كنا قد توقفنا في الأسبوع الماضي في حلقتنا الأولى حول رسالة الماجستير عن تحقيق أهداف التوجيه التربوي عند الباب الأول الذي حمل في طياته الجانب النظري من الرسالة ، واليوم سنستعرض الباب الثاني منها ، وهو الجانب التطبيقي العملي من الرسالة والذي تكون من ثلاثة فصول من الاجراءات الميدانية ، وشملت الاجابة عن التساؤلات المطروحة في الجانب النظري من البحث أو الرسالة. وتم التطبيق على مجتمع البحث الشامل للموجهين والموجهات في مكتب التربية والتعليم في تعز ، بالإضافة إلى مديري المدارس والمعلمين واختيار عينات عشوائية من هذا المجتمع. وفي هذا الباب تم استعراض نتائج البحث في كل مجال من المجالات ، كما تم مناقشة تلك النتائج ، وقد توصل الباحث إلى النتائج التالية: أ بينت نتائج البحث أن درجة تحقق أهداف التوجية التربوي متوسطة ، في كل المجالات ماعدا في مجال المجتمع المحلي ، فكانت درجة التحقق منخفضة ، وباتفاق آراء عينة البحث على ذلك ، وفقاً لذلك كان ترتيب مجالات درجة تحقق أهداف التوجيه التربوي كما يأتي: درجة تحقق أهداف التوجيه التربوي في : مجال البيئة المدرسية مجال المعلم مجال الموجه مجال المناهج وطرائق التدريس مجال المتعلمين مجال الإدارة المدرسية مجال المجتمع المحلي «على التوالي». ويمكن تفسير هذه النتيجة للعديد من الأسباب التي تؤثر على التوجيه التربوي ، وتضعف قدرته ، وتعيق حركته في تحقيق أهدافه ، ومن هذه الأسباب مايتعلق بالنظام التعليمي وفلسفته ، ومايواجهه من مشكلات ، من أهمها محدودية مصادر اشتقاق اهدافه ، وافتقارها لعملية الربط بينها وبين الأهداف المشتقة منها ، وبناؤها دون مشاركة الخبراء والمختصين في مختلف جوانب ومستويات العملية التربوية ، وصياغة تلك الأهداف على نحو من العمومية والغموض. اضافة إلى ارتفاع الكثافة الطلابية في الفصل الواحد ، وتدني مستوى كفاءة الموجهين التربويين والمعلمين ومديري المدارس ، وقلة الامكانات والتجهيزات اللازمة والوسائل المساعدة لتنفيذ المناهج والأنشطة المرافقة لها ، واعتماد نظام التقويم التربوي المدرسي على الامتحانات فحسب ، وقصور الإنفاق على التعليم ، وضعف العلاقة بين المجتمع والمدرسة. ومن تلك الأسباب مايتصل بالتوجيه التربوي ، ومايعانيه من صعوبات وعوائق والتي من بينها عمومية الأهداف ، وعدم ترجمتها إلى مستوياتها المتتابعة ، وعدم نشرها وتوزيعها للمعنيين بتنفيذها ، وقصور مصادر اشتقاقها ووضعها دون اشراك الموجهين التربويين والمعلمين ومديري المدارس والخلط في صياغتها بين الوسائل والأهداف ، وسيطرة مفهوم التفتيش على سلوك غالبية الموجهين ، وتدني الالتزام بمعايير وشروط اختيار الموجهين التربويين ، وضعف هيكله التنظيمي مع الأهداف المراد تحقيقها ، وعدم توافر وسائل مواصلات لنقل الموجهين التربويين إلى المدارس الريفية ، فضلاً عن عدم اعتماد بدل التنقلات لهم ، وعدم اعطاء توجيه الإدارة المدرسية صلاحياته المحددة في اللوائح. وعدم وجود موازنات مالية لتسيير أعمال إدارة التوجيه ومكاتبها الفنية للمواد والأقسام ، ولتنفيذ الخطط والأنشطة التوجيهية المختلفة ، وعدم امتلاك التوجيه التربوي لمقومات تسيير العمل بالشكل المطلوب من التجهيزات اللازمة وتشير إلى ذلك تقارير التوجيه التربوي للأعوام 2003 2004 2005م ب أظهرت نتائج البحث عدم وجود فروق دالة احصائياً في درجة تحقق أهداف التوجيه التربوي تعزى لمتغير المنطقة الجغرافية على الاداة ككل ، وفي كل مجالاتها ، ماعدا في مجال الموجه ، ولصالح منطقة الحضر. ج أظهرت نتائج البحث عدم وجود فروق دالة احصائياً في درجة تحقق أهداف التوجيه التربوي تعزى لمتغير المؤهل العلمي ، على الأداة ككل ، وفي كل مجالاتها. د اظهرت نتائج البحث وجود فروق دالة احصائياً في درجة تحقق أهداف التوجيه التربوي تعزى لمتغير الوظيفة ، على الأداء ككل ، وفي كل مجالاتها ، ولصالح الموجهين التربويين ، ماعدا في مجال الإدارة المدرسية. التوصيات وضع الباحث بعض التوصيات التي تساعد الجهات المختصة في العمل على تفعيل التوجيه التربوي لتحقيق اهدافه ، من أهمها ضرورة الاهتمام بالمجتمع المحلي ، من خلال تشكيل مجالس الأباء والأمهات ، واشراكها في تخطيط وتنفيذ العمل التربوي ليتكامل دور هذه المجالس مع التوجيه التربوي في تطوير العملية التربوية. وكذا تغطية احتياجات توجيه الإدارة المدرسية من الأفراد المؤهلين ، وتفعيل المجالس المدرسية التوجيهية وتغطية احتياجات المدارس من الاخصائيين الاجتماعيين ، وإعادة النظر في نظام التقويم التربوي ، وعدم اقتصاره على الامتحانات فحسب ، والتركيز على الأنشطة والمهارات العملية ، بالإضافة إلى إعداد وتأهيل الموجهين التربويين قبل الخدمة بالتنسيق مع كليات التربية ووضع آلية لاعداد وتأهيل المعلمين قبل واثناء الخدمة ، والعمل على تلبية احتياجات المدارس من المباني والمعامل والمكتبات وغرف موجهي الأنشطة المدرسية. والالتزام بشروط اختيار وتعيين الموجهين التربويين ومديري المدارس القائمة على الكفاءة العلمية والمهنية والخبرة العملية والخصائص الشخصية. وتفعيل الأساليب والأنشطة التوجيهية المختلفة ، وعدم الاقتصار على الزيارة الصيفية كأسلوب ونشاط في عمل التوجيه التربوي ، والاستفادة من الأساليب والاتجاهات الحديثة ، واشراك مديري المدارس والمعلمين في الأنشطة والأساليب في سبيل تحقيق أهداف التوجيه التربوي. وكذ انشاء مكتبة خاصة بالتوجيه التربوي ، ورفدها بالمصادر والمراجع العلمية ، من الكتب والمجلات والدوريات وجديد الدراسات والبحوث العلمية والتربوية. ووضع آلية للتواصل والتنسيق والاتصال بين إدارات التوجيه التربوي والموجهين التربويين ، والإدارات المدرسية والمؤسسات التربوية لما من شأنه خدمة أهداف التوجيه التربوي ، واعتماد مبدأي التخطيط والتقويم المستمرين ، وباسلوب تشاركي في المستويات المختلفة لعمل التوجيه التربوي. ورصد الموازنة المالية للتوجيه التربوي ، وتوفير اللازم لتسيير أعماله ولتنفيذ انشطته المختلفة ، وبما يكفل نجاح خططه ، وتحقيق أهدافه ، وإعادة النظر في أهداف التوجيه التربوي ، وبنائها بمشاركة الخبراء الاختصاصيين ، والباحثين في العلوم التربوية والعاملين في ميدان التربية والتعليم ، من الموجهين التربويين ومديري المدارس والمعلمين ، مع الاستفادة من آراء المتعلمين وأولياء أمورهم ، وصياغة تلك الأهداف بصورة تفصيلية إلى أهداف فرعية ، ومهام وأنشطة اجرائية ، واضحة ودقيقة مع مراعاة شمولها لجميع جوانب العملية التربوية على أن تتسم بالواقعية والمرونة والعلاقة الواضحة بين مستوياتها المختلفة ، وبما ينسجم مع أهداف النظام التربوي. واقترح الباحث في ختام توصياته باجراء بعض البحوث والدراسات لإثراء التوجيه التربوي.