- نبذ الغلو والتطرف والتحذير من الفتن والدسائس - تعزيز روح التآخي بين المجتمع والحفاظ على الوحدة الوطنية افتتحت يوم الأحد الماضي ال 13 من مايو الجاري بمدينة إب الدورة التدريبية لخطباء ومرشدي الجمهورية اليمنية والتي تستمر حتى الحادي والعشرين من الشهر ذاته ، وكان نائب رئيس الجمهورية / عبدربه منصور هادي قد افتتح الدورة بكلمة حض المشاركين فيها على استيعاب أهداف الدورة والبعد عن أسباب التطرف والغلو واتباع منهج الوسطية والاعتدال.. صحيفة (الجمهورية) استطلعت آراء المشاركين في الدورة لمعرفة انطباعاتهم عنها ومدى الاستفادة من المحاضرات .. فكان هذا الحصاد .. أهداف وقضايا سامية المسؤول الإعلامي للدورة الأخ/ ضيف الله حسن محمد الجلال حدد الأهداف المتوقع تحقيقها بقوله : - تنمية الملكات العلمية لدى الخطباء والمرشدين ، وغرس قيم التسامح واليسر والبعد عن التطرف والغلو ، وتعزيز أواصر المحبة والمودة والتعارف بين الخطباء والمرشدين ، وإبراز أثر الفتن على الوحدة والتماسك الاجتماعي ، والتعرف على القدرات العلمية والمواهب الإبداعية لدى المرشدين ، والاستفادة من تجارب الخطباء وتعاملهم مع مجتمعاتهم ، وتوضيح طريقة التعامل مع الخطاب الدعوي بما ينسجم مع طبيعة مجتمعنا ، والحفاظ على ثوابت الأمة الدينية والوطنية. وأضاف أن المحاضرات التي ألقيت في الدورة تمركزت حول محاور معينة كان أهمها : التركيز على الخلفية الفكرية للمتمردين في صعدة ، وأهمية الوحدة الوطنية ومقوماتها ، والتوازن في الخطاب الديني الدعوي والبعد عن التطرف والغلو ، بالإضافة إلى تقنية الالقاء الخطابي عند الخطباء ، والتعريف بمكانة المرأة في الإسلام . ومكانة الصحابة الكرام ، وأهمية مبدأ الولاء والبراء ، ومكانة السنة النبوية في الإسلام ، والتعامل مع بيوت الله وغيرها من المحاور. ،فيما يتعلق بأهم المعايير التي تم مراعاتها عند اختيار الخطباء المشاركين في الدورة يقول ضيف الله الجلال : «إن المشاركين تم اختيارهم وفقاً لتميزهم البلاغي في الخطابة ، وفن الالقاء ، والذين يمتلكون قدرة في توضيح القضايا العالمية في رؤية إسلامية متجددة ضمن إطار رسالة المسجد بعيداً عن الطائفية أو الانتماء أو العنصرية». وهذا ما أكده الأخ/ شهاب الدين المحمدي مدير عام الإعلام والعلاقات العامة والمؤتمرات بوزارة الأوقاف والإرشاد الذي أكد أن الدورة عقدت تحت شعار : «من أجل خطاب إرشادي يجسد الوسطية والاعتدال ويرسخ قيم التسامح الديني» ، وقال : «إن هذا الشعار هو الذي جعل المشاركون في الدورة من كل الاتجاهات والأطراف والمذاهب ، ونتمنى أن يكون التنوع يصب في فائدة الخطباء والمرشدين وأن يفيدوا غيرهم إذا رجعوا إليهم». صورة مصغرة للوحدة وعن المحاضرين الذين أثروا الدورة كان الشيخ/ ياسين طه سعيد الشرجبي المحاضر في الدورة التدريبية الذي قال : «أهم ما تطرقت إليه الدورة هو دعم جهود التنمية وتعزيز قيم التآخي والتراحم ، ونشر الوعي وتنمية مهارات الخطباء في الجانب الأدائي والمهني إعداداً وإلقاءً». وأضاف : «لا تقتصر الدورة على الجانب النظري ، وإنما هناك جانب تطبيقي ، بحيث يقوم أحد المشاركين من الخطباء بالالقاء ، ويقوم زملائه بالنقد والتعليق ، كما يوجد برنامج يومي للمشاركين بالقاء محاضرات في المساجد ما بين مغرب وعشاء في مساجد محافظة إب». كما أثنى الشيخ ياسين طه المحاضر في الدورة على تفاعل المشاركين مع المحاضرات والمعارف التي تلقى عليهم ومناقشاتهم الفاعلة ، وأشار إلى أن المشاركين تم اختيارهم من كل مديريات الجمهورية بحيث يكون ممثل واحد من كل مديرية ، وتم انتقاؤهم وفق معايير معينة أهمها أن يكون المشارك حاصلاً على تعليم شرعي عالى بحيث تكون عنده خلفية شريعة للعمل. وقال : «إن اجتماع الخطباء والمرشدين هو نوع من التأكيد على توحد الصف الوطني وبث صورة طبيعية عن وحدة الخطاب الدعوي ، وهذا سبب تزامن الدورة مع الاحتفال بالوحدة اليمنية». لولا الوئام لهلك الأنام من جانبه قال الشيخ/ محمود سفيان الصادق ، خطيب ومرشد ديني من مديرية إب بمحافظة إب: أن الأمة لا يمكن لها أن تجتمع إلا على المعتقدات والثوابت ، وعلى كل ماهو قطعي ، أما في أمور الفروع والاختلاف فيجب على كل فئة أن تسع الفئة أو الجماعة الأخرى مادام في الأمر متسع ، ولو تتبعت كل فرقة أخطاء الفرقة الأخرى لما اجتمعت الأمة ، مثل هذه الأفكار وغيرها التي تم مناقشتها في الدورة تساعد على تكاتف المجتمع وعدم اختراقه. وواصل حديثه : «تفاعل الحاضرين مع المحاضرات كان متفاوتاً فهناك من المشاركين من يرى أن المناقشة والتفاعل أمر له أهميته ، وهنالك من يحتاج إلى نقاش صادق وهادئ لاقناعه بفكرة ما ، لكن الغالب أن الكل تفهم أن الأمة لا تجتمع إلا إذا سادها الوئام كما قال الإمام مالك : : «لولا الوئام لهلك الأنام». يكفينا التعاون .. وعن الفائدة المرجوة التي يمكن أن تخرج بها الدورة التدريبية لخطباء ومرشدي الجمهورية في إب يحدثنا الشيخ/ عبدالعزيز محمد سعيد باحفظ الله من مديرية دوعن قائلاً : أهداف الدورة كثيرة ، والفوائد المرجوة من الدورة كثيرة أيضاً ، ويكفينا أن تعارف الخطباء على يعضهم البعض واجتماعهم في هذه الأيام المجيدة للاحتفال بيوم الوحدة هو أهم فائدة ، والجو الأخوي السائد بين المشاركين ، ورؤية مدينة إب الخضراء كلها من الفوائد التي اعتبرها مهمة ، ناهيك عن بقية الأهداف الراقية التي حددت لهذه الدورة». ويستطرد قائلاً : «إن جمع شمل الأمة ووحدة كلمتها لابد أن تكون من أولويات الخطباء والإخوة المشاركين ، بالإضافة إلى ابعاد المساجد عن الصراعات المذهبية والطائفية والحزبية يجب أن يتصف بالأهمية ، فلو صلح أمر هذه الكوكبة من علماء اليمن لصلح الناس، ولخرجت اليمن من المآزق الفكرية والعصبية التي تواجهها وأهمها فتنة صعدة». نعمة الوحدة ومن محافظة تعز ، عبر الشيخ/ محفوظ علي أحمد الخليدي عن مشاركته إخوانه في هذه الدورة قائلاً : «نحمد الله أن جمع بيننا ، وهذه أكبر نعمة ، ونعم الوحدة المباركة علينا كثيرة ، فجمع شمل اليمنيين هو أجل النعم ، ونعمة الأمن والأمان (حتى سار الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله....) ، كما إننا نعيش هذه الأيام إحياء الذكرى السابعة عشر لقيام الوحدة ، ويكفينا أن نتعارف فيما بيننا». ومن أهم ما استفاده من الدورة قال : «.... مواضيع الدورة عديدة ، لكن أهم ماركز عليه المحاضرون هو الدعوة إلى الوسطية والبعد عن الحزبية والنعرات ، ووجوب الحفاظ على وحدة الأمة وتماسكها وتجنب الصبية والتعصبات ، وأن يتصف الخطيب بالأخلاق والعلم والمعرفة». ولم ينسى شيخنا أن يبعث إلى فخامة الأخ رئيس الجمهورية ، وعبر صحيفة الجمهورية ، بتهنئة بمناسبة الاحتفالات الوحدوية التي تشهدها بلادنا. توحد القلوب.. أما الشيخ/ محمد أحمد صالح عيون ، مسئول الارشاد بمديرية المخادر فقال : «الدورة وكل محاضراتها مثمرة ، وخاصة تلك المتعلقة بالتسامح الديني في الإسلام الذي لم تعرفه الأديان الأخرى ، وكان التفاعل والمشاركة من الحضور الأئمة والخطباء إيجابية ، بحيث كان هدف الدورة جمع الصفوف وتوحيد الكلمة ، وقد تحققت هذه الأهداف بالفعل ، فهي نعمة من الله أن نجتمع في مكان واحد تتوحد فيه القلوب ، ويجتمع فيه الرأي». الأسوة الحسنة وأكد الشيخ/ عبدالله علي سعد الخضمي: أن الدورة تأتي تجسيداً للبرنامج الانتخابي للرئيس / علي عبدالله صالح ، وامتداداً لما بدأه وأسسه معالي وزير الأوقاف والارشاد السابق حمود عباد ، فله مكانة الفضل لتأسيس الدورة ، وهي تهتم بالخطباء والمرشدين من الجانب الشخصي والمهاري وإمدادهم بالمعلومات والرسائل لأداء المهام بكفاءة واقتدار ، كما أود أن أوجه زملائي الخطباء بأن يكونوا أسوة حسنة ومحل خير وفضائل حتى يقتدى بهم. فيما شكر الشيخ/ مبارك أحمد عوض باقارون مدير مكتب الأوقاف والارشاد بمديرية ميفعة محافظة شبوة ، شكر الاستاذ/ حمود الهتار على الاهتمام بالخطباء وإعطائهم جل اهتمامه من أجل التعارف والتآلف والمحبة ، وقال : «إن هذه الدورة التأهيلية للخطباء هي لتجسيد الخطاب الارشادي والوسطية والاعتدال والتسامح الديني» .. كما وجه رسالة شكر إلى فخامة الأخ الرئيس على اهتمامه بالخطباء الدينيين. وللمرأة دور... اهتمت وسائل الإعلام المختلفة بالدورة التدريبية للخطباء والمرشدين والتي نحن بصددها ولكنها وسائل الإعلام أغفلت حانباً مهماً من جوانب الدورة ، تمثل ذلك الجانب في مشاركة المرأة في فعاليات الدورة كمرشدات تربويات وموجهات ومديران مدارس ، لتكون بذلك المرأة جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل في ابراز جوانب السماحة والطهارة والوحدة التي يمتلئ بها ديننا الإسلامي الحنيف ، وفي الدفاع عن منجزات الوحدة والثورة ، والذود عن وحدتنا الوطنية ، ولم تنل المرأة المشاركة في الدورة ما تستحقه مكانتها ودورها في المجتمع ، وحتى نكون أوفياء مع صانعات الأجيال ومربيات الرجال كان لنا بعض اللقاءات معهن ... إنعاشاً للفكر .. وتصحيحاً للفهم الأخت/ إكرام عبدالكريم الخولاني مرشدة ومديرة مدرسة بمديرية الظهاري محافظة إب قالت: «الدورة جيدة، ولها أهداف بعيدة وسامية ، وتجسد معاني الوحدة اليمنية وتنعش الفكر الثقافي الإسلامي ، وتساهم في تصحيح الفهم حول الكثير من القضايا والشبهات خاصة حول الأحداث والفتنة الجارية حالياً في صعدة». وواصلت .. «وقد كان تفاعل الحضور كبيراً ، واتفق الجميع على نظرة واحدة ، ورؤية واحدة باعتبار أن الأمة الإسلامية هي أمة واحدة بغض النظر عن المذاهب والطوائف ، كما أجمع الجميع على ضرورة المحافظة على وحدة الشعب اليمني من الثورات والدسائس والفتن». الولاء لله والوطن ..والنساء شقائق الرجال وعن دور المرأة في مجال الارشاد والتوجيه تحدثت الأخت/ ستر الله عبدالله العلاية قائلة : «لا يختلف دور المرأة عن دور الرجل (فالنساء شقائق الرجال) كما في الحديث، ويمكن للمرأة استغلال أوقاتها حين تلتقي بأخواتها وقرايناتها في المجالس أو المدارس وفي كل المناسبات لخدمة هذا الوطن الحبيب الذي نتمتع جميعاً بكل خيراته وعطاءاته». وأضافت : «وانطلاقاً من برنامج فخامة الرئيس للدعوة والوسطية والاعتدال دشنت هذه الدورة التدريبية على مستوى إب ، وتعد الأولى على مستوى المحافظة، والثانية على مستوى الجمهورية ، حيث سبقتها دورة في أمانة العاصمة ، وتدعو هذه الدورة إلى التسامح بين أبناء الوطن الواحد، والاعتزاز بالدين والوطن والولاء لله والوطن ، وغرس القيم الدينية الأخلاقية للمجتمع المسلم ،والمجتمع اليمني مليء بهذه المعاني وهو غني عن التعريف فقد وصفه الرسول الكيرم صلى الله عليه وسلم بقوله : «أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة ، الإيمان يمان، والحكمة يمانية».