- مهدي أمين سامي إلى حكومة السنتين كما يقال: إن الفرق بين التفاؤل والتشاؤم يوضحه مثل الكأس الذي به ماء إلى منتصفه ،فالمتفائل يقول: نصف الكأس ممتلئ!! والمتشائم يقول: نصف الكأس فارغ!!.. والمثل نفسه يفرق بين الإدارة والعجز ،فالعاجز يكتفي بالنصف الممتلئ، وصاحب الإرادة يسعى لملء النصف الفارغ!!.. وهذا المثل ينطبق أيضاً على الاستراتيجية الحكومية للأجور والمرتبات لموظفي الجهاز الإداري في هذه المرحلة والتي تعتبر من وجه.. إنجازاً إيجابياً قياساً بالوضع السابق، ولكنها من وجه آخر.. إنجاز ناقص قياساً بمتطلبات الحياة المعيشية. وبعيداً عن المزايدة والتنظير وعن الشطح والتهويش.. سنبسطها بطريقة حسابية واضحة، ولن نتناول الحد الأدنى للأجور والرواتب «000.20 » قابل للخصم، والذي يشمل غالبية الموظفين ، ولا الراتب الأقصى لوكيل الوزارة «000.60» ريال وهو يشمل الأقل، ولن ندخل راتب الموظف الجديد بمؤهل جامعي الذي يقف صافي راتبه على مبلغ «600.23» ريال.. ولكننا سنقتصر على المستوى المتوسط للموظفين المؤهلين الذين تصل خدمتهم مع الدولة إلى «15» سنة، ومافي مستواهم ويتسلمون راتباً شهرياً بمعدل «30.000» ريال وبالطبع نحن نقصد موظفي الجهاز الاداري البسطاء من غير ذوي الأملاك وسيبقى من الراتب بعد خصم الإيجار الشعبي والعادي ما بين «000.15» و«000.18» ريال لتغطية كل المتطلبات الأخرى للمعيشة خلال الشهر. ثانياً: إذا حسبنا قيمة العيش «رغيف أو روتي أو كدم» فسيحتاج الفرد «20» ريالاً للوجبة وتحتاج الأسرة «100» ريال في الوجبة * «3» وجبات = «300» ريال في اليوم* «30» يوماً= الإجمالي «000.9» ريال شهرياً.. وهذا يستهلك ما بين «50» إلى «60%» من صافي الراتب بعد الإيجار، مما يعني أن المتبقي بعد خصم قيمة العيش سيكون بين «000.6» ريال و«000.9» ريال للإدام والطبيخ خلال الشهر. ثالثاً: إذا كان إدام الأسرة «السبغ والخصار» من البيض أو الفول والفاصوليا.. فسنعتبر نصيب الأسرة في كل وجبة «5» بيضات أو علبة واحدة من الفول أو الفاصوليا وقيمة العلبة «60» ريالاً،وقيمة البيضة «20» ريالاً ونخصص «25» ريالاً تكلفة لوازم الطبيخ لكل وجبة «مع ملاحظة أن أسعارنا لا تُقارن»!!، وستكون النتيجة كما يلي: 1 بيض مطبوخ مع توابعه «5» بيضات لكل وجبة للخمسة الأفراد = «125» ريالاً للوجبة *3 وجبات = 375ريالاً في اليوم *30 يوماً يصبح الإجمالي= «500.11» ريال شهرياً، وهذا ضعف رصيد صاحب المسكن العادي ولا يناسبه، بينما يجب على صاحب السكن الشعبي الاكتفاء بوجبتين فقط في اليوم. 2 في حالة الفاصوليا أو الفول مع التوابع.. «علبة» لكل وجبة = «85» ريالاً للوجبة * «3» وجبات = «255» ريالاً في اليوم * «30» يوماً فيصبح الإجمالي «650.7» ريالاً في الشهر.. وهو يناسب صاحب السكن الشعبي وعلى صاحب السكن العادي الاكتفاء بوجبتين فقط في اليوم من الفول أو الفاصوليا!!. رابعاً: لم ندخل في الحسبة ماء الشرب والغسيل وماء الوضوء والاغتسال، وقيمة الغاز!!.. أما الشاي والقهوة والفواكه ومصاريف الأولاد وإيجار المواصلات، فكل ذلك إسراف مُحرم على هذه الأسرة!! ما بالكم باللحوم والأسماك والحلويات!!.. كما يجب على جميع أفرادها النوم من غروب الشمس!! إذ لا يتوفر حق الكهرباء.. مع قيامهم بالمحافظة التامة على الملابس التي توفرت لهم في ظروف سابقة، فالأكل أهم من اللبس!!. وإياهم، ثم إياهم أن يمرض أحدهم!!.. فمن أين يمكن توفير تكاليف العيادة والأطباء حتى المستشفى والفحوصات والأدوية؟!. وحقاً إن المرض هو الذي يفضح الأسرة المستورة ويقصم ظهرها!!. «نسأل الله العافية للجميع». وأخيراً: في ظل هذا الواقع الصعب والعيش «المعجزة» !!نسأل حكومة الأمل الجديدة أين الأهم وأين المهم في برنامجها للسنتين؟! ومن أين يجب أن تبدأ لتحقيق الإصلاح المالي والإداري، وتصحيح الاختلالات، ومكافحة الفقر ومحاربة الفساد؟!...أم أن «بطن الشابع على الجاوع بطر؟!» كما يقول المثل اليمني ... وللحديث بقية.