خيار البحر عبارة عن معي متحرك ينتمي لعائلة الجلد شوكيات وتتفاوت أحجامه حيث تعرف أطوالها باسم ذيل النمر ويصل إلى مترين طولاً ولكن معظم الأنواع أصغر من ذلك حجماً وتتراوح ما بين 15 40سم طولاً، ويتنفس خيار البحر من خلال إدخال وضخ المياه واخراجها عبر عضو تنفسي يسمى شجرة التنفس ويتكاثر بوضع البيض وتعتبر بيضه وصغاره غذاء لأنواع أخرى من الكائنات. معتقدات شعبية يعتبر خيار البحر أحد الأطباق البحرية المفضلة لسكان عدد من دول شرق آسيا والصين وقد لعبت المعتقدات الشعبية وربما التجربة لدى شعوب هذه البلدان دوراً في ترسيخ الاعتقاد بقيمة هذا الغذاء كمقوي جنسياً وهي المعتقدات التي أدت إلى الاضرار أيضاً بذكور السلاحف البحرية حيث يعتقد البعض بدور العضو المذكر للسلحفاه في تقوية المقدره الجنسية وهكذا تعدم ذكور السلاحف لتلبية الرغبات البشرية التي ليس لها حدود. الصيد عن طريق الغوص تنم عملية صيد خيار البحر واحد واحد عن طريق الغوص بمعدات غير مناسبة مما يعرض الصيادين غير المتدربين وغير المجهزين جيداً لمخاطر عديدة مثل الشلل والجلطات والموت غرقاً.. ناهيك عن امراض ستظهر آثارها لاحقاًَ ولا يميز الصيادون بين صغير وكبير ولا يتقيدون بمواسم التكاثر وهو ما أدى إلى تدهور سريع في اعداد هذا الكائن المسالم والمفيد للبيئة البحرية والتوازن البيئي. تدمير الشعاب المرجانية هناك أكثر من ستة أنواع مفصلة يتم اصطيادها وهي تتعرض بشكل أكبر للضغوط والاستنفاد السريع وبعد عمليات الصيد تتم عمليات تجميع وتحضير المنتوج للتصدير حيث يشمل ذلك عمليات الفرك ومن ثم نزع الاحشاء والغلي في الماء واخيراً التجفيف تحت أشعة الشمس وتتسبب هذه العمليات في إنتاج كميات كبيرة من المخلفات التي ترمى في المنطقة دون معالجة تذكر ، بالإضافة إلى المخلفات الاخرى من موارد ومخلفات بلاستيكية وعلب معدنية، وتعاني جزيرة ذي حراب على وجه الخصوص من هذه المشكلة حيث تتم معظم عمليات التحضير فيها كما يؤدي استخدام مخاطيف الرسو المتكررة إلى تدمير الشعاب المرجانية بحثاً عن هذا المخلوق. يتغذى على التربة يقضي خيار البحر حياته زاحفاً على قاع البحر وفي ابتلاع التربة وغربلتها بغرض الحصول على المواد العضوية المترسبة فيها وايضاً التغذي على المواد العضوية العالقة في المياه وبذلك فهو يقوم بدور يشبه دور ديدان الأرض في التربة الزراعية حيث تساعد هذه العملية على تفكيك وتقليب القيعان الرملية وتنقيتها وكذا تنقية المياه وزيادة درجة شفافيتها وهذا يساعد على وصول الأوكسجين والضوء للكائنات الأخرى التي تستوطن القاع. استنزاف جائر وقد شهدت السنوات القليلة الماضية تضاعف عمليات صيد خيار البحر بشكل جائر متجاوزة كل المعايير والحدود حيث أصبح هذا النشاط رائجاً في كل من الساحل اليمني على البحر الاحمر ومن خليج عدن بعد التدهور الخطير لمخزون خيار البحر في الساحل المصري والسوداني شمال البحر الأحمر مما عرض هذا الكائن المسالم البطىء الحركة لضغوطات كبيرة أدت إلى اختفائه من مناطق بأكملها. فمنذ منتصف التسعينيات اتجه اهتمام مستورد و خيار البحر الاسيويين ووسطائهم إلى مصر والسودان وبدأت عمليات صيد مكثفة كانت في مناطق محددة ونائية في بادىء الأمر مثل جنوب سيناء وجنوب البحر الاحمر. بمرور وقت قصير تحولت المناطق التي كانت تعج بخيار البحر إلى مناطق جرداء تماماً ولذلك عمد الصيادون إلى شراء المعدات والقوارب ليتمكنوا من الصيد في مناطق أبعد وأعمق، كما أدت زيادة الأسعار إلى مضاعفة مجهود الصيد والتوجه إلى مناطق جديدة. تدمير متعمد للمراعي على الساحل المطل على البحر الأحمر لبلادنا بدأت عمليات صيد خيار البحر في مناطق الشمال متجهة جنوباً صوب مياه خليج عدن والبحر العربي وبعد استنفاد مخزون الكثير من المناطق فعلى سواحل البحر الأحمر وعلى الاخص البيئات الساحلية الواقعة مابين منطقتي اللحية وميدي ومجموعة الجزر المقابلة لها يفيد تقرير المسح الميداني لفريق مسح البيئات الساحلية في البحر الأحمر بوجود مشكلة حقيقية ، حيث يتعرض خيار البحر في تلك المناطق إلى الصيد الجائر والمكثف وقد شكلت جزيرة ذي حراب أحد أهم مراكز تجميع وتحضير الكميات المصطاده وتشمل مناطق الاصطياد بحسب التقرير عدة جزر أهمها جزيرة ذي حراب وجزيرتي رافع ورافع بري والعنشت وغيرها من الجزر اليمنية المنتشرة في المنطقة الممتدة من الدويمه وحتى جنوب ميدي على الساحل الرئىسي، وتتم عمليات الصيد بالتتابع في هذه المناطق : كلما استنفذ المخزون في منطقة ما أو حول جزيرة ماأنتقل الصيادون للمنطقة التالية وهكذا فبعد استنفاد كثير من مناطق البحر الأحمر اتجه وسطاء تجارة خيار البحر إلى مناطق أخرى باتجاه خليج عدن والبحر العربي وتركزت الضغوط في مناطق السقيا ورأس العارة وخور العميره بالاضافة إلى مناطق عمران وفقم وصولاً إلى المناطق المحيطة بعدن الصغرى وحتى الخلجان الداخلية لمحافظة عدن وفي سواحل بلحاف وبير علي في شبوة. الإضرار بالبيئة البحرية حتى الآن لايوجد يقين لدى الخبراء حول مدى الأضرار التي ستترتب عن اختفاء خيار البحر من مناطق تواجده ولكن ومن خلال النتائج التي حدثت في مناطق أخرى في المحيط الهادي أدى الصيد المفرط لخيار البحر إلى زيادة عكورة المياه وتحولها إلى اللون الداكن وأصبح قاع البحر في صلابة الاسمنت ولم يعد صالحاً لحياة الكائنات القاعية ويقول أحد كبار الغواصين، هناك طرق كثيرة لتدمير البحر ولكن إذا أردت ان تفعل ذلك بسرعة وكفاءة فان عليك ان تأخذ خيار البحر، أولاً تصبح المياه متسخة ثم تموت بقية الكائنات وأخيراً ينهار النظام بأكمله.