كشفت بيانات رسمية عن خسائر مالية تكبدتها المؤسسة العامة للكهرباء بسبب الفاقد في الطاقة الكهربائية خلال الربع الأول من العام 2007م وصلت إلى 3 مليارات و401 مليون و632 ألف ريال . وحسب البيانات التي حصلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ على نسخ منها ، فان هذا المبلغ مرشح للزيادة إلى قرابة 15 مليار ريال بنهاية هذا العام في حالة عدم التمكن من الحفاظ على نسبة الطاقة المفقودة ، خاصة في المدن الساحلية نظراً لأرتفاع درجة الحرارة ومايترتب عليها من زيادة في الطلب على الطاقة جراء تشغيل المكيفات وغيرها من اجهزة التكييف. وذكرت البيانات ان متوسط إجمالي الطاقة الكهربائية المرسلة خلال الربع الاول من العام الجاري بلغت 2ر1157 جيجاوات في الساعة،بزيادة قدرها 6ر133جيجاوات عن الفترة المقابلة من العام 2006م، منها 8ر996 جيجاوات طاقة مرسلة من المناطق المرتبطة بالشبكة الموحده، و4ر160 جيجاوات من المناطق المستقلة عن الشبكة الموحده. ورغم هذه التحسينات في اجمالي الطاقة الكهربائية المرسلة، الا ان مشكلة الفاقد مازالت تمثل اكبر التحديات التي تواجه عمل المؤسسة العامة للكهرباء، التي نفذت عدد من الاعمال المنجزة في مجال تقليل الفاقد خلال الاعوام من20022006م . وشملت تلك الاعمال تركيب اكثر من 408 عداد طاقة ووحده قياس وكذا تركيب 72 ألف و638 مكثف ثابت ومتغير و4 الاف و960 توازين احمال محولات ومغذيات وتركيب اكثر من 5 ألف و451 وحدة قياس احمال خلال الاعوام الماضية. واثمرت هذه الاعمال في خفض متوسط نسبة الفاقد، خاصة في الربع الاول من العام الجاري الى 37ر23 بالمائة من خلال النجاح الذي تحقق في خفض نسبة الفاقد لمجموعة المناطق المستقلة الى 79ر19 بالمائة والمناطق المرتبطة بالشبكة الموحدة إلى24ر23 بالمائة، غير أن متوسط نسبة الفاقد الاجمالية ماتزال عالية نظرا لما ينتج عنها من خسائر مالية كبيرة تتحملها المؤسسة العامة للكهرباء. واوضحت البيانات الخاصة المتعلقة بنسبة الفاقد في الطاقة الكهربائية خلال الربع الاول من العام 2007م أن اجمالي خسارة المؤسسة العامة من من ذلك الفاقد تقدر ب3 مليارات و401 مليون و632 ألف ريال، بمتوسط 5ر12 ريال للكيلووات الواحد، مايعني أن الخسائر فيما إذا تم الحفاظ على مستوى نسبة الفاقد البالغة 37ر23 بالمائة من اجمالي الطاقة المرسلة فإن الخسائر المالية ستصل في نهاية العام الى قرابة 13 مليار و606مليون و528 ألف ريال. ووفقا لتلك البيانات فإن متوسط اجمالي الطاقة المباعة خلال الربع الاول من الحالي لم يتجاوز 8ر886 جيجاوات في الساعة الواحدة من متوسط اجمالي الطاقة المرسلة في الساعة البالغ الف و157جيجاوات ، مايعني إن متوسط الطاقة المفقودة في الساعة يبلغ4ر270 جيجاوات منها 7ر13 جيجاوات طاقة مفقودة من المناطق المستقلة عن الشبكة الموحدة و7ر238 جيجاوات مفقودة من المناطق المرتبطة بالشبكة الموحدة. وقد سجلت محافظة الحديده ضمن المجموعة الاولى للمحافظات المرتبطة بالشبكة، التي تضم الى جانبها (تعز،إب،عدن،المحويت) اعلى معدل في الطاقة المفقودة بنسبة 27ر15 بالمائة، فيما سجلت محافظة تعز اقل نسبة بمقدار 32ر13 بالمائة. اما المجموعة الثانية التي تضم (ابين ،الضالع،لحج،ذمار)فقد سجلت محافظة ذمار اعلى نسبة فاقد بمقدار06ر24 بالمائة وجاء اقل نسبة من نصيب محافظة ابين بمقدار 42ر20 بالمائة. فيما حققت محافظة عمران في المجموعة الثالثة التي تضم الى جانبها(حجه،الامانة،يريم،رداع) اعلى نسبة في الفاقد بمقدار29ر57 بالمائة، وسجلت امانة العاصمة اقل نسبة فاقد بالمجموعة بمقدار07ر31 بالمائة. وتقدر البيانات اجمالي الطاقة المفقودة من المجموعات الثلاث المرتبطة بالشبكة الموحدة بمعدل متوسط قدره 94ر23 بالمائه. اما المناطق المستقلة عن الشبكة الموحدة التي تم توزيعها ايضا على ثلاث مجموعات فقد سجلت محافظة صعده في المجموعة الاولى التي تضم الى جانبها مديريات(الساحل والوادي) بحضرموت اعلى نسبة في الفاقد قدرها 28ر19بالمائة، واقل نسبة سجلتها مديريات الوادي بمقدار62ر12بالمائة، في حين سجلت مديرية لودر في المجموعة الثانية التي تضم (شبوه،البيضاء،المهره،الجوف) اعلى نسبة في الفاقد بلغ31ر21 بالمائة، واقل نسبة سجلتها محافظة المهره بمقدار06ر21 بالمائة. وسجلت محافظة مأرب الوحيده في المجموعة الثالثة اعلى نسبة فاقد على مستوى الجمهورية بمقدار99ر64 بالمائة..هذا وتقدر نسبة الفاقد بالمتوسط في المجموعات الثلاث المستقلة عن الشبكة الموحده حوالي 79ر19 بالمائة. وترجع اسباب الفاقد في الطاقة الكهربائية - كما يقول المختصون - الى تذبذب نسبة الفاقد والقراءات الصفرية والتقديرية لبعض موظفي الكشف عن القراءات التابعين للمناطق ومكاتب المؤسسة العامة للكهرباء بالاضافة الى تزايد اعداد المشتركين بصورة غير رسمية،والتوصيل المباشر والاعفاءات التي تقدم للكثير من الجهات فضلا عن الاستهلاك الداخلي لمحطات التحويل واضواء الزينة التي يتم تركيبها في الاعياد والمناسبات الوطنية واعراس الزواج وغيرها والعدادات التي لايتم قرائتها. وللتقليل من الآثار المترتبة على الفاقد في الطاقة الكهربائية فقد وضعت المؤسسة العامة للكهرباء خطة للمدى البعيد تضمنت خفض نسبة الفاقد لكافة المناطق الى اقل من 20 بالمائة والمحافظة على المكاسب المحققة وخفض كمية الطاقة المفقودة في شبكات التوزيع والعمل على الحد من ارتفاع الخسائر بما لايتجاوز 9 مليار ريال سنوياً، وتوفير الدعم الفني والمالي والاداري للمناطق في المجموعة الثالثة المرتبطة بالشبكة الموحدة والتي لم تتمكن من تحقيق الاهداف المرسومة لخفض مستوى الفاقد واعادة تأهيل شبكة الضغط المنخفض 400 فولت للتقليل من الفاقد الفني الاكثر تأثيراً، وكذا إعادة تأهيل شبكة الضغط المنخفض 11كيلوفولت للتقليل من الفاقد الفني. ويرى المسئولين في المؤسسة العامة للكهرباء ان مسألة المحافظة على النسب الحالية للفاقد امراً هام كون التراجع سيزيد من حجم الخسائر المالية التي تتكبدها المؤسسة، وهو ما يتطلب تحسين مستوى الاداء والتخلص من مشكلة تذبذب نسبة الفاقد الشهرية الربع سنوية وتحسين الاداء في قراءات العدادات بحيث تشمل كافة عدادات المشتركين والعمل على دعم المناطق التي لم تتمكن بعد من السيطرة على خفض نسبة الفاقد وتحسين الاداء (المالي،الاداري،الفني).. بما يتناسب مع الترتيبات في المناطق المتميزة وضرورة احتساب تكلفة الوحدة المنتجة شاملة كافة التكاليف واحتساب تكلفة الطاقة المفقوده بسعر الوحده المنتجة واحتسابها ضمن نفقات التشغيل،اضافة الى العمل على تحسين مستوى نوعية الخدمات المقدمة للمستهلكين وتسهيل اجراءات التوصيل واحتساب تكلفة الطاقة المفقودة في نظام 33كيلوفولت وتكلفة نفقات تشغيل وتوفير المخصصات اللازمة والكافية لتنفيذ برامج تقليل الفاقد من خلال إعتماد المبالغ في خطط البرامج الاستثمارية.
