أصبحت المطبوعة اليومية من أكثر المجالات علاقة ببيئة الإبداع التفاعلي.. تلك البيئة التي تسمح بتفاعل عناصر العمل على قاعدة من التكامل والتناغم دون أن يحل عنصر محل الآخر أو يلغيه. هذه الكيمياء السحرية التي لايمكن تحقيقها بدون رؤية واسعة ومتجددة لأساليب النشر وكيفية الوصول إلى القراءة والمعلنين والنخب وغيرها من الدوائر. هذا الأمر يقتضي الإشارة إلى ضرورة مغادرة الأساليب التقليدية في التعاطي مع المطبوعة اليومية وخاصة مايتعلق منها بتجيير العناصر والمؤثرات البصرية لصالح النص المكتوب.. فالصورة الفوتوغرافية بحسب هذا المنهج ليست سوى ترجمة ميكانيكية للخبر.. والمساحات المتاحة للإخراج تعتمد النزعة الأيقونية في تنظيم مدخلاتها.. ولا بأس من اللجوء إلى تعبئة الفراغات بطريقة متسارعة.. أما طاقم الإخراج فحسبه أن يقوم بمهمة التنفيذ على قاعدة القص واللصق المألوفة والتي لاتخلو من لمسات توازنية وجمالية. يبقى الموضوع الأكثر أهمية والمتعلق بكيفية معالجة المادة التحريرية واستخدام أكثر أساليب المهنة عصرية ورشاقة والاعتماد على فريق عمل حيوي في السكرتارية المركزية للمطبوعة بحيث يكون فريق عمل متفاعل مع الوسائط المتعددة ومفتوح الأفق على مستجدات الساحة.. ورائياً لما وراء آكام الظواهر والإشكالات. وإذا كانت بيئة العمل التفاعلية والمبدعة شرطاً مهماً في المطبوعة فإنها شرط أكثر تعقيداً وحيوية في الزمن بالنسبة للفضائيات حيث تصبح كل العناصر المرئية والمسموعة والمقروءة حاضرة في أساس المادة الإعلامية.. ولهذا حديث آخر سنأتي عليه لاحقاً. [email protected]