التعليم مهمة عظيمة تتطلب همة كبيرة وعزماً صادقاً إنها إعداد للجيل وبناء للأمة ومن نظر إلى التعليم على أنه مهنة ووسيلة للكسب المادي فقط رضي بالدون وتخلى عن سمو هذا التكليف والتشريف له. لقد علق الآباء والأمهات آمالهم بعد الله عزوجل على جهودك أيها المعلم وأمّلت الأمة منك أن تقوم بتربية الأجيال لأنك محط الآمال.. وصلتك أيها المعلم بأبنائك الطلاب ليست درساً يلقى وإنما هي روح يحيا بها هذا الجيل في هذا العصر الذي أدلهمت فيه الفتن والخطوب. ولاشك أن المعلم الغيور ذي الهمة العالية شخصية ايجابية في حياته كلها وليس في المدرسة فقط فهو ايجابي بين أهله وأبنائه وأقربائه وجيرانه وهذه الايجابية تفيض من قلبه على قسمات وجهه سروراً واستبشاراً وسعادة أما العاجز المتشائم فحياته قاسية ونظرته لكل من حوله جائرة وتعامله مع الآخرين سم زعاف ويميت القلوب ويضيق الصدور وماأبدع تلك المحبة بين المعلم الايجابي وطلابه وتلك الذكريات الطيبة التي تبقى سنين طويلة في ذاكرة الطلاب وتلك الدعوات التي تلهج بها ألسنتهم لأساتذتهم ومعلميهم ومن كان له تأثير مبارك في نشأتهم وتعليمهم فيقال المعلم بركتها في الدنيا والآخرة.. وأصبح كل واحد من آلاف التلاميذ الذين علمهم ورباهم بمثابة ولد صالح يدعو له وهذه الدعوات ليست قاصرة على أبناء الأرض وإنما يشارك فيها الملائكة وأهل السماء والحيتان في جوف الماء ومصداقاً لذلك.. قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الله وملائكته وأهل السماء وأهل الأرض حتى النحلة في جحرها والحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير» أو كما قال.. ولكن عندما تخلى المعلم عن هذه المهمة وضيع رسالة التعليم بتهاونه وتشاؤمه أصبح تأخيره على الطلاب معدوماً وأصبحت مكانته في نفوسهم ضعيفة ولقد أهان بعض المعلمين العلم بتخاذلهم وأطماعهم الدنيوية فهانت نفوسهم وهانت الأمة بهوانهم ونظر هؤلاء بتشاؤم وكراهية لتلك الرسالة السامية فكيف يرجى منهم أن يتخرج على أيديهم جيل العزة المرتقب. ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظما ولكن أذلوه فهانوا ودنسوا محياه بالأطماع حتى تجهما