- مدير الأوقاف: - المظفر له روحانية خاصة وعملية تأهيله لها حسابات فنية وتراثية - مدير الآثار : - يتجه إليه المهاجرون من خارج تعز .. وسيبقى الجزء الخلفي مفتوحاً حتى الانتهاء من الترميمات - قيّم الجامع: - لابد من رصد مبالغ گافية لعملية ترميم المسجد لايذكر شهر رمضان المبارك في مدينة تعز القديمة إلا ويذكر معه جامع المظفر ، قبلة الصائمين العاشقين لروحانيته الخاصة المرتبطة بعبق التاريخ وثراء الأنشطة الثقافية الفكرية ، إلى جانب النشاط الديني في المدى الرحب بين جدران الجامع الذي ستظل مقدمته مغلقة بسبب أعمال الترميمات المستمرة لدوره الأرضي وهي المرحلة الأولى المؤسسة لأعمال قادمة تعيد للمظفر ملامحه الجمالية المطموسة بفعل عوامل الزمن وأفعال الإنسان التي لم تطمس شعور الناس بخصوصية ليالي ونهارات شهر رمضان في هذا الجامع الرمز. رمز لفترة عظيمة جامع الملك المظفر في مدينة تعز القديمة هو من الناحية الدينية شعيرة من شعائر الله وفي جانبه التاريخي رمز عظمة دول سادت ثم بادتْ في هذه المدينة وبقي الجامع رمزاً لما أنجزه السابقون حباً لله وتعظيماً لبيوته.. قال تعالى : «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» تجسيدًا لتلك المحبة تسابق الملوك في عهد الدولة الصليحية ثم الرسولية - تحديداً - بذلاً للأموال في بناء المساجد والمدارس الدينية بناءً وإعمارًا بالأحجار واللبن والقضاض وتنويراً للعقول والافهام بتشجيع العلماء وإكرامهم فازدهر التعليم ونمت الآداب والفنون وكثرت المدارس والمساجد.. وجامع المظفر كان بناؤه على يد المظفر وتأسس عام 663ه وتميز في حينه بالقبة المتوسطة والقباب الصغيرة ثم جاءت التوسعة الأولى على يد ابنه الملك الأشرف الأول عمر بن يوسف بن علي بن رسول في الجهة الشرقية حيث بنيت القبة الكبيرة، والمرحلة الثالثة نفذت بأمر من الملك المؤيد داود بن يوسف بن عمر بن المظفر عام 810ه الذي أضاف في الجهة الجنوبية للجامع ثم أدخل الصحن المكشوف في عهد الملك المجاهد .. ففي عهد الدولة الرسولية تمت أكبر إضافة في القسم الشرقي ومدخله ومحلات الطهارة (الحمامات) في نفس الجهة، ثم إضافة السلطان عبدالوهاب في المرحلة الطاهرية ببناء ثلاث قباب لم تكن في عهد المظفر وتم على يد الطاهريين إصلاح الاضرار التي حدثت بفعل هزة أرضية أثّرت في مقدمة الجامع. اهتمام عبر القرون عبرتاريخ الجامع استخدم دوره الأرضي من قبل طلاب العلم ولاحقاً استوعب المجاميع العسكرية لعون أي ملك. أما في عهد الوجود التركي في المدينة فقد استخدم الدور الأرضي مخزنًا للتموين العسكري كما كان الحال بالنسبة لواحدة من المدارس الإسلامية الجميلة في تعز وهي المدرسة المؤيدية التي خزن فيها بارود انفجر وأطاح بمنارتيها .. وأيام حكم آل حميد الدين استخدم مخزناً لقطع غيار سياراتهم وللوقود وبشكل عام كانت الصراعات والحروب تهيئ لنهب المعالم التاريخية والاضرار بالجوامع ونهبها وربما أدى ذلك إلى ضياع كنوز من مكتبة جامع المظفر من جملة ما لحق المساجد حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م. رحابة الجامع يتسع جامع المظفر لخمسة آلاف مصلٍّ وفيه روحانية خاصة وعبق التاريخ يغمر الداخل إليه لحظة تجاوز عتبة الباب ماجعل الناس يقبلون إليه من مناطق خارج مدينة تعز لصلاة الجمعة والعبادة في أيام شهر رمضان خاصة .. فلشهر رمضان نكهة ومذاق فريد لدى من يحيي ليالي الصيام فيه ولا يتصور أبناء الاحياء المحيطة بالجامع أن تغيب عن مسامعهم عبارات الترحيب بمقدم رمضان ووداع شهر شعبان حيث تعلو الأصوات من مكبرات الصوت في الجامع مرحبة بشهر الفضائل قبل حلوله ضيفاً خفيفاً وفي ليالي شهر رمضان ونهاراته يكون المرء أكثر شعوراً بحرية روحه وهو في الجامع. يقول الأخ / قائد أحمد عبدالله «مواطن» : في رمضان أمشي حوالي كيلو متر وأكثر بكثير أحياناً لأداء الصلاة وتلاوة القرآن في المظفر وأشعر فيه أن الناس جميعاً أبناء أم واحدة وأب واحد. قبلة للعبادة لكن الشاب مراد صادق يقول : إن اغلاق الجامع بسبب أعمال الترميمات دليل بطء في الانجاز وحرمان للناس من أداء الصلاة عدا صلاة الجمعة فيصلي المئات منهم في سقف الجامع مع أن المساحة المسموح فيها بالصلاة واسعة ورحبة وهذا ما لا يتمناه أحد في رمضان أما ترميم الجامع فلم نر منه إلا إغلاقه حتى الآن وكأنه جامع عادي لحي وليس قبلة للناس من كل مكان. ارتباط حميمي كثيرون يرون أن تواجدهم للعبادة في الجامع خلال شهر الصيام حاجة ارتبطت بماضيهم لايقدرون على تبديلها لشعور غامض في نظر البعض.. قيّم الجامع حاول قراءة الحالة الشعورية هذه أو بعض ملامحها قائلاً : - هو رمز تاريخي بمنارته التي أعيد بناؤها ، والصلة بين الأرض والسماء عندما تدخل تشعر بروحانية خاصة تحيطك وتحرك مكنون قلبك وتفيض حباً لله وتقديراً لمن بنوه ورحلوا وبقيت آثارهم خيراً للأجيال وقد لا تحس بذلك في جامع آخر إذ أن عبق تاريخ الجامع اختلط بأنفاس أناس مؤمنين من مؤسسيه إلى من أضافوا له إلى من علم وتعلّم وعبد الله فيه وكانوا على عقيدة سمحاء. وقال القيّم محمد فازع : أنشطة رمضانية لقد عُرف الجامع بأنه في رمضان خاصة يضم بين جنباته جملة من الأنشطة الثقافية والفكرية إلى جانب أداء العبادة فإلى جانب الصلوات وحلقات قراءة القرآن يستقبل رمضان بالترحاب داخل الجامع وعبر مكبرات الصوت قبل حلوله وتلك عادة عرفت في المدينة عموماً والغاية تذكير الناس بفضائل الشهر الكريم وأن ثواب الأعمال الصالحة فيه تتضاعف وأن الصيام تدريب على الصبر ولاصبر إلا على المكاره وأنه يجعل الغني يحس بالفقير وكيفية الاقبال على الله صياماً بقلوب تملؤها المحبة والرحمة والتسامح. خصوصية أدبية لليالي رمضان في الجامع خصوصية تميزت في جانبها الأدبي بتلاوة القصائد الشعرية «الوترية ، الشهيرة «بالتخميس» والتي ترتاح إليها قلوب شباب ينتمون إلى العصر حسب قول الشاب محمد بن محمد : إنها ليالي أنس يسودها ذكر الله تمنح الجميع حالة شعورية أقرب إلى فرحة لحظة الافطار ، لكن ما سمعناه عن أيام زمان بعيداً عن الواقع، أو سيكون كذلك بالنسبة للموالد. وقصائد التخميسة نوع أدبي يمتاز ببلاغة المعنى ورقة المشاعر وعذوبة الألفاظ وصدق القائل وهذا يعني مشاعر نبيلة ويحرك الحب في المسامع ، يقول قيّم الجامع: هي قصائد محببة للذاكرين تذهب القسوة عن القلوب فتسكنها المحبة والرحمة.. أما التسمية «تخميسة» فلأن البيت الشعري يخمس من واحدة إلى خمس فإذا كانت أبيات القصيدة (20) بيتاً ففي التخميس في الأداء تحال إلى مئة وفي كل ليلة من ليالي رمضان على مدى 28 يوماً تتلى قصيدة فهذه القصائد بعدد الحروف الابجدية وهذا يضفي طابعًا خاصًا على رمضان في الجامع إلى جانب ماعرف عبر الزمن من حلقات علمية لعلماء قمم في العلم والفقه والتفسير واللغة تخّرج على أيديهم كثير من الطلاب. البغدادي والورّاق أحياء كان الجامع ولايزال قبلة المعتكفين من أهل الحارات القريبة والقادمين من خارج المدينة .. يقول العزي مصلح مدير عام الآثار : من يأتون للاعتكاف من داخل تعز وخارجها يسمون المهاجرين شعوراً منهم بثراء المناخ الثقافي الأدبي بعد أداء صلاة التراويح تقام القصائد الوترية (التخميس) وتعود إلى الشاعر محمد بن أبي بكر بن رشيد البغدادي وقد انتشرت في الكثير من البلدان وهو شافعي ، وقصائد لرجل آخر هو محمد بن عبدالعزيز بن الوراق ويقال إن الأخير ذهب ظنه إلى هذا النوع الأدبي بعد أن رأى (تراءى) في منامه الرسول صلى الله عليه وسلم يطوف حول البيت الحرام وأن الحجر الأسود قد تشعب وسمع الرسول يقول له: أصلح الركن (أي الحجر الأسود).. فذهب ظنه إلى تخميس أبيات القصيدة .. وكل قصيدة من هذه بحرف ، كل ليلة تقرأ واحدة حسب حروف الأبجدية ، إن استمرار هذه الانشطة مرتبط بخصوصية المظفر. أعمال الترميمات صور ونفحات رمضانية ارتبطت بجامع المظفر وأعمال ترميمات مستمرة في طابقه الأرضي دفعت الجهات المختصة إلى إغلاق مقدمته ثم إغلاقه ككل وذلك أدى الى تساؤلات عن دور الجامع في شهر رمضان . فهل سيفتح للمصلين والعباد أم لا؟ مدير عام مكتب الأوقاف يؤكد أن الجامع سيفتح أمام المصلين عدا مقدمته وهو الجزء الأقدم والأكثر روحانية .. يقول عبده حسان : قيادة السلطة المحلية مهتمة وقد اتفق على فتح الجامع للمصلين والمعتكفين في رمضان ونحن كمعظم الناس نشعر بعبق التاريخ والتراث الإسلامي حينما ندخل فهو ذو طابع يتشابه مع جوامع تاريخية مشهورة في الدول العربية وهو جزء من تاريخنا اليمني بني في زمن انتشار المدارس الإسلامية والمساجد بفنون هندسية راقية فازدهر التعليم الديني وبالتالي له روحانية خاصة .. ولهذا وفي إطار حماية التراث وترميم المعالم التاريخية فإن المرحلة الأولى من ترميم الجامع مستمرة وقريباً ستكون خطوات تمهيدية للمرحلة الثانية إذ هناك تكليف من المحافظ لعقد لقاء مع الآثار والصندوق الاجتماعي لهذا الغرض وكان الغرض من إغلاقه سلامة المصلين لأن فتحه سابقاً شكّل صعوبات لعمال الترميم لذا نأمل تخفيف الضغط على الجزء الخلفي مما يلي مقدمة الجامع خلال رمضان ، وفي اطار واسع هناك اهتمام بترميم المساجد التاريخية الجند وجامع ابن علوان الى جانب المظفر والأشرفية وقد نوقش ذلك مع الوزير ، والآن توزع مصاحف (3500) على المساجد، وأدوات نظافة وتقويم للاضاءة وأجهزة الصوت وطلاء المساجد الحديثة بالنورة. استمرار جهود إعادة التأهيل وعن المساجد التاريخية والاستفادة من تجربة الماضي قال مدير الأوقاف: توقف طلاؤها بالنورة لأن هذا كان يتم عشوائياً ودون تنسيق مع الآثار فطُمست نقوش وكتابة كما في المظفر، وإن شاء الله ستأتي المرحلة الثانية لإعادة الوضع كما كان عليه إذ أن المرحلة الأولى شارفت على الانتهاء في الدور الأرضي للمظفر بكلفة خمسة ملايين ريال. نجاحات الترميم باعتقاد بعض المواطنين ضئيل التمويل بطيء التنفيذ ، لكن قيّم الجامع يرى أن هناك فرقاً كبيراً بين ما كان وبين ما تم انجازه فيقول : لايزال الجامع في بداية مراحل الترميم ويحتاج ذلك إلى تمويل ولابد من زيارة تقييمية للجامع من مسؤولي الجهات المعنية قبل افتتاحه للعبادة في رمضان فما انجز من أعمال كان ممتازاً وبخير لكن ضآلة الميزانية ربما تعود إلى أن النظرة كانت سطحية لعمق الضرر أو التقصير في الدراسة الفنية فالجامع معلم تاريخي وعملية تأهيله لها حسابات منها الموروث وشكل الجامع ، وعمره ، ونمط الفن المعماري التاريخي والقيمة التاريخية وهذا ما نتمناه للمرحلة الثانية أيضاً لتتم معالجة ما أفسده الدهر والإنسان بكفاءة ، إن إضاءة الدور الأرضي أثناء ترميمه كشف أضراراً لم تكن مرئية بالعين المجردة ما لم يكن كذلك قبل ذلك، والآن نجد فارقاً وانجازاً ممتازاً. إغلاق لجانب المحراب العزي مصلح مدير عام الآثار يؤكد افتتاح الجزء الأكبر من الجامع للعبادة وهو الجزء الخلفي وابقاء الجزء الكائن فيه المحراب مغلقاً حتى انتهاء الترميمات في الدور الارضي وهي مرحلة تكاد تكون منتهية ويقول : - لاشك أن الاقبال على العبادة في الجامع كبيرة في أيام الصيام فتكثر الحركة ولزوم المسجد للصلاة وقراءة القرآن وتدارسه وللذكر والاعتكاف ولابد أن يبقى الجزء الأمامي بعيداً عن كل ذلك فجانب المحراب خشبه متآكل ونأمل اعتماد الصندوق الاجتماعي للمرحلة الثانية للترميم ونتوقع أن تستمر ست سنوات لأن عملية إظهار الزخارف الجصيّة النباتية ستطول وكانت قد طمست بتراكم طلاء الجامع وغيره بالنورة عبر الزمن ودون أصول علمية للتعامل مع التراث والجامع يحوي أكبر كم من الزخارف منها في عمق القباب وتظهر قليلاً في القباب الثلاث وفي أجزاء أخرى وأكثرها طمست برذاذ الرش بالنورة لسنوات. إزالة الخطر وبخصوص أهمية الانجاز في المرحلة الأولى قال مصلح: الطابق الأرضي كان متصدعاً تماماً فالنصف الشرقي من الجامع بأخطر مراحله وكان على وشك الانهيار وقد عولج الخلل بأن تم رفع جزء من أثقال السقوف بارتفاع خمسين سنتيمتراً فكان الشخص حينما يدخل الجامع يشعر وكأنه يصعد درجة نتيجة الاضافات مثل البلاط وقد رفعت الأثقال الميتة والحية في الجهة الشرقية، الأولى تراب والثانية تعني حركة المصلين إذ كان لتجمع الاثقال دوره في مساعدة عوامل الزمن على حدوث التصدع في أجزاء من الجامع وكذا آفات الاخشاب وتقادمها جعلها تتآكل وتم استبدال الأخشاب المتآكلة بجديدة من الطنب الموصوف بأنه خشب الأمراء وأمير الخشب لأنه يمتاز بالقوة وخفة الوزن ويزداد قوة بزيادة اليبوسة ، أما بطء الترميمات فأمر طبيعي وتلك خاصية التعامل مع الآثار. حال الجملونات وبشأن تشقق السقوف الجملونية في الجامع قال مصلح: ستعالج في المرحلة الثانية وفقاً لخطة مدروسة والوضع لا يشكل سبباً للخوف فبإمكان المصلين في الطابق الثاني ممارسة العبادات في رمضان بأمان (في الجزء المسموح به) ولا داعي للقول بملء الشقوق بالجص فذلك يصلح في البناء الحجري لا الجملونات المبنية من الياجور أو اللبن كما لا ينبغي تركها حتى لا تتسع أينما كانت وتصبح مأوى للحشرات أو الزواحف كما كان في الأرضي. احتياجات الطابق الجميل قيّم الجامع يرى أن ترميم الطابق الثاني يتطلب رصد أموال تناسب حجم المسؤولية تجاه إعادة تأهيل الجامع لأن بعضًا من أجزائه تمثل خزانة نقوش حجرية نقلت من مدارس إسلامية مندثرة احتفظ بها جامع المظفر وجلبت اليه على فترات. أما رؤية مدير الآثار فتقوم على التفاؤل بتفاعل الصندوق الاجتماعي خلال الأيام القليلة القادمة والبدء بدراسة المشروع.. يقول :إذا لم تعتمد المرحلة الثانية سنسلم الجامع للقيّم حتى يتوفر التمويل مع التأكيد على ماينبغي القيام به من حيث ضرورة استمرار إغلاق مقدمة الجامع حتى يتوفر التمويل اللازم وعلى كل حال قريباً جداً سنكون في صنعاء لمعرفة مالدى الصندوق الاجتماعي. اهتمام الدولة قيّم المظفر يرى أن الدولة تولي المساجد التاريخية اهتماماً وأن المرحلة الثانية سيتوفر لها التمويل لما لجامع المظفر من مكانة وطابع رمزي وعراقة تاريخية.. وتطرّق محمد فازع إلى نوايا البعض قائلاً: أتباع بعض الأحزاب والتيارات أو الجماعات عملت لسنوات في رمضان وغيره من الشهور في جمع التبرعات تحت اسماء ومسميات عدة في الجامع وتحاول الاستمرار في استخدامه لأغراضها كما يحاول هؤلاء تشويه ماتقوم به الدولة لحماية المسجد من التدهور والانهيار وأحياناً يأتي كلامهم تحت اسم بطء الترميمات.. فنتمنى أن يمنع هؤلاء عن الميل إلى استخدام بيت الله لغير العبادة والتشكيك