في أوبريت نقوش الاحفاد واعراس الأخضر بإب سبأ وحمير والتقينا في ظفار لما توحدنا وشيدنا البناء ومن هنا للأرض اطلقنا النهار لما أسرنا الشمس واقتدنا السنا واحنا حكمنا الأرض من حمير مرار سدنا ووحدنا الخليقة من هنا من العود والتعكر ومن رأس المنار قامت حضارتنا ومن وادي بنا واسعد الكامل بحكمة واقتدار حقق من الأحلام ماكانت منى حكم مشارقها مغاربها ودار في الأرض ادناها وذللها لنا هذا المقطع جزء من نص الأوبريت الذي تم عرضه في مهرجان محافظة إب في الأسبوع المنصرم بمناسبة العيد السابع عشر لتحقيق الوحدة اليمنية وكانت الكلمة بما تحمل من ايقاع موسيقي ودلالات حضارية وتاريخية وانسياب لغوي متواشج مع الأداء في تشكيل تلك اللوحة الجميلة البديعة ، التي كانت عنواناً بارزاً لنجاح المهرجان فقد لفتت الانظار ، واسترعت انتباه المتابعين ، الذين شهد كثير منهم بمقدار نجاح ذلك المهرجان ، لكن مايؤسف أن القناة الفضائية وكذا مقدم الحفل ، ومحافظ المحافظة ، لم يشر أحدهم إلى الجنود المجهولين الذين نقشوا تلك الكلمات بدم القلب ، وانتزعوها من أغوار الروح لقد أخذت أتابع بتركيز علَّ اشارة تطل من هنا أو هناك تحفظ للمبدعين حقهم في الانتاج ، وتجعلهم يفرحون بمولودهم الإبداعي وهو يتجسد فرحاً ونشوة وانتصاراً في عيد كله بهجة ومسرة لكن شيئاً من ذلك لم يتم ، أعادتني الذاكرة إلى أسابيع ماضية ،حيث قابلت الشاعر جميل الكامل مراراً في محافظة إب وهو منهمك في نحت قافية أو اكمال بيت من الشعر ، أو اقتناص شاردة ، وملاحقة فكرة كان مشغولاً بكل ماتحمله الكلمة من معنى ، ليجسد وفاءه للوطن بكلمة جميلة من قلب أكثر جمالاً واشراقاً ، فهل من الانصاف أن يعود جميل الكامل ، وعبدالقادر البنا أو غيرهما ممن كان له جهد ، هل من الانصاف أن يعودوا مقلدين بأوسمة ، التجاهل ومتوجين بتيجان النسيان ، في الوقت الذي يعود حتى أعداء الوحدة وخصومها بخيرات الوحدة ، وثمارها .. ويحرم هؤلاء المرابطون في خنادق الكلمة الصادقة من مجرد كلمة شكر ؟! .. لا أظن أن ذلك قد حدث عن قصد ، ولازلنا نحتمل اعذاراً واعذاراً ، لأن وجود أدنى نسبة من القصدية في ذلك يعني باختصار كارثة قيمية في مناسبة نحن احوج مانكون فيها لتجسيد قيم الوفاء والحب والانصاف ، وانزال الناس منازلهم. لقد اطلق الشعر للأرض نهاراً ساطعاً من الجمال والتالق في مدينة إب ، وكان مدى من الاخضرار يطرز اللواء الأخضر ، فكلمة شكر للشاعر جميل الكامل ولكل زملائه الذين اسهموا في ابداع تلك الفسيفساء الجميلة ، الذين طرزوا صباحنا بقبل الشعر ، وندى الايقاع العذب ، انهم بحسب اعتقادي لاينتظرون كلمة شكر من احد لأنهم قاموا ويقومون بواجب مقدس في خدمة الوطن.. لكننا نحن الاحوج في أن نقدم لهم كلمة شكر تليق بجهدهم إنها دعوة أوجهها لكل المعنيين لتدارك السهو ، أو النسيان واصلاح الخطأ وإعادة المياه إلى مجاريها ، وللاعتراف لذوي الفضل بفضلهم وإعلان ذلك في وسائل الإعلام المختصة حتى لايشعر المبدعون بالاحباط والانسحاق والتجاهل. فحفظ حق الانتاج من اولويات حقوق المبدعين ، ومصادرتها اغتيال للحلم ، واساءة للوحدة ، ولكل المعاني الجميلة. وختاماً شكراً لكل صوت صدح في صباح إب الأخضر ، ولكل ريشة رسمت مشهداً ، ولكل قلبٍِ ينبض وفاءً ، ولكل قطرة عرقٍ فاحت فرحاً وجمالاً.. لكل من خطط ونفذ وتابع وأسهم في العمل الجميل... الرائع. والله من وراء القصدللكشف عن الرمز وسماته ومشكلاته واتجاهاته إلى جانب التروي والتريث في اصدار الاحكام باسلوبه السهل وطرحه الواضح يعد اضافة مهمة يستفيد منها القارئ لاسيما الباحث عن قبس يهديه في خضم التشاعر والادعاء وحداثة الشكل.