مازال الإنشاء سيد الموقف في البيت الأبيض.. فهاهو الرئيس الأمريكي بوش الابن يؤكد مجدداً أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن سياسة الاستباق والمبادأة بالقوة إذا استشعرت الخطر من جهة.. والخطر هنا مفصل على المقاسات الأمريكية سواء بالمعاني الافتراضية أم بتجييره على الأهداف التي تتوخاها الإدارة الأمريكية من الفعل العسكري ضد هذا البلد أو ذاك. الحرب الأخيرة جعلت الإدارة اليمنية الأكثر وحشية في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة تعتد برؤيتها بعيداً في إنجاز مهماتها بغض النظر عن الاعتراضات فاختيارها للعراق له مبرراته الكثيرة وخاصة المتعلقة منها بالضعف الهيكلي الداخلي للنظام وتقاطعه السلبي مع جيرانه وخطابه النافر الذي كان مستأسداً على جماهيره فحسب.. كما أن الولايات المتحدة لم تذهب إلى الحرب إلا وقد ضمنت حسابات الأرض والفاعلية لذلك الرفض السياسي الأوروبي والعالمي لأنها أدركت أن لهذا الرفض حدوده ولكل موقف ثمنه.. وهذا ما تجلى عملياً بعد سقوط بغداد مباشرة. تعتبر الإدارة الأمريكية أن اللعب على الأوراق السياسية لعب مفتوح متغير، لذلك فإنها تراهن أساساً على مؤسسة القوة والقدرة على التبرير وتعميم النموذج الذي تراه مناسباً في العالم المعاصر. نختلف معهم أو نتفق .. هذا شأن يستوعبونه على قاعدة أن المصيب سيثبت جدارته، والمخطئ سيعرف خطأه عاجلاً أم آجلاً. [email protected]