اعلموا أن نوم الطفل في السنوات الأولى من عمره من المشكلات التي تسبب قلقاً للأمهات حيث تشكو الكثيرات من أن الصغار كثيراً ما يرفضون الذهاب للفراش ولا يخلدون للنوم إلا بعد الحاح شديد يستمر احياناً لوقت طويل مما يترتب عليه إصابة الأم والطفل على السواء بالضيق والعصبية. فكيف تتغلب الأم على هذه المشكلات ؟ وكم ساعة نوم يحتاجها الصغير ؟ وماهي دوافع إصرار الطفل على عدم دحول حجرته للنوم ، ولماذا يستيقظ بعض الصغار في حالة من الانزعاج أثناء ساعات الليل ؟ للإجابة عن هذه الأسئلة التي تحير الأمهات .. نشرت مجلة انجليزية بحثاً يهدف إلى توجيه أولياء الأمور في هذه الناحية حتى يستطيعوا مساعدة أطفالهم للحصول على ساعات من النوم الصحي والهادئ ، يشير البحث إلى أن الطفل إذا لم يأخذ القسط الكافي من النوم فسيعرضه في اليوم التالي للنوم لساعات أطول وإذا نام الطفل لمدة يومين نوماً قلقاً فسيعوضه في الثالث .. وحتى في الأحوال القصوى عندما يظل مستيقضاً أحياناً لساعات متأخرة من الليل رغم شعوره بالتعب فلن يشكل ذلك أي ضرر عام على صحة الصغير ولن يؤثر عدد ساعات النوم على معدل نموه. أما الدكاترة الذين ألفوا كتباً عن تربية الطفل فيقولون ان عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل تختلف من طفل لآخر كما تتغير مع مراحل عمر الصغير المختلفة. فالطفل الرضيع ينام عادة من الرضعة الى الرضعة الأخرى خاصة لو تناول الكمية المناسبة من الرضاعة دون أن يتعرض لحالة من سوء الهضم .. ومع مرور الأشهر تقل ساعات نوم الطفل تدريجياً ، ويبقى الطفل مستيقظاً لفترات أطول ساعات النهار .. وعندما يبلغ الصغير عامه الأول والثاني يحتاج إلى عشر ساعات نوم .. هذا بخلاف احتياجه لساعتين نوم متقطعتين خلال اليوم. وعندما يدخل الطفل الحضانة ينام من 7 مساء إلى 8 صباحاً .. وفي المرحلة الابتدائية ينام من 9 مساء إلى 7 صباحاً .. وترجع أسباب رفض بعض الصغار الذهاب إلى الفراش أو الاستسلام للنوم العميق لأسباب صحية أو نفسية فالطفل الذي يشعر بالشبع ولا يشكو من ارتفاع في درجة الحرارة أو يعاني من مغص بسبب سوء الهضم ويكون في غرفة متجددة الهواء سيحصل على قدر كاف من النوم بينما سيعاني من الأرق الطفل الذي يعاني من مشكلة نفسية مثل الغيرة من شقيقه أو من حنان والديه أو الخوف من الأحلام المزعجة .. وإني أذكر بعض النصائح لتساعد الأمهات في تشجيع أطفالهن على التمتع بساعات من النوم الهادئ ، وتتلخص في النقاط التالية : محاولة جعل ساعات الذهاب للفراش وقتاً يتسم بالسعادة وليس وقتاً للعقاب يوحى للصغير بأنه عندما يذهب لغرفة النوم فهو يثبت للأم أنه مخطىء بحب واحترام والديه لأنه أصبح يعتمد على نفسه وهذا أمر يستحق التقدير.. استعمال الإضاءة المناسبة في حجرة الصغير وتدفئة الغرفة جيداً في الشتاء وتحديد جو الغرفة في الصيف ، ويراعى تعليق صور لحيوانات اليفة وأشياء يجد الصغير سعادة في النظر إليها عندما يحاول الاستغراق في النوم. - قيام الأم بالجلوس إلى جوار سرير الصغير لفترة غير طويلة ، تحكي له خلالها قصة صغيرة أو تغني له أغنية بصوت حنون.. وبعض الأطفال ينامون على صوت الموسيقا أو عند سماع الراديو. السماح للطفل بأن يصطحب في سريره لعبته المفضلة المصنوعة من القماش لأن اللعبة الصغيرة قد تبعث احساساً بالأمان والطمأنينة في قلب الصغير اثناء النوم.