يعرض رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف/اسماعيل هنية صباح اليوم السبت الحكومة الجديدة وبرنامجها السياسي على المجلس التشريعي في جلسة خاصة لنيل الثقة، وذلك وسط تباين ردود الأفعال الدولية بين الترحيب والتحفظ والرفض. وخلال تلك الجلسة التي ستجرى في غزة سيلقي هنية خطاباً يطرح فيه البيان الوزاري الذي يتضمن البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية، ثم سيجري نقاش بين النواب حوله قبل عرض أسماء أعضاء الحكومة وبرنامجها للتصويت لنيل الثقة. كما سيلقي الرئيس الفلسطيني/محمود عباس كلمة في افتتاح الجلسة.. ويتوقع أن تحصل الحكومة الجديدة على ثقة المجلس التشريعي؛ لأن تشكيلها جاء على خلفية توافق بين جل الفصائل بعد اتفاق مكة بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح).. كما يتوقع أن يؤدي هنية وعدد من أعضاء حكومته اليمين الدستورية أمام الرئيس عباس في نفس اليوم في غزة.. أما وزراء الضفة الغربية الذين لا يتمكنون من الوصول إلى غزة لعدم حصولهم على تصاريح من الاحتلال الاسرائيلي فسيؤدون اليمين في اليوم التالي في الضفة الغربية.. وكان هنية قد قدم رسمياً يوم الخميس لائحة نهائية بتشكيلة أول حكومة وحدة وطنية إلى الرئيس عباس الذي بدوره أصدر مرسوماً رئاسياً لقبولها تمهيداً لعرضها على المجلس التشريعي.. وقد تباينت الردود الدولية والإقليمية على تشكيل الحكومة الفلسطينية بين الترحيب والتحفظ والرفض، فقد رحبت بها منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية اللتان طالبتا المجتمع الدولي برفع الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني.. من جانبها دعت روسيا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى قبول الأمر الواقع والتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.. وأشار بيان للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية/ميخائيل كامنين إلى أن بلاده ترحب بحكومة الوحدة التي تشكلت من كافة الفصائل الفلسطينية، وقال: إن على دول العالم التعامل معها.. وبالمقابل تحفظت الولايات المتحدة عن تقييم حكومة الوحدة الفلسطينية في انتظار أن تطرح برنامجها السياسي، مذكرة إياها بوجوب الاستجابة لشروط المجموعة الرباعية الدولية، وخصوصاً الاعتراف باسرائيل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية/شون ماكورماك: "سننتظر تشكيل الحكومة فعلياً والاطلاع على برنامجها لإجراء تقييم نهائي، ونحن لم نبلغ بعد هذه المرحلة. نفس الموقف أكده منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي/خافيير سولانا الذي قال في تصريحات بألمانيا: إن الاتحاد سينتظر إعلان تشكيل الحكومة رسمياً قبل أن يقرر التعامل معها أو عدمه.. وكانت اسرائيل قد أعلنت أنها لن تتعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، وقالت المتحدثة باسم رئاسة الحكومة الإسرائيلية/ميري أيسن إن "الموقف الاسرائيلي لم يتغير.. لن نعترف أبداً بهذه الحكومة ولن نتعامل معها أو مع أعضاء فيها".