اعداد الطفل لهذا التغيير الهائل في حياته وانتقاله من مرحلة الطفولة المتأخرة «2 4 سنوات» إلى مرحلة المدرسة هام وأساسي وهذا الاعداد يجب أن يبدأ منذ الولادة وذلك بابتعاد الأم عن الطفل تدريجياً وعلى مراحل حتى يشعر بأنه كان مستقلاً وقائماً بذاته ومنفصلاً عن هذا العالم الخارجي الذي يتمثل في أمه في مراحل الطفولة المبكرة «منذ الولادة حتى سنتين من العمر» وكل هذا الانفصال التدريجي يجعل الطفل أكثر اعتماداً على نفسه واحتراماً لذاته، ويبدأ في تنمية قدراته الخاصة في كل المجالات «جسمية واجتماعية ونفسية» وقرب مرحلة المدرسة الأولية لابد وأن يحكي الوالدان للطفل حكايات عن المدرسة ووظيفتها وأهميتها وطبيعتها وانها واجب وهدف اساسي لحياة الطفل ولكل طفل كذلك يوضح الوالدان حقيقة العلاقات التي تحدث في المدرسة بين الطفل ورفاقه ومدرسته، وأن المدرسة ماهي الا امتداد للمنزل وللأسرة ولكنها امتداد أوسع وأشمل حيث يخرج الطفل من عالم صغير إلى عالم أكبر وأكبر وفي الأيام الأولى للمدرسة قد يواجه الأهل بمشاكل انفصال الطفل عنهم وذلك بالبكاء والثورة والغضب وعدم التكيف مع الجو المدرسي وغير ذلك وبخاصة بالنسبة للطفل الذي يتم اعداده اعداداً صحيحاً من قبل كما ذكرنا، وهذا كله يجب الا يزعج الأسرة ويحب أن يقابل بالعطف والتقدير والصبر والحزم في نفس الوقت كذلك يجب أن تفهم الأسرة وهيئة المدرسة الدور الهام والحرج في هذه الفترة من حياة الطفل وهناك بعض الشروط الأساسية التي يجب تقديرها ومراعاتها والتي تفيد الطفل من الناحية النفسية ولاتترك لديه أي عقد أو رواسب نفسية في مستقبل حياته خاصة في علاقته بالمدرسة وهذه الشروط هي: 1 ان المدرسة التزام وواجب اساسي في حياة كل انسان حتى يمكنه أن يشارك في بنا مجتمعه ووطنه فيجب الا تكون مواظبة الطفل شيء اختياري وغير هام طالما أنه في مرحلة الحضانة أو الروضة وأنه لايتعلم شيئاً هاماً بل بالعكس فإن مايتعلمه الطفل من المدرسة في هذه المرحلة قد يكون أهم ماسيتعلمه في مستقبله كله لأنه هو الأساس الذي يبنى عليه كل شيء فيما بعد. 2 المدرسة امتداد للمنزل والسياسة العامة في التربية يجب أن تكون موحدة وثابتة وذلك يتأتى باتحاد واتصال الوالدين بأسرة التدريس بصفة مستمرة ودائمة. 3 يجب أن لايكون هناك انشقاق في الرأي بين المدرسة والمنزل بأي حال من الأحوال. 4 المدرسة هي بداية الألم والمعاناة في حياة الطفل الصغير وهذا الألم وهذه المعاناة أساسيان لصقل شخصية الطفل وعنصر هام في تكوين نفسيته تكويناً صحيحاً فيجب أن لاتزداد شفقة الأم وحنانها لدرجة منعه من الذهاب للمدرسة بعض الأيام أو بإظهار كراهتها للمدرسة أمام الطفل مهما كانت الأسباب. 5 المذاكرة واداء واجب المدرسة يجب أن يعتبر وظيفة هامة في حياة الطفل وليس شيئاً اختيارياً يتوقف على الظروف والملابسات. 6 عوامل الترهيب والترغيب يجب أن تتبع في أسلوب تربية الطفل ومفهومه عن المدرسة بحيث تتكون عنده فكرة أن المدرسة شيء مرغوب فيه.