشفى من أطباء وتمريض وفنيين وإداريين والذين استطعنا من خلالهم التغلب بالكاد على هذه الصعوبات والعمل وفق الإمكانيات المتاحة. أدوية معدومة بالنسبة للأدوية هل يوزعها المستشفى مجاناً على المرضى أو على الأزقل بأسعار رمزية بسيطة؟ الأدوية تعد من الصعوبات التي تواجهنا فمنذ توقف العمل بصندوق الدواء في العام 2005م لم تصلنا أي موازنة للأدوية من قبل الوزارة وأصبحنا نشتري احتياجات المستشفى من الأدوية والمستلزمات الأخرى من رسوم ومساهمات المجتمع وهناك أدوية تصرف مجاناً في قسم الطوارئ بشكل قليل لمساعدة الحالات المعدمة، وهذا بحد ذاته يعود إلى قلة الإمكانيات. نداء للجهات المعنية كلمة أخيرة تود قولها؟ نوجه نداءنا إلى الأخ وزير الصحة العامة ومحافظ المحافظة والمجلس المحلي بالمحافظة إلى زيادة الدعم لمستشفى عتق حتى يستطيع أن يقدم خدمات طبية عالية الجودة وعلى أكمل وجه، ونشكر صحيفتكم الغراء على نزولها إلى المستشفى والاطلاع عن قرب لما يقدمه من خدمات وما يواجهه من صعوبات ربما يذللها هذا اللقاء المبارك.