في علوم المعالجة الالكترونية للمعطيات "السيبرنيتيكا" التي كانت بمثابة التمهيد الأول للكومبيوتر المعاصر؛ استفاد العلماء من آلية عمل الدماغ البشري، واستعاروا من تلك الآلية ما تيسر لهم، فعمدوا إلى تحليل المعطيات رياضياً باعتماد قاعدة «المدخلات/ التحليل/المخرجات» فكان الكومبيوتر الأول بمثابة حاسوب اعتيادي يجمع ويطرح ويقسم وينظم الجداول. تالياً، تم الانطلاق إلى آفاق جديدة، وصولاً إلى عصر الكومبيوتر الذكي، أو ما يسمى ب«السوبر كومبيوتر» الذي يستطيع معالجة مليارات المعطيات في الثانية الواحدة. حقاً.. إن الطبيعة مستودع أكبر للكشف والإبداع لمن حباه الله نعمة البصر والبصيرة معاً. يعتمد الكومبيوتر على ما يسمى ب«المربعات الرياضية السحرية» بوصفها الوسيلة لمعالجة المعلومات، أو باعتبارها المعادل المشترك بين صنوف المعلومات التي قد تكون بشكل صورة أو صوت، تلك المربعات عبارة عن مصفوفات رياضية تتناوبها الأرقام المتآلفة وفق منطق رياضي أساسه اللوغاريتم. واللوغاريت مصطلح مجيّر على عالم الرياضيات الإسلامي "الخوارزمي" وهو تحوير لكلمة "خوارزم" فحيث نقول بالعربية خوارزميات يُقال لوغاريتمات. لكن ما يهمنا هنا هو أن مبدأ الاشتغال على اللوغاريت مُستمد من الطبيعة وميزانها، في تأكيد آخر على أن صنع الخالق هو المستودع الأكبر للأسرار والعلوم، ذلك أن ظواهر الوجود المختلفة مموسقة جبراً وفق قواعد لوغاريتمية توازنية، فما نراه مختلفاً في الظاهر يعبّر عن وحدة كليانية جوهرية لا نراها بالعين المجردة، بل ندركها بالعقل والذائقة، وهكذا؛ فإذا قلنا إن هناك ناراً، فكأننا نقول إن هناك ماء أيضاً.. آية ذلك أن النار المستعرة تصدر بخار ماء، وعلى هذا المنوال يمكن ملاحظة أن كل الوجود مموسق وفق قواعد رياضية جبرية أودعها الحق فيها حتى نتعلم منها[email protected]