مع غياب شمس يوم الخامس عشر من مايو القادم يبدأ اليمنيون العد التنازلي حتى نهاية العام الجاري لاستقبال تمثال ملك يمني قديم مصنوع من البرونز عائداً من باريس بعد رحلة علاجية استغرقت بضعة أشهر خضع خلالها لعمليات ترميم وصيانة وتجميل تعقبها عملية دراسة وتحليل تكشف عن المرحلة التاريخية التي عاش فيها وجميع المعلومات المتعلقة بشخصيته.. ويأتي استلام وزير الثقافة الدكتور/محمد أبوبكر المفلحي خلال لقائه أمس بالسفير الفرنسي بصنعاء /جيل جوتيه/دعوة فرنسية لحضور حفل إشهار إتمام عملية ترميم وصيانة التمثال في ال15 من مايو المقبل تنفيذاً لما تضمنته الاتفاقية الموقعة بين المتحف الوطني بصنعاء ومتحف اللوفر بباريس والخاصة بترميم وصيانة تمثال يمني مصنوع من البرونز، وهي العملية التي تنتهي حسب الاتفاقية في مايو 2007م، يعرض بعدها التمثال في اللوفر حتى أكتوبر قبل عودته إلى اليمن.. وإلى حين عودة التمثال إلى اليمن نهاية العام الجاري تكون رحلة ترميم التمثال قد استغرقت قرابة العام في باريس منذ وصوله إليها في نهاية العام الفائت، حيث كان قابعاً بين أربعة جدران داخل حجرة في أحد مخازن المتحف الوطني بصنعاء، بعد العثور عليه واقتنائه من منطقة الجوف ضمن مجموعة من القطع الأثرية في منتصف العام 2004م.. ويتلهف اليمنيون لإلقاء نظرة على هذا التمثال الذي تعتقد مصادر تاريخية ومتحفية أن تاريخه يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، فيما يرجّح البعض أن التمثال ربما يعود لأحد ملوك اليمن العظماء في العهد السبئي، وقد لا يقل أهمية عن الملك السبئي المشهور "معدي كرب وايل واتر"..وأكدت المصادر أن نتائج التحليل والدراسة التي سيخضع لها التمثال ستفتح آفاق ونوافذ ضوء واسعة على زوايا عديدة لاتزال مجهولة في التاريخ السبئي وتاريخ الحضارة اليمنية القديمة عموماً. وسيستقر التمثال إثر عودته في مكان العرض الخاص به في المتحف الوطني لينتصب واقفاً بجانب تمثالي الملك (ذمار علي) وابنه (ثاران) اللذين قطعا رحلة مماثلة لترميمهما في ألمانيا قبل عودتهما إلى اليمن..وكان هذا التمثال قد ظل مطموراً في الرمال لآلاف السنين إلى حين العثور عليه واقتنائه من قبل وزارة الثقافة وهو في حالة سيئة.. ويمثل التمثال المصنوع من البرونز رجلاً يرتدي الإزار التقليدي اليمني.