كشفت دراسات أجرتها إحدى منظمات المجتمع المدني اليمنية إن ظاهرة الزواج المبكر مازالت متفشية في العديد من مناطق اليمن، مؤكدة ارتباط الظاهرة بالبنية القبلية للمجتمع، وبالفقر، على حد سواء مع الغنى الذي يدفع الأسر الميسورة إلى تزويج أبنائهم الذكور في سن مبكرة. وأوضحت الدراسة التي أجرتها "الشبكة اليمنية لمناهضة العنف ضد المرأة (شيماء)- أن هناك ارتباطاً قوياً بين الزواج المبكر والأضرار الصحية التي تنشأ عنه وخاصة بين وفيات الأمهات والرضع وتعسر الولادة ونقص وزن الجنين مما يتسبب في حدوث سوء تغذية، وتقزم، وظهور أمراض الجهاز العصبي والتخلف العقلي وزيادة احتمالات التعرض للعدوى. وبينت أيضاً أن مواليد الأمهات الصغيرة عادة ما يكونون أقل ذكاءً، وأضعف بنية من أقرانهم، ناهيك عن الأضرار النفسية والاقتصادية والتربوية الناتجة عن ذلك، ومنها زيادة معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة. وعزت الدراسة أسباب انتشار الظاهرة إلى قلة الوعي لدى الأفراد وخاصة في بعض المناطق التي تتأثر بالثقافة التقليدية السائدة وما ينطوي عليها من عادات وتقاليد وفهم شخصي لموقف الإسلام من مسألة الزواج المبكر. وأكدت الدراسة: أن أصغر زواج يتم في حضرموت عند سن (10) سنوات للذكور و(8) سنوات للإناث، بالإضافة إلى محافظة الحديدة التي يرتفع فيها سن الزواج المبكر إلى حد ما، حيث يصل بالنسبة للذكور إلى (12) عاماً فيما نسبة الإناث (8) سنوات كما هو الحال في حضرموت. ونوهت المنظمة إلى أنها باشرت تنفيذ حملة توعوية ضد ظاهرة الزواج المبكر تستند إلى مداخل صحية وتربوية واجتماعية لا تتعارض مع تجذر الثقافة السائدة في المجتمع. ودعت كافة وسائل الإعلام والعلماء وقادة الرأي في المجتمع إلى مساندة الحملة من أجل إنجاح حملات التغيير الاجتماعي وخاصة في منطقتي استهداف الحملة المتمثلة بمحافظتي الحديدة، وحضرموت.