موقع استراتيجي هام.. ومشاريع خدمية وانمائية متعددة المديرية غنية بموروثها الشعبي وبمقومات أثرية وسياحية متفردة بيحان.. المدينة الغارقة بين أشجار البرتقال والقمح، والمكحلة بإثمد العراقة وذرات المرح تبعد عن مدينة عتق بمائتي كيلومتر وعدد سكانها ستين ألف نسمة موزعين على تخوم المزارع الخضراء والأودية المتعددة كوادي الخير ووادي النحر «الكراع»، وغيرها من الأودية المنبسطة على صدر المدينة المحصنة بالجبال الخضراء العملاقة التي تصد العواصف الرملية، ويتوزع أهلها في العمل التجاري والاغتراب والعمل الزراعي بشكلٍ خاص، وكلما توغل الزائر في أحشائها تبهره عراقتها الفريدة، وعبقها المميز، ومبانيها العتيقة كقصر الشريف حسين الذي امتزج في صلبه التاريخ والفن والإبداع والأصالة.. ناهيك عن الحدائق الروزهالدية التي تحتضنه، وكلما تعانقت الأحاسيس الجياشة مع الجماليات المشعة بالبهاء والزهاء تتوالد في النفس فرحة وطواويسية ونرجسية لايمكن كبح جماحها، وهناك.. هناك على جدار الشمس عبارة منقوشة تتلألأ بألوانها الطيفية: بيحان درة الزمان.. ومليكة الإنس والجان. موقع استرتيجي - يتحدث بداية الأخ سالم علي باعوضة عن مدينة بيحان فيقول: طبعاً تقع مدينة بيحان بين محافظات عدة كمأرب والبيضاء وشبوة وعدد سكانها ستون ألف نسمة يتوزعون للعمل في مجالات التجارة والإغتراب والزراعة التي تعد الدخل الأساسي لمعظم سكان المدينة الذين يزرعون القمح والشعير والذرة والبرتقال، وبسبب إتساع أوديتها التي تستقبل المياه من محافظتي البيضاء وذمار وغيرها فإن المحصول الزراعي متوفر ربما على مدار العام. مشاريع متنوعة - وعن المشاريع التي حظيت بها خلال العام المنصرم 2006م يقول الأخ سالم: حظيت مديرية بيحان بعدة مشاريع من قبل القيادة السياسية الممثلة بالأخ علي عبدالله صالح ففي مجال الكهرباء فإنها تعمل على مدار 24ساعة، ووزعت الطاقة الكهربائية «4ميجاوات» على كل قرية وكل منزل ولم يبق سوى بعض القرى البعيدة التي ستصل إليها في الأيام القادمة، وفي مجال الطرقات لم يبق لنا سوى ثلاثين كيلومتر ويربط وادي الخير بمديرية الطفة في محافظة البيضاء، وفي مجال الصحة فليس هناك ثمة قرية إلا وفيها مركز صحي، وهناك «8» مراكز صحية جديدة أضيفت خلال العام 2006م بالإضافة إلى أنه قد وضعت حجر الأساس لمستشفى عملاق بتمويل أمريكي وسوف يكون من المستشفيات النموذجية في بيحان وسيضاف إلى مستشفى الدفعة السابق ليقدما الكثير من الخدمات النموذجية لأبناء المديرية، أما في قطاع التربية فقد وضعت وزارة التربية والتعليم خطة لبناء عدة مدارس في كل منطقة، وهناك بعض صناديق التنمية ساهمت في بناء بعض المدارس. تطلعات مستقبلية - وعن التطلعات المستقبلية يقول : وهناك برامج وضعناها للعام 2007م منها في مجال المياه، ومشروع مياه بيحان أصبح يغطي كل اجزاء المديرية المترامية الأطراف، وقد نزل إلينا مدير عام مؤسسة المياه الأستاذ عبدالمؤمن مطهر الذي أكد ضم هذا المشروع إلى مؤسسة المياه. كما أن عندنا برامج لتأهيل الكادر النسائي الآن وقد بدأت الدورة في كلية التربية، وفي مجال التأهيل الفني حيث وأن عندنا محطة تأهيل قمنا وسلمناها للتأهيل الفني لتأهيل أبناء مديرية بيحان. للمرأة دورها المميز - وعن واقع المرأة في المديرية قال: عندنا عدة جمعيات منها جمعية النشأ وجمعية المعاقين وتقوم برعاية القطاعات النسائية ذات الدور الرائد والمميز في كل المجالات. صعوبات بسيطة - وفيما يتعلق بالصعوبات يقول الأخ سالم: في الحقيقة كلما برزت صعوبات وعرضناها على محافظ المحافظة الأستاذ علي محمد المقدشي فإنه لايتوانى عن دعم هذه المديرية، وقريباً سوف يقوم بتسليمنا عدد من سيارات النظافة، وهناك صعوبات نواجهها في تخطيط المدينة بسبب البناء العشوائي في الشوارع العامة، والبسط العشوائي من بعض الناس على الملك العام مدعين ملكيتهم لهذه الأرض وإن شاء الله سوف نذلل كافة الصعوبات. ونحن نطلب من السلطة المحلية في المحافظة ان تدعم هذه المديرية ولاتتقاعس عن دعمها أبداً، لكونها من المديريات الكبيرة في تعدادها السكاني بالإضافة إلى الأهمية التي تتميز بها. سحر «منفرد» قبل أن أغادر كان لابد من التزود بشحنات السعادة التي تبثها هذه المدينة الملائكية «بيحان»، وكلما عرجت على مكانٍ سرعان ماينبعث منه ضوء طفولي نشوان.. في البداية توجهت إلى المتحف الزاخر بالتماثيل القديمة والتحف النادرة وأثناء طوافي في سراديبه المشرقة كان التاريخ يتلألأ من كل مكان، ولم أستطع الانفكاك منه. - الأخ مهدي عبدالله عبدالرب افتتح حديثه بإتبسامة عريضة وقال: بيحان غنية عن التعريف في كل شيء.. جمالها.. حضارتها.. بهائها.. إبداعها.. زراعتها المتنوعة، ونقطتها الحساسة.. كونها محطة عبور تصل مابين مأرب وشبوة والبيضاء.. وليس هذا فحسب، بل إن لها مزايا خاصة تنفرد بها عن سائر مديريات محافظة شبوة السبعة عشر منها إنتشار زراعة السمسم بشكل ملفت للنظر وتصديره إلى بقية المحافظات والمديريات، بالإضافة إلى البرتقال، وغناها بالموروث الشعبي وغيره، وأختتم حديثه قائلاً: إن الزائر لهذه المديرية ينبهر بكل شيء يصادفه فيها والذي قل أن يوجد في المديريات المجاورة لها كعسيلان ومديرية عين وغيرها. إكتشاف مخابئ فتانة - أما الأخ أمين عبدالرحمن علوي فقد ابتدأ حديثه بالقول: بيحان يعجز عن وصفها اللسان، فهي مدينة تزخر بالشعراء والحكماء من قديم الزمان وأثارها تؤكد وتثبت ذلك، وهي مازالت إلى الآن بارزة في كل شيء والحمدلله، وأضاف متفائلاً: منذ أن غطت المشاريع الحيوية أرجائها من تعبيد طرق وإنارة كهرباء وتوفر الخدمات الصحية والتربوية أضحت الفرحة تسكن ملامحنا، وإن كان هناك بعض المناطق البعيدة التي لم تصل إليها خدمات الكهرباء، وهاهم السواح يتوافدون علينا ليل نهار وصباح مساء منبهرين بسحر هذه المدينة، واتساع آفاقها، وخصوبة إبداعها، وأختتم حديثه بالقول: أتمنى من كل الذين يجهلون أسرار هذه المدينة أن يأتوا إليها لإكتشاف مخابئها الجذابة وشموخها وعراقتها الأصيلة. وداع لابد لكل لحظات سعيدة أن تنتهي، ولحظاتي السعيدة كانت قد أعلنت دقات إنتهائها وإنقباضات وانبساطات تدفعني إلى التماهي في أسرار هذه المدينة الساحرة، وكلما حاولت أن أطيل من لحظات الجلوس مع هذه الفاتنة تؤذيني دبابيس القلق التي تحثني على البحث عن محطة أخرى أكتب عنها وأنغمس في معاطفها، وانتصر القلق أخيراً، لكنني كنت متأكداً أنني سأرد هزيمتي في الزيارة القادمة والقريبة.