ثقافة الصورة حقيقة موضوعية تتسارع طرداً مع الزمن، فيما تتفاعل إيجاباً مع المبدع الصانع والمتلقي المتأثر، بهذا المعنى نجد أنفسنا أمام نص من نوع جديد يمكن أن نسميه النص البصري، باعتبار أن مفهوم النص اقترن تاريخياً بالتعليم والدلالة والتربية، فنحن إذاً أمام نص النصوص المتمازجة، والمقرون بدوره بعوامل التربية والتعليم والدلالة مما لاحدود له. بهذا المعنى لابد من اجتراح مفاهيم جديدة في علوم جمال الشكل والمضمون فالمعطى البصري ليس معزولاً عن بقية المعطيات بل يقبع في أساس مفاعيلها وآثارها المؤكدة، والحقائق التقنية الإبداعية تؤشر إلى أن فنون التمازج والتواشج بين الأنواع تتحول إلى معيار بذاته،ممايمكن ملاحظته في شاشات التلفاز الأكثر حيوية حيث تتحول الشاشة إلى مساحة لدوزنة وتوقيع العناصر المرئية بصرياً «صور ثابتة، وأخرى متحركة، وخطوط ورسوم وترميزات فنية جرافيكية» وبالتوافق مع العناصر الموسيقية والمؤثرات الصوتية وغيرها من معطيات، بل ان الشاشة العصرية تتشظى «إبداعياً» كما لو أنها شاشات في شاشة، وتستنفذ الكثير من أسباب التقنيات ضمن منظور يعيد النظر في قواعد المعايير المألوفة، وقوانين الحركة المرصودة، فالعبرة هنا ليست باستخدام التقنيات وقابلياتها اللامتناهية، بل أيضاً الرؤية الجمالية الفنية التي تعتمد على منظور جديد لعلمي جمال الشكل والمضمون.