- د/ صالح باصرة: تم إعداد كافة التحضيرات لإنجاح فعاليات المؤتمر المؤتمر تجسيد لخصوصية الحضارة اليمنية ومبدأ التواصل بين الأجيال والحضاراتتحتضن مدينة عدن اليوم فعاليات المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية والملتقى السبئي الحادي عشر الذي يعقد خلال الفترة من 3 5 إبريل الجاري وذلك برعاية مباشرة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية وبمشاركة نحو 170 عالماً بمجال الآثار والحضارة من مختلف دول العالم.. في هذا الإطار يتحدث الدكتور صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالقول: استكمال التحضيرات تم استكمال كافة التحضيرات الخاصة بانعقاد المؤتمر السادس للحضارة اليمنية والملتقى السبئي الحادي عشر وإعداد الملخصات الخاصة بأوراق العمل من قبل جامعة عدن واللجنة التحضيرية ممثلة بالدكتور/ حسين العمري عضو مجلس الشورى ومحاضر وأستاذ الآثار بكلية الآداب جامعة صنعاء. رئيس اللجنة العلمية وعضويه الدكتور/ يوسف محمد عبدالله أستاذ الآثار بجامعة صنعاء والدكتوره/ عميدة شعلان أمين عام المؤتمر. حيث بلغت عدد أوراق العمل التي سيناقشها المؤتمر 170 ورقة لعدد 170 عالماً بمجال الحضارة والتاريخ ، منهم100 مشارك من دول عربية وأجنبية من الكويت ومصر ولبنان وسوريا والأردن والعراق ومن دول إسلامية كإيران، وبريطانيا وأمريكا وإيطاليا ومجموعة من الدول الأوروبية الأخرى. حيث سيكون هذا المؤتمر من أكبر المؤتمرات مقارنة بالمؤتمرات السابقة من ناحية عدد الأوراق والمشاركين. مؤتمرات سابقة وعن المراحل المختلفة التي مرت بها المؤتمرات السابقة أشار الأخ/ وزير التعليم العالي إلى القول: بدأت فكرة انعقاد المؤتمر الأول للحضارة اليمنية في فبراير من العام 1975م بمبادرة من أساتذة التاريخ القديم والنقوش في محافظة عدن وعلى وجه الخصوص من الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه والدكتور محمد الغول وعمر الجاوي وسمي حينها بمؤتمر الحضارة اليمنية وكان قد حضره كبار أساتذة التاريخ بعضهم قد فارق الحياة وقد تميز حينها المؤتمر الأول بلياليه الثقافية التي عقدت في كلية التربية على مدى ثلاثة أيام وكان من نتائج المؤتمر إصدار المعجم السبئي. فيما عقد المؤتمر الثاني في العام 1981م في محافظة صنعاء بمناسبة الألفية الأولى للمؤرخ المعروف «أبي الحسن الهمداني» صاحب الأكليل، شبه الجزيرة العربية. وقد قامت حينها جامعة صنعاء بإصدار كتاب الهمداني وتوزيعه. المؤتمر الثالث عقد في عدن في العام 1989م وكان تحت عنوان «الحضارة وآفاق التقدم» وناقش المؤتمر العديد من قضايا المخطوطات والنقوش والآثار. المؤتمر الرابع عقد في العام 1997م بالعاصمة صنعاء تحت عنوان «الآثار اليمنية» وحينها كان موضوع الدعوة لحماية الآثار والنقوش اليمنية وزيادة الاستكشافات في هذا المجال. بعدها حدث انقطاع لفترة طويلة من العام 1997م حتى العام 2004م عندما فكرت جامعة صنعاء بمناسبة صنعاء عاصمة الثقافة العربية وقد دعت إلى انعقاد المؤتمر الدولي الخامس للحضارة اليمنية تحت شعار «صنعاء الحضارة والتاريخ» وقد شارك في المؤتمر أكثر من 120 باحثاً وباحثة وقدمت مجموعة كبيرة من أوراق العمل إلى جانب ذلك أنه رافقت أعمال المؤتمر إقامة معرض تضمن كافة الأعمال للمؤتمرات السابقة إلى جانب معرض معماري عن العمارة اليمنية. الملتقى السبئي وفيما يتعلق بالملتقى السبئي الحادي عشر قال: هذا الملتقى انبثق عن مؤتمر الحضارة اليمنية والأول في العام 1975م وهو ملتقى متخصص بقضايا الآثار والنقوش والحضارة اليمنية القديمة وقد انعقد مع مؤتمر الحضارة الأول في عدن ثم واصل انعقاده في أكثر من دولة أوروبية في كل من إيطاليا وفرنسا وألمانيا وعقد أخيراً في روسيا في «سان بطرس برج» عن طريق معهد استشراق واتفق حينها أن يعقد الملتقى الحادي عشر في عدن بالتزامن مع مؤتمر الحضارة اليمنية كما عقد في المرة الأولى في العام 1975م. شخصيات عالمية وعما تتضمنه فعاليات المؤتمر وأبرز المشاركين قال: سيشارك في المؤتمر مجموعة كبيرة من الأساتذة المتميزين مثل السيد/ روبان، والسيد/ ديمجرد، رئيس البعثة الإيطالية والسيد/برفسور «مولر» والدكتور عدنان البخيت من الأردن وعبدالحليم نور الدين من مصر وكثير من الأسماء البارزة من علماء الآثار والحضارة. محاور المؤتمر واستطرد الأخ/ وزير التعليم العالي والبحث العلمي قائلاً المؤتمر بحد ذاته ينقسم إلى قسمين: القسم الأول خاص بالآثار والنقوش وسيكون في هذا المحور مجموعة من البحوث التي تتناول نقوشاً تمت دراستها من جديد ولم يعلن عنها من قبل. المحور الثاني خاص بالحضارة والتاريخ وسيتضمن جزءاً كبيراً من الأبحاث عن مدينة عدن في العهود السابقة كالعهد الرسولي والأيوبي والعثماني وعن النظام الاقتصادي في عدن في بعض المدونات والنقوش. ولهذا سمي المؤتمر «عدن الحضارة والتاريخ» إلى جانب مجموعة أبحاث عن العمارة في عدن، كالعمارة الطينية والعمارة الحجرية وفي أكثر من موقع وأيضاً مجموعة من الأبحاث عن تاريخ اليمن بشكل عام بما فيها تاريخ اليمن الإسلامي وتاريخ اليمن الحديث والمعاصر. ملتقى للمهتمين وعن المميزات التي يتميز بها مؤتمر الحضارة السادس أشار الدكتور/ باصرة بالقول: مميزات هذا المؤتمر هو أنه عبارة عن ملتقى للمهتمين والباحثين بشئون الدراسات اليمنية بمختلف أنواعها سواء كان في مجال التاريخ القديم أو في مجال النقوش والآثار أو في مجال العمارة أو الحضارة بشكل عام أو في مجال التاريخ الإسلامي والحديث. بمعنى أنه فرصة لتبادل الخبرات وتقديم الجديد في هذا المجال كما أن المؤتمر سيضيف مصدراً جديداً للمكتبة اليمنية والعربية والعالمية حول الحضارة اليمنية بمعنى أن كل مؤتمر يعقد يضيف مادة جديدة ومصدراً جديداً للمكتبة اليمنية حول الحضارة اليمنية لاسيما وأن المؤتمر الثالث نزلت أوراقه في شكل مجلدين باللغتين الإنجليزية والعربية وبالتالي فأن هذه الأوراق شكلت مادة جديدة للباحثين. وكذلك أن هذا المؤتمر تواصل بين ثلاثة إلى أربعة أجيال بدأ بجيل بيستون يرحمه الله وجيل بافقيه ومن بقى من هذا الجيل مع الجيل الثاني الذي حمل الراية وعلى رأسهم الدكتور يوسف محمد عبدالله الذي حمل راية الحضارة اليمنية والدراسات اليمنية واللهجات والنقوش وهكذا. تبقى العملية مستمرة كما أن هذا المؤتمر الدولي يعطي اهتماماً ويؤكد الحقيقة أن الحضارة اليمنية حضارة متميزة ولها مكانها بين أوساط الدارسين ومؤسسات الدراسات التاريخية في العالم سواء في أوروبا أو الوطن العربي لأن العدد الكبير الذين سيشاركون في المؤتمر لأكثر من 100 باحث من خارج اليمن يعني أن هناك اهتماماً بالحضارة اليمنية وأن لها مكانتها في مراكز البحوث العربية والأجنبية وهذه أيضاً من مميزات المؤتمر. فرصة للاطلاع عن الحضارة اليمنية ويؤكد الأخ الوزير: المؤتمر فرصة للاطلاع على الحضارة اليمنية خاصة أن البعض يكتب من خلال المراجع حيث أن الاطلاع المباشر على اليمن والتعرف على اليمن وخاصة القادمين إلى عدن أو إلى صنعاء فأنهم يشاهدون اليمن متحفاً حياً حيث إن اليمن عبارة عن متحف حي يشاهده الباحثون والزائرون وبالتالي يمكنهم ذلك من الحصول على المعلومات بالإضافة إلى أنه تبقى في الذاكرة انطباعات طيبة عن اليمن وحضارته وعن هذه الشعب باعتباره نتاج هذه الحضارة واستمرارها. كما أن المميزة الأخيرة للمؤتمر في أنه يعقد في جامعة من الجامعات اليمنية ويعطي نوعاً من الشهرة للجامعة لأن الجامعات تشتهر وتبرز من خلال نشاطها في مجال المؤتمرات الدولية بمعنى أنه عندما يأتي 100 باحث من خارج اليمن بالتالي فأنهم يتعرفون على جامعة عدن ويقومون بنقل صورة طيبة عن الجامعة وعن دورها ونشاطها العلمي فتصبح مشهورة أكثر مما هي عليه. توثيق أعمال المؤتمر وعن مدى إمكانية مناقشة أوراق العمل البالغ عددها 170 ورقة خلال الفترة المحددة قال باصرة: المؤتمر سيعقد خلال يومين وستكون هناك قاعة خاصة بالآثار والنقوش وأخرى خاصة بالحضارة والتاريخ وستكون الجلسات صباحية ومسائية لأن 170 ورقة تحتاج إلى وقت طويل وقد أبدت جامعة عدن استعدادها لطباعة كتاب المؤتمر وسيتم تشكيل هيئة التحرير لمراجعة الأبحاث وإخراج المادة في كتاب لأن قيمة المؤتمر تنتهي إذا لم توثق في كتاب ويتم توزيعه ولهذا لم يعد الاطلاع محصوراً على المشاركين في المؤتمر بل يصبح واسع الانتشار كما سيتم إعطاء المشاركين نسخاً من أعمال المؤتمر فيما سيتم توزيع العديد من النسخ في مراكز البحوث والدراسات اليمنية والعربية والأجنبية. واختتم الدكتور باصرة حديثة بالقول: أتمنى أن يعقد المؤتمر القادم في حضرموت تحت شعار «حضرموت الحضارة والتاريخ» ويليها في محافظة مأرب باسم «مأرب الحضارة والتاريخ» وهكذا حتى يستمر نشاط هذا المؤتمر لاسيما وأنه حدث انقطاع في انعقاد المؤتمر خلال الفترة من 1997م وحتى 2004م وأتمنى أن لايتكرر ذلك وأن يستمر اليمن في عقد مؤتمرات الحضارة وتبقى محل اهتمام الباحثين والدارسين من مختلف الجنسيات.