مامن شك أن العلاقة بين اللغة والثقافة تكاد أن تكون جدلية أزلية ومعنوية وتكاملية أو تراد فية فالثقافة عبارة عن مجموعة من المعارف والمفاهيم المكتبية في مجالات العلم والدين والفن التي يتميز بها المجتمع واللغة على الرغم من اعتبارها وسيلة وأداة والتوصيل فهي العنصر الأساسي في العملية الثقافية إذ لايمكن مطلقاً وجود ثقافة من غير لغة ولالغة بدون ثقافة مهما كانت صلة وجوهر هذه اللغة بوصفها بوصلة للتوصيل والاكتساب المعرفي بينما اللغة في تفسير المفكرين والادباء وعباقرة اللغة هي مخزن أو وعاء للثقافة وهذا لايجزم مايدعونه ان الازدواجية اللغوية تدعيم للثقافة. ومن الواجب الواقعي نرى على بصمات اللغة جوانب الاختلال اللغوي يجعل من هذه الازدواجية المزعومة أداة هدم وصراع خطير قد يؤدي إلى الانقسام الثقافي أو الانسلاخ الفكري مثلما هو حاصل في بعض الاقطار المغاربية كالجزائر على وجه الخصوص حيث نص دستورها وقوانينها على أن اللغة العربية هي اللغة الوطنية الرسمية ومن ذلك فإن اللغة الفرنسية لاتزال تحتل مكان الصدارة على المستويين الرسمي والمعرفي ومثل هذه الازدواجية المختلفة تتسبب في إذكاء ذلك الصراع والتناقض بين القيم الثقافية. ونجد على سبيل المثال لا الحصر تعارض قيم الحرية المتمثلة في الثقافة العربية من قيم الازدواجية والتهتك والاسفاف في الثقافة الفرنسية. ان أشهر العلماء والمفكرين والأدباء قديماً وحديثاً كانوا يكتبون ويفكرون بلغة واحدة ومنهم ارسطو وسقراط وأفلاطون وابن رشد وابن تيميه وابن خلدون وما نعلمه حقيقة ان تكون الترجمة هي العلاج الفعال والناجع للمرض الثقافي أي الازدواجية اللغوية الثقافية وذلك عن طريق نقل المعارف الانسانية والعلوم النافعة التي تخدم استراتيجيتنا الثقافية العربية الإسلامية والتصدي لظاهرة الازدواجية المرض الثقافي. ولابد من توظيف قيمنا الثقافية العربية لمناهضة التغيير للنهج الثقافي لحضارتنا العربية والإسلامية ومناهضة ماتطرحه العولمة من مفهوم ثقافي يجدد قيمنا الثقافية من مفهومها الثقافي ونحن في خضم التحديات الخطيرة لإفراغ لغتنا وثقافتنا العربية من مفهوم الحضارة الاصيلة ويطل علينا الغرب بمشروع العولمة الاقتصادية والثقافية لتحقيق مآربه القريبة والبعيدة ولكن العرب والمسلمين جميعاً أقوياء لثقافتهم العربية والاسلامية المقياس الوحيد لمسيرة العمل الثقافي الناجح.