أنامله الصغيرة تلفُّ بالحرير كما يقولون.. إنه يجلس بكل فخر أمام جهاز الكمبيوتر الذي صنعه بنفسه ومن بقايا أشياء مهملة قد لا نلقي لها بالاًً ونلقيها في سلة المهملات.. عمار عبدالسلام الذي لا يتجاوز السادسة عشرة سنة من العمر شارك بهذا الجهاز وعدة أجهزة أخرى في معرض الوسائل البديلة الذي نظمه مركز الوسائل التعليمية بمكتب التربية والتعليم في مدرسة الشعب الأسبوع الماضي وتعتمد فكرته على الاستفادة من خامات البيئة في عمل أشياء مفيدة.. عمار كان أبرز المشاركين بكمبيوتره الصغير المميز والذي ينم عن عقل مبتكر مبدع سيقدم الكثير في حال توافرت له الإمكانيات والأجواء المناسبة للعمل. الكمبيوتر لم يكن الشيء الوحيد الذي صنعه عمار؛ بل هناك عدة أجهزة أخرى دقيقة مثل جهاز قياس دقات القلب وإنعاشه، والدائرة الكهربائية المتكاملة للسيارة، وملف رمكرف الذي يتكون من عشرة آلاف لغة، والتلفون الكهربائي، والمروحة والمصباح الكهربائيين، ومولد فنت جراف الذي يقوم بتحويل الشحنة الساكنة إلى شحنة متحركة ويستخدم مثل هذا الجهاز في المفاعلات النووية.. وكذلك صناعة جهاز الرادار وجهاز مصغر لصناعة تكرير الشمع.. وفي مجال الكهرباء يعكف عمار على صناعة العداد الكهربائي وعمل جهاز يمكن من خلاله إضاءة الكهرباء من خط واحد فقط. عمار يشعر بامتنان شديد لأستاذه/عبدالله الكدس، مسؤول المعامل في التربية والذي كان عوناً ومشجعاً له في مسيرة ابتكاراته التي لا تتجاوز ثلاث سنوات. مدير عام مكتب التربية ووكيل محافظة تعز زارا المعرض وأبديا إعجابهما الشديد بأعمال عمار المتميزة ووعدا الأخير بجهاز كمبيوتر كهدية تشجيعية له من المحافظة. عمار ينتظر.. وينتظر جهة تدعم مواهبه المتميزة.