توقفت في عمود العدد 13771 عند الإشارة إلى مخاوف العلماء من أن يتحور الفيروس H5N1 جينياً، مدداً، بحيث يصير بمقدوره الإنتقال من الإنسان إلى الإنسان. ولأنهم لايقدرون على انتاج دواء فعّال يقضي على هذا الفيروس، فيقتصر نشاط العلماء، وخاصة علماء الاوبئة، في محاولة توفير مصل او لقاح واقٍ يعطي جسم الإنسان المناعة اللازمة لصد هذا الفيروس الخطير.. ولكن دون الخوض في تفاصيل هذا الإشكال، دعنا نتعرف أكثر على هذا الفيروس وخاصة عن بيئته وخصائصة. فحسب ما ورد في الموسوعة الحرة "وكييديا": يعيش الفيروس في أجواء باردة فقد تمكنه من الإستمرار تحت درجة منخفضة مدة ثلاثة أشهر، أما في الماء فيستطيع أن يعيش مدة أربعة أيام تحت تأثير درجة حرارة 22 درجة. واذا كانت الحرارة منخفضة جدا يستطيع العيش أكثر من 30 يوما. يموت الفيروس تحت تأثير درجة حرارة عالية (30 إلى 60 درجة مئوية) وقد أثبتت الدراسات أن جرام واحد من السماد الملوث كافٍ لأصابة مليون طير أي نوع من انواع الفيروس، فهناك أكثر من 15 نوعا لهذا الفيروس. غير ان خمسة منها قد اكتشف، وإثنان منها تستطيع إصابة الإنسان.. وهذه الأنواع هي(h5n1-ha3- ha2-ha1-na2). من ضمن الأنواع الفرعية الرئيسية ال15 لفيروس الإنفلونزا "أي" ، فقط السلالات ضمن الأنواع الفرعية إتش5 وإتش7 تكون عالية العدوى وقاتلة. الدجاج والديك الرومي معرّضة اكثر للأوبئة، وبالتالي نقل فيروس انفلونزا الطيور. الإتصال المباشر أو غير المباشر مع قطعان الطيور المائية البرّية هو السبب المعتاد لهذه الإصابات. وقد لعبت أسواق الطيور الحيّة دوراً كبيراً في إنتشار الفيروس. الطيور التي تنجو من العدوى تفرز الفيروس لمدة 10 أيام على الأقل، من الفم ومن برازها الذي كما قلنا في العمود السابق انه بمجرد أن يجف يتفتت وتنتشر ذراته في الهواء ما يسهِّل إنتشاراً أكثر. بقي أن تعرف، أنه على خلاف الدجاج، فالبط معروف بمقاومته الفيروس وعلى ذلك فهو يعمل كناقل للفيروس دون أن تبدو عليه أعراض الإصابة بالمرض، وهذا ما يزيد قدرة البط على نقل الفيروس عبر القارات.