ربما كان الفنان الفلورنسي الكبير " مايكل انجلو بافاروتّي " من أكثر المتبحرين في عوالم الجمال الإنساني بالمعاني المباشرة وغير المباشرة.. فقد كان هذا الفنان يرى في الرسوم المباشرة للكائنات الإنسانية تعبيراً عن الروح وجواهرها الثمينة.. لذلك كان ما يكل انجلو يتجلّى وهو يرسم، أو ينحت، ودونما تفريق دلالي بين الرجل والمرأة معتبراً أن خطوط الإيحاء والانسيابات والتوازن التشريحي، تستجلب قيماً وأبعاداً أشمل في الجمال والروعة أي أنه كان يرى في ظاهرة الإنسان دفتي كتاب جميل وكبير، أما باطنه فبسعة الكتاب وتفصيلاته.. لكن الغلاف ليس بعيداً عن الجوهر بل هو مرشد لذلك الجوهر. وذات النفس في قراءة الجمال الانساني نراها عند الفلورنسي العبقري ليوناردو دافنشي الذي رسم البورتريه بقصد الولوج الى عالم الروح.. فالمشاهد المتأمل للوحة (الموناليزا) لن يرى فيها انساناً نبيلاً ينتمي الى عالم الارستقراطية الاقطاعية الغامضة، بل سيرى عمقاً آخر يتجاوز حدود النظر فيما يمكن تسميته بالجمال الانساني الشامل. هذا النوع من القراءة بل التقرّي للإنسان، يتناسب مع الناموس الإلهي الذي أودع في هذا الكائن سراً عظيماً حيث "علم آدم الأسماء كلها"، "بعدما كانت الاشياء يشار لها بالبنان" للتعرف عليها.. كما استعاد الروائي الكولومبي جابريل جارسيا ماركيز. [email protected]