بلغ متوسط إجمالي الطاقة الكهربائية المرسلة خلال الربع الاول من العام الجاري1175.2 جيجاوات في الساعة،بزيادة قدرها 133.6جيجاوات عن الفترة المقابلة من العام 2006م، منها 996.8 جيجاوات طاقة مرسلة من المناطق المرتبطة بالشبكة الموحدة ، و4ر160 جيجاوات من المناطق المستقلة عن الشبكة الموحدة. ورغم هذه التحسينات في إجمالي الطاقة الكهربائية المرسلة، إلا أن مشلكة الفاقد ما زالت تمثل أكبر التحديات التي تواجه عمل المؤسسة العامة للكهرباء، التي نفذت عدداً من الأعمال المنجزة في مجال تقليل الفاقد خلال الأعوام من20022006م. وشملت تلك الأعمال تركيب أكثر من 408 عدادات طاقة ووحدة قياس وكذا تركيب 72 آلاف و638 مكثفاً ثابتاً ومتغيراً و4 آلاف و960 توازين أحمال محولات ومغذيات وتركيب اكثر من 5 آلف و451 وحدة قياس أحمال خلال الأعوام الماضية. وأثمرت هذه الأعمال في خفض متوسط نسبة الفاقد، خاصة في الربع الاول من العام الجاري الى 23.37 بالمائة من خلال النجاح الذي تحقق في خفض نسبة الفاقد لمجموعة المناطق المستقلة الى 19.79 بالمائة والمناطق المرتبطة بالشبكة الموحدة إلى23.24 بالمائة، غير أن متوسط نسبة الفاقد الإجمالية لاتزال عالية نظراً لما ينتج عنها من خسائر مالية كبيرة تتحملها المؤسسة العامة للكهرباء. وتوضح بيانات خاصة متعلقة بنسبة الفاقد في الطاقة الكهربائية خلال الربع الاول من العام 2007م أن إجمالي خسارة المؤسسة العامة من ذلك الفاقد تقدر ب3 مليارات و401 مليون و632 ألف ريال، بمتوسط 12.5ريالاً للكيلووات الواحد، مايعني أن الخسائر فيما إذا تم الحفاظ على مستوى نسبة الفاقد البالغة 23.37 بالمائة من إجمالي الطاقة المرسلة فإن الخسائر المالية ستصل في نهاية العام الى قرابة 13 ملياراً و606ملايين و528 ألف ريال. وبحسب تلك البيانات فان هذا المبلغ مرشح للزيادة الى قرابة 15 مليار ريال نهاية هذا العام في حالة عدم التمكن من الحفاظ على نسبة الطاقة المفقودة ، خاصة في المدن الساحلية نظراً لارتفاع درجة الحرارة ومايترتب عليها من زيادة في الطلب على الطاقة جراء تشغيل المكيفات وغيرها من أجهزة التكييف. ووفقاً لتلك البيانات فإن متوسط إجمالي الطاقة المباعة خلال الربع الاول من العام الحالي لم يتجاوز 886.8 جيجاوات في الساعة الواحدة من متوسط إجمالي الطاقة المرسلة في الساعة البالغ الف و157جيجاوات ، مايعني أن متوسط الطاقة المفقودة في الساعة يبلغ 270.4 جيجاوات منها 13.7 جيجاوات طاقة مفقودة من المناطق المستقلة عن الشبكة الموحدة و238.7 جيجاوات مفقودة من المناطق المرتبطة بالشبكة الموحدة. وقد سجلت محافظة الحديدة ضمن المجموعة الاولى للمحافظات المرتبطة بالشبكة، التي تضم الى جانبها (تعز،إب،عدن،المحويت) أعلى معدل في الطاقة المفقودة بنسبة 15.27 بالمائة، فيما سجلت محافظة تعز أقل نسبة بمقدار 13.32 بالمائة. أما المجموعة الثانية التي تضم (أبين ،الضالع،لحج،ذمار)فقد سجلت محافظة ذمار أعلى نسبة فاقد بمقدار24.06 بالمائة وجاءت أقل نسبة من نصيب محافظة أبين بمقدار 20.42 بالمائة. فيما صُنفت محافظة عمران في المجموعة الثالثة التي تضم الى جانبها(حجه،الامانة،يريم،رداع) أعلى نسبة في الفاقد بمقدار57.29 بالمائة، وسجلت امانة العاصمة أقل نسبة فاقد بالمجموعة بمقدار 31.07 بالمائة. وتقدر البيانات إجمالي الطاقة المفقودة من المجموعات الثلاث المرتبطة بالشبكة الموحدة بمعدل متوسط قدره 23.94 بالمائه. أما المناطق المستقلة عن الشبكة الموحدة التي تم توزيعها ايضاً على ثلاث مجموعات فقد سجلت محافظة صعدة في المجموعة الاولى التي تضم الى جانبها مديريات(الساحل والوادي) بحضرموت أعلى نسبة في الفاقد قدرها 19.28 بالمائة، واقل نسبة سجلتها مديريات الوادي بمقدار12.62بالمائة، في حين سجلت مديرية لودر في المجموعة الثانية التي تضم (شبوة،البيضاء،المهرة،الجوف) أعلى نسبة في الفاقد بلغ 21.31 بالمائة ، واقل نسبة سجلتها محافظة المهرة بمقدار 21.06 بالمائة. وسجلت محافظة مأرب في المجموعة الثالثة أعلى نسبة فاقد على مستوى الجمهورية بمقدار64.99 بالمائة..هذا وتقدر نسبة الفاقد بالمتوسط في المجموعات الثلاث المستقلة عن الشبكة الموحدة حوالي 19.79 بالمائة. وترجع أسباب الفاقد في الطاقة الكهربائية - كما يقول المختصون - إلى تذبذب نسبة الفاقد والقراءات الصفرية والتقديرية لبعض موظفي الكشف عن القراءات التابعين للمناطق ومكاتب المؤسسة العامة للكهرباء بالاضافة الى تزايد أعداد المشتركين بصورة غير رسمية،والتوصيل المباشر والاعفاءات التي تقدم للكثير من الجهات فضلاً عن الاستهلاك الداخلي لمحطات التحويل وأضواء الزينة التي يتم تركيبها في الأعياد والمناسبات الوطنية وأعراس الزواج وغيرها والعدادات التي لايتم قراؤتها. وللتقليل من الآثار المترتبة على الفاقد في الطاقة الكهربائية فقد وضعت المؤسسة العامة للكهرباء خطة للمدى البعيد تضمنت خفض نسبة الفاقد لكافة المناطق إلى أقل من 20 بالمائة والمحافظة على المكاسب المحققة وخفض كمية الطاقة المفقودة في شبكات التوزيع والعمل على الحد من ارتفاع الخسائر بما لايتجاوز 9 مليارات ريال سنوياً، وتوفير الدعم الفني والمالي والاداري للمناطق في المجموعة الثالثة المرتبطة بالشبكة الموحدة والتي لم تتمكن من تحقيق الاهداف المرسومة لخفض مستوى الفاقد واعادة تأهيل شبكة الضغط المنخفض 400 فولت للتقليل من الفاقد الفني الاكثر تأثيراً، وكذا إعادة تأهيل شبكة الضغط المنخفض 11كيلوفولت للتقليل من الفاقد الفني. ويرى المسئولون في المؤسسة العامة للكهرباء أن مسألة المحافظة على النسب الحالية للفاقد أمر مهمٌ كون التراجع سيزيد من حجم الخسائر المالية التي تتكبدها المؤسسة، وهو ما يتطلب تحسين مستوى الأداء والتخلص من مشكلة تذبذب نسبة الفاقد الشهرية الربع سنوية وتحسين الاداء في قراءات العدادات بحيث تشمل كافة عدادات المشتركين والعمل على دعم المناطق التي لم تتمكن بعد من السيطرة على خفض نسبة الفاقد وتحسين الأداء (المالي،الإداري،الفني).. بما يتناسب مع الترتيبات في المناطق المتميزة وضرورة احتساب تكلفة الوحدة المنتجة شاملة كافة التكاليف واحتساب تكلفة الطاقة المفقودة بسعر الوحدة المنتجة واحتسابها ضمن نفقات التشغيل،اضافة الى العمل على تحسين مستوى نوعية الخدمات المقدمة للمستهلكين وتسهيل اجراءات التوصيل واحتساب تكلفة الطاقة المفقودة في نظام 33كيلوفولت وتكلفة نفقات تشغيل وتوفير المخصصات اللازمة والكافية لتنفيذ برامج تقليل الفاقد من خلال إعتماد المبالغ في خطط البرامج الاستثمارية.