المقاومة الوطنية التابعة لطارق صالح تصدر بيان هام    صيد حوثي ثمين في محافظة جنوبية يقع بيد قوات درع الوطن    ليس حوثي!.. خطر كبير يقترب من مارب ويستعد للانقضاض على منابع النفط والغاز ومحلل يقرع جرس الإنذار    عملية نوعية لقوات الانتقالي تحبط تهريب معدات عسكرية لمليشيا الحوثي في لحج    العودة المحتملة للحرب: الحوثيون يلوحون بإنهاء الهدنة في اليمن    نائب مقرب من المليشيا: سياسة اعتقالات الحوثي تعجل بالانفجار الكبير    التلال يضيف لقب دوري عدن إلى خزائنه بعد انتصار صعب على الشعلة    احتجاز أكثر من 100 مخالف للزي العسكري في عدن ضمن حملة أمنية مكثفة    صحفي يمني مرموق يتعرض لأزمة قلبية طارئة في صنعاء    مليشيا الحوثي تختطف أكثر من 35 شخصاً في إب دعوا للاحتفاء ب26سبتمبر    إصلاح البيضاء يدشن الدوري الرياضي الأول لكرة القدم احتفاءً بذكرى التأسيس    التلال يقلب النتيجة على الشعلة ويتوج بلقب كأس العاصمة عدن بنسختها الثانية    الوية العمالقة تعلق عل ذكرى نكبة 21 سبتمبر وسيطرة الحوثي على صنعاء    طالب عبقري يمني يحرم من المشاركة في أولمبياد عالمي للرياضيات    استشاري إماراتي: مشروب شهير يدمر البنكرياس لدى الأطفال ويسبب لهم الإصابة بالسكري بعد بلوغهم    بالوتيلي يريد العودة للكالتشيو    نيوكاسل يونايتد يحصّن مهاجمه من ليفربول    مدافع يوفنتوس مرشح لخلافة فان دايك في ليفربول    الجنوب لن يدفع ثمن مواءمات الإقليم    أمريكا ترفض إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية    تزامنا مع الذكرى ال34 للتأسيس.. اصلاح سيئون ينظم برنامجا تدريبيا للقيادات الطلابية    بمناسبة ذكرى التأسيس.. إصلاح غيل باوزير يقيم أمسية احتفالية فنية وخطابية    القاهرة.. نقابة الصحفيين اليمنيين تناقش تحريك دعوى قضائية ضد مليشيا الحوثي    متظاهرون في مارب وتعز ينددون باستمرار جرائم الإرهاب الصهيوني بحق سكان قطاع غزة    اديبة يمنية تفوز بجائزة دولية    وفاة الإمام أحمد في تعز ودفنه في صنعاء    اتهام رسمي أمريكي: وسائل التواصل الاجتماعي تتجسس على المستخدمين    موناكو يقلب النتيجة على برشلونة ويتغلب عليه بدوري أبطال أوروبا    شيوع ظاهرة (الفوضى الدينية) من قبل بعض أئمة ومشائخ (الترند)    معارك وقصف مدفعي شمالي محافظة لحج    البنك المركزي اليمني بعدن يجمد أصول خمس شركات صرافة غير مرخصة    فرحة الزفاف تنقلب إلى مأساة في الحديدة    الهجري: مأرب وقبائلها أفشلت المشروع الكهنوتي وأعادت الاعتبار للجمهورية    في مشهد صادم: شاب من تعز ينهي حياته والسبب ما زال لغزاً!    بداية جديدة: الكهرباء تستعيد هيبتها وتعيد النظام إلى الشبكة في لحج    الانترنت الفضائي يدخل ضمن ادوات الحرب الاقتصادية في اليمن    جيشها قتل 653 ألف ثائر مسلم: سلفية الهند تحرّم الخروج على وليّة الأمر ملكة بريطانيا    حرب التجويع.. مؤامرات الأعداء تتعرض لها المحافظات الجنوبية    منظمة الصحة العالمي تكرم الوكيل الدكتور الشبحي    الصين: ندعم بحزم قضية الشعب الفلسطيني العادلة لاستعادة حقوقه المشروعة    النفط يرتفع في التعاملات المبكرة بعد خفض أسعار الفائدة    بعد توقفها لسنوات.. مطار عدن الدولي يستقبل أولى رحلات شركة افريكان أكسبرس    البنك المركزي يجمّد أصول خمس شركات صرافة غير مرخصة    نمبر وان ملك الأزمات... سيدة تقاضي محمد رمضان بعد تعديه على نجلها بالضرب    رئيس كاك بنك يبحث فرص التعاون المشترك مع البنك الزراعي الروسي في بطرسبورغ    خطط لتأهيل عشرات الطرق في عدن بتمويل محلي وخارجي    صنعاء تعاني تصحر ثقافي وفني .. عرض اخر قاعة للعروض الفنية والثقافية للبيع    3 اعمال لو عملتها تساوي «أفضل عبادة لك عند الله».. اغتنمها في الليل    أأضحك عليه أم أبكيه؟!    شجرة العشر: بها سم قاتل وتعالج 50 مرضا ويصنع منها الباروت (صور)    بالصور .. نعجة تضع مولود على هيئة طفل بشري في لحج    سيدي رسول الله محمد .. وُجوبُ تعزيرِه وتوقيرِه وتعظيمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم    14 قطعة في المباراة.. لماذا يحرص أنشيلوتي على مضغ العلكة؟    مؤسسة ايوب طارش توضح حول ما نشر عن ملكية النشيد الوطني    السلطة عقدة بعض سياسيِ الجنوب.    يسار الاشتراكي وأمن الدولة يمنعون بناء أكثر من 10 أدوار ل"فندق عدن"    في هاي ماركيت بخورمكسر: رأيت 180 نوعاً من البهارات كلها مغلفة بطريقة انيقة.. هل لا زالت؟؟    لم يحفظ أبناء اليمن العهد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدن.. حاضنة غضب الثوار ومبعث آمالهم

كان لقيام النوادي والجمعيات المختلفة أثرها البارز في الحياة الثقافية اليمنية الحديثة فقد ارتبط ظهور الحركة الثقافية في اليمن بظهور النوادي فيها، وانتعشت بانتعاش النوادي وتطورت بتطورها وزادت بزيادة نشاطاتها.. فقد ساهمت هذه النوادي مساهمة كبيرة في انعاش الثقافة وعملت على نشر الوعي بين جموع الشعب عن طريق المحاضرات والمناضرات والندوات التي اقامتها في مقراتها والكتب والمجلات والنشرات التي تبادلها أعضاؤها والمناقشات الأدبية والفكرية التي كان لها عظيم الأثر في انعاش الحياة الثقافية وتوسيع قاعدة القراء وزيادة المثقفين.. الأمر الذي أوجد مناخاً صالحاً وبيئة مناسبة لانتعاش الثقافة وتطور الأدب وزيادة الاهتمام بالتعليم بالاضافة إلى نشر الثقافة بين أوساط الشعب.
دور النوادي الثقافية
يقول المؤرخ والمؤلف الدكتور/ علوي عبدالله طاهر عن الظروف التي أدت إلى ظهور العشرات من الأندية الثقافية بعدن يرجع إلى تأثر بعض المتعلمين في عدن بماكان ينشر من أخبار في الصحف العربية التي كانت تصل إلى عدن عن الصالونات الأدبية والنوادي الثقافية التي ظهرت في بداية القرن الماضي في بعض الأقطار العربية من أمثال «صالون نازلي فاضل» في مصر وغيرها من النوادي فشعروا بحاجتهم إلى ناد عربي يؤلف بينهم ويجمع شتاتهم خاصة عندما كانوا يرون الجاليات الأجنبية في عدن تقيم لها المنتديات التي يجتمع فيها أعضاؤها ويلتقون لممارسة بعض أنواع الرياضة أو لتدارس بعض مشكلاتهم، وتزايد هذا الشعور بأهمية النوادي الأدبية في عام 1925م حينما زار عدن أحد الأدباء العرب وهو عبدالعزيز الثعالبي التونسي، وهاله مارأى من تخلف في الثقافة وجمود في الأدب فاقترح عليهم بأن يؤسسوا لهم نادياً أدبياً يلم شملهم ويوحد شتاتهم وينظم نشاطهم فاستجابوا لمقترحه وأسسوا «نادي الأدب العربي» والذي تولى رئاسته أحمد فضل القمندان فيماتولى إدارته محمد علي لقمان ولأول مرة في تاريخ عدن.. اجتمع بعض الأدباء على صعيد واحد يتحاورون ويتساجلون وينشرون بنات أفكارهم على صفحات الجرائد، فكانت أول جريدة اهتمت بشؤون هذا البلد هي «الشورى» المصرية حيث كان اعضاء النادي يكتبون المقالات ويرسلونها للنشر في جرائد مصر أو سوريا أو غيرها وعلى وجه الخصوص في جريدتي «الشورى والمؤيد» لكن سرعان مادب الخلاف بين أعضاء النادي فتوقف نشاطه بعد أن ساهم إلى حد ما في غرس بذور الحركة الثقافية.
نادي الإصلاح العربي
جاء بعد ذلك نادي الاصلاح العربي - بالتواهي بعد أن قرر لفيف من أهالي التواهي انشاء ناد لهم يكون هدفه الأول الاصلاح الاجتماعي وقد اهتم النادي منذ أول عهده بالنشاط الأدبي والثقافي والاجتماعي من خلال المحاضرات والندوات الفكرية وساهمت في نشاطه بعض الشخصيات البارزة من أمثال أحمد محمد سعيد الأصنج ومحمد علي لقمان وغيرهم.
ويواصل الدكتور علوي حديثه بالقول:
تأسس هذا النادي عام 1930م في مدينة الشيخ عثمان وقد سعى إلى تأسيسه لفيف من شباب ومثقفي الشيخ عثمان متأثرين بنادي الاصلاح العربي - بالتواهي وكان من مؤسسيه أحمد محمد سعيد الاصنج - الذي تولى رئاسته حيث كان المثقفون في هذا النادي يتبادلون الآراء في مختلف الأمور والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية كماساهموا بدورهم في مناهضة الاستعمار من أمثال هؤلاء الأدباء أحمد العبادي وعلي أحمد باكثير الذي ألقى قصيدة قال فيها :
أيها الظالم مهلاً
سنقاضيك الحسابا
نحن اسد قد تخذنا
نادي الإصلاح غابا
وكان من أهم أهداف النادي :
العمل على رفع مستوى الأخلاق بين الناس ومحاربة الدجل والخرافات والعادات الدخيلة على الاسلام ونشر العلم وتنشيط المعارف وتوسيع قاعدة المثقفين.
الحملات الإعلامية
يقول المؤرخ الدكتور/ علوي عبدالله طاهر:
في عام 1959م تأسس في الشيخ عثمان مكتب لمقاطعة اسرائىل يتولى مراقبة دخول البضائع الاسرائيلية إلى عدن ويقوم بالحملات الاعلامية المضادة لإسرائىل وتوجيه المواطنين لمقاطعة البضائع الاسرائيلية، وقد تمكن المكتب من تطوير نشاطه وتوسيع نطاق عمله، فصار يهتم بمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فكان عبارة عن ستار يختفي من ورائه عدد من الشبان الوطنيين الديمقراطيين الذين يحملون أفكاراً تقدمية، أو من ذوي الاتجاهات اليسارية الذين لم يكن بإمكانهم ممارسة نشاطهم الثقافي بصورة علنية بحجة أنهم يحملون أفكاراً ماركسية أو من يدعون للخلاص النهائي من الاستعمار البريطاني أو من يعادون الامبريالية والصهيونية والرجعية، ومن ينادون بتوطيد العلاقات مع المنظومة الاشتراكية.
منظمة الشباب اليمني
تم تحول هذا المكتب فيمابعد إلى منظمة شبابية ثقافية اجتماعية يمارس من خلالها بعض النشاط السياسي، يعمل فيها أوساط الشباب والعمال والكادحين، كماانظم إليها عدد من المثقفين الثوريين، وصارت تحمل اسم «المنظمة المتحدة للشباب اليمني، بقيادة عبدالله عبدالحميد السلفي» فكان من الأهداف المعلنة للمنظمة عند تأسيسها هو العمل على بناء جيل يمني ديمقراطي مثقف شجاع مشبع بروح التعاون وحب الوطن من خلال نشر الثقافة الوطنية الصحيحة الهادفة إلى تعريف الشباب في جنوب اليمن وشمالها بعظمة بلادهم وأمجادها، وتوعيتهم بحق شعبهم في الحياة الحرة الكريمة الفضلى والعمل من أجلها، كذلك العمل على رفع مستوى الشباب الثقافي وزيادة معرفتهم ببلادهم وقضاياها ومشاكلها في سبيل التغلب عليها بالإضافة إلى إلقاء المحاضرات وتنظيم الندوات الفكرية وتشجيع النشاطات الثقافية المختلفة.
روابط قومية
ومن ضمن الأشياء التي كان يتم الترويج لها ونص عليها دستور المنظمة هو الايمان بالوحدة العربية الشاملة فكان هذا الايمان من ينبع من حقيقة واقع الأسس الموضوعية العلمية التي تشكل الرابطة القومية للامة العربية في كل انحاء الوطن العربي الكبير .
مقاومة الاستبداد والاستعمار
أما فيما يتعلق بواقع اليمن في الشمال والجنوب يقول الدكتور/ علوي عبدالله طاهر استطاعت المنظمة أن تكافح من أجل تحرير اليمن شمالاً وجنوباً من الاستعمار والرجعية وتمتين الروابط المشتركة بين كل الشعوب العربية.. ايماناً منها بأن هذا الكفاح يشكل الخطوات المبدئية الاساسية الأولى لتحقيق الوحدة العربية الشاملة، وقد استطاعت المنظمة أن تمارس العديد من النشاطات العلنية في كثير من المجالات الثقافية كالندوات الفكرية التي شارك في تقديمها عدد من المفكرين والمثقفين بالإضافة إلى المساهمة في اصدار بعض الكتب والنشرات الدورية أو توزيع المنشورات على المواطنين لتوضيح وجهات نظرها في مختلف القضايا وكان من أبرز المثقفين الذين شاركوا في القاء محاضرات على الجمهور في مقر المنظمة الواقع في حارة الهاشمي بالشيخ عثمان عبدالله عبدالرزاق باذيب وعلي محمد عبده وغيرهم.
كماكانت هذه المنظمة المتحدة تضاعف نشاطها الثقافي والاجتماعي في المناسبات المختلفة أو حينما يطرأ على الوضع السياسي أي طارىء وكانت من المنظمات السياسية النشطة التي تبادر دوماً لتحديد موقف واضح من الأحداث التي جرت في البلاد ومن ذلك مثلاً موقفها من الهجرة الاجنبية التي اجتاحت عدن والتي كانت مثار غضب مختلف الهيئات الشعبية الوطنية، إذ تقدمت المنظمة إلى مقر الهيئات الشعبية الذي انعقد في ساحة المؤتمر العمالي في 22 يونيو 1961م بمذكرة شرحت فيها موقفها من الهجرة وضمنتها آراءها ومقترحاتها في موضوع الهجرة الأجنبية ومماقالته في هذا الخصوص: لقد أصبحت هذه الجاليات في وقت ماورغم انها لاتعدو أن تكون جاليات أجنبية تستطيع أن تحظر علينا دخول مناطق معينة إذا كنا نحمل بعض المواد الغذائية المعينة أي أنهم قد أصبحوا مشرعين، ونتيجة لتشجيع الاستعمار لهم فإن بعضاً منهم قد سيطروا على المجلس التشريعي الحكومي ممايساعدهم على تخطيط قانون الهجرة، بل لقد عمل الاستعمار من جانبه على تقديم كل عون لهم وحماية إلى أن اصبحوا من القوة والثراء، كما اشركهم في حق المواطنة في الوقت الذي حرم فيه ابناء الشعب اليمني من ممارسة حقوقهم السياسية ومنها تلك القوانين التي تحرمهم من بلادهم.
مقاومة الاحتلال
لقد كانت المنظمة المتحدة للشباب اليمني تتصدى علناً للاستعمار البريطاني وتدعو للوحدة اليمنية على طريق الوحدة العربية واستطاع أعضاؤها ان ينفذوا إلى داخل المؤتمر العمالية وتمكنوا من احداث تغييرات في مسار الحركة الوطنية والعمالية.
نادي التعاون العريقي
فيما يقول الوالد/ نصر محمد أحمد، أحد الذين أسهموا في تأسيس نادي التعاون العريقي بمحافظة عدن في 30 ديسمبر 1951م: إن الكثير من النوادي التي انشئت خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي حملت طابعاً اجتماعياً بدرجة رئىسة لاسيما وأنه كان يحظر على هذه الأندية ممارسة أي نشاط سياسي في حين أنه كان لايتم الترخيص لأي ناد من قبل السلطات البريطانية مالم يكن له أهداف اجتماعية واضحة وكانت تفرض رقابة مستمرة على هذه الأندية وتتابع بدقة كافة الأنشطة التي تمارسها هذه الأندية وتفرض اجراءات وعقوبات صارمة على أي نشاط أو فعالية مناهضة للاحتلال البريطاني.
عدن حاضنة المناضلين
ويروي الوالد نصر حكايته أثناء عمله في نادي التعاون العريقي: كانت عدن تعتبر حاضنة المناضلين والوافدين من المناطق الشمالية سواء الذين نزحوا بسبب الممارسات القهرية التي كان يمارسها الإمام ضدهم أو المواطنين الذين وصلوا إلى عدن لغرض العمل والكسب نظراً للاوضاع الاقتصادية الصعبة التي كانت تعانيها المناطق الشمالية في ذلك الوقت.
فأنشئت العديد من الأندية الثقافية كنادي التعاون العريقي والاتحاد الأغبري والاتحاد الشيباني والاتحاد العبسي وغيرها من الأندية فكانت تسمى بأسماء المناطق ليس لتكريس المناطقية وانما للتعريف بالمناطق التي ينتمي إليها كل شخص فكانت هذه الأندية تمارس العديد من الأنشطة التي تساهم في خدمة ابناء المنطقة التي ينتمي إليها كل نادٍ سواء المتواجدين في محافظة عدن أو المنطقة اجتماعياً وثقافياً وتنموياً، ومن أبرز هذه الأندية:
تشجيع التعليم
نادي التعاون العريقي الذي تأسس في عدن في 30ديسمبر سنة 1951م في محل الحاج هائل سعيد أنعم بالمعلا حيث تم وضع برنامج للنادي يبين فيه الأهداف وأغراضه وتحديد مسئولية الهيئة العامة والهيئة الإدارية واختصاصاتها وكان من أهداف النادي :
1- تشجيع نشر التعليم والثقافة عن طريق اقتناء الكتب والمجلات والعمل على ايجاد مشاريع خيرية كفتح المدارس وارسال بعثات من الطلاب للدراسة في الخارج على حساب النادي.
2- بث روح التعاون بين الجميع وتنمية روح التآخي وخلق روح اجتماعية في المجتمع.
بالإضافة إلى العديد من الأهداف التي تخدم نشاط النادي بمالايتعارض مع القوانين السائدة في تلك الفترة.
وخلال فترة قصيرة استطاع النادي أن يفعل نشاطه الثقافي من خلال انشاء مكتبة تحوي الكثير من الكتب والمجلات والصحف وذلك بهدف تنمية الوعي الثقافي في المجتمع كماتم افتتاح فصلين دراسيين وذلك بهدف محو أمية الأفراد من ابناء المنطقة ودعم وتشجيع الطلاب الدارسين في محافظة عدن فكان النادي أول من أرسل بعثة إلى القاهرة في عام 1954م مكونة من ثمانية طلاب على حساب النادي.
مطالبة الإمام باصلاحات شاملة
ويواصل الوالد نصر حديثه بالقول: كان النادي يتابع باستمرار الأوضاع الاجتماعية والسياسية اثناء الحكم الإمامي والاعتناء بشؤون المنطقة وتبني قضاياها ومشكلاتها، فأخذ النادي يطالب الإمام أحمد حميد الدين القيام بإصلاحات اجتماعية مثل التعليم والصحة وشق الطرقات والعمل على تحقيق الاستقرار بين المواطنين وايجاد الخدمات الاساسية الأولية، فلاقت هذه المطالب بالرفض من قبل الإمام حيث كان منزعجاً من الانشطة التي كان يمارسها النادي، فكان يرسل إلينا مندوبين مصطحبين معهم مبالغ مالية لغرض اقناعنا بإيقاف كافة الأنشطة المناهضة للحكم الإمامي، إلا أن ذلك لم يغير شيئاً من اتجاهاتنا في المطالبة بإصلاحات حقيقية.
اعتقال في مدينة الدمنة
وفي إحدى زياراتي لمحافظة تعز تم اعتقالي في مدينة الدمنة من قبل سلطات الإمام في عام 1961م بسبب المقالات التي كنت أقوم بكتابتها ونشرها في العديد من الصحف والتي كانت تحمل في مضمونها مطالبة الإمام بالاصلاحات وتوجه النقد للكثير من الممارسات التي كانت تحدث في ذلك الوقت ومن أبرز هذه الصحف «فتاة الجزيرة - اليقظة - الأيام » بالاضافة إلى صحيفة انجليزية كانت تسمى «آيدن كوزنيكل» إلا أن اعتقالي لم يستمر طويلاً بعد أن تدخل الشيخ /عبدالرحمن قاسم وتشفع لي عند الإمام مقابل أن أتخلى عن مضايقة الإمام وعدم تناول أي شيء يسيء للأسرة المالكة، فتم الإفراج علينا وكان للشيخ عبدالرحمن قاسم دور كبير في ذلك وقد قام بالتبرع لصالح النادي بمبلغ خمسين الف شلن وكان مبلغاً كبيراً في ذلك الوقت.
الإنجليز اعتبرونا أجانب
وعن الأوضاع التي كان يعيشها أبناء المناطق الشمالية بعدن خلال فترة الاحتلال البريطاني يقول الوالد نصر محمد أحمد: ومن سوء حظنا كأبناء المناطق الشمالية للوطن المتواجدين في عدن فقد ظلمنا من قبل الإمام والانجليز.
فالانجليز كانوا يعتبرونا أجانب أمام الاتحاد الفيدرالي إلى درجة أنه كنا نحرم من الانتخاب والترشيح في المجلس التشريعي، وفي هذا استشهد ببيت للعلامة البيحاني التي يقول فيها يامجلس التشريع هل أنت منصفاً
ويدخلن فيك هزاع وسلام
فكانت تلتقي سياسة الانجليز مع سياسة السلاطين وكلاهما كانا يعملان ضد المواطنين من ابناء الشمال فحرمنا من المدارس لاننا لم نحصل على شهادة الميلاد في عدن وحينها استطاع الكثير من ابناء المناطق الشمالية ان يعملوا على انشاء مدارس أهلية للنشء القادم من المناطق الشمالية وابناء القبائل الذين لم يستطيعوا الالتحاق بالمدارس العامة حيث أنشئت العديد من المدارس منها مدرسة بازرعة والمعهد العلمي الاسلامي وكلية بلقيس والمدرسة الأهلية بالتواهي ومدرسة النهضة بالشيخ عثمان، فأصبحت هذه المدارس تحظى بدعم شعبي حيث انتهجت منهجاً عربياً كان يعمل به من الجامعة العربية حتى 1962ثم انتهجت بعد ذلك المنهج العراقي من عام 1962م ومافوق فكان التعليم في هذه المدارس يرتكز على التعليم المهني المواكب للتعليم بشكل عام العلمي والأدبي في حين كانت تمثل هذه المدارس منابر سرية للتحريض على الثورة ومقاومة الحكم الامامي والاحتلال البريطاني لقد استطاعت الأندية الثقافية والاجتماعية من تحقيق الكثير من أهدافها التي تمثلت في محو أمية الناس وحل خلافاتهم والاهتمام بالمواطنين من ناحية الحماية الاجتماعية ومتابعة شؤونهم لدى الجهات المختصة، فقد اسهمت هذه الأندية في خلق وعي ثوري لدى المواطنين كماساهمت في التحريض ضد الاحتلال البريطاني والحكم الإمامي والعمل على تحرير البلاد من هذين النظامين الاستبدادي والاستعماري بالاضافة إلى أن هذه الأندية استطاعت أن تحقق العديد من المصالح الاجتماعية بمختلف اتجاهاتها، والقضاء على الكثير من التناقضات التي كانت موجودة بين المواطنين.
الوحدة أزاحت كافة التناقضات
جاءت الثورة المباركة في شمال الوطن وتحقيق الاستقلال في الجنوب فازاحت الكثير من التناقضات التي نشأت بفعل هذين النظامين وهي الأمنية التي كنا نطمح إليها وإن كادت قد تحسنت الكثير من الأمور بعد الاستقلال إلا أن الوحدة اليمنية المباركة استطاعت ان تبدد كل ماكان هناك من عيوب واختلالات وتناقضات ورثها الحكم الإمامي الاستبدادي والاحتلال البريطاني.
العمل النقابي ومقارعة الاستعمار
وعن دور العمل النقابي ومدى اسهامه في مقارعة الاحتلال البريطاني يقول الوالد نصر: العمل النقابي ظهر في بداية الخمسينيات بتأسيس نقابات لبعض المرافق الحكومية وبعض المرافق الأخرى المشابهة وأول نقابة كانت للعمال الفنيين ثم تبعها ميلاد النقابات الأخرى التي فيما بعد كونت الاتحاد العام للنقابات العمالية فكان لهذه النقابات دور كبير في مقارعة الانجليز وارغامه على ترك المنطقة والخروج من عدن بالإضافة إلى مقاومة البندقية إلى جانب العديد من الأساليب التي اسهمت في دفع الاحتلال وارغامه على تسليم المنطقة لأهلها، كما لانغفل دور الاحزاب والاتحادات والتجمعات التي كانت ذات طابع سياسي مثل الاتحاد اليمني والجمعية اليمنية الكبرى وغيرها من الحركات السياسية التي تجلت بشكل كبير من قيام الثورة ونيل الاستقلال ومن ضمن الاندية التي أنشئت في الخمسينيات نادي الاتحاد العبسي ويعتبر الوالد محمد عبدالملك قاسم هو أول من دعا إلى تأسيس النادي حيث يقول في حديثه عن الظروف التي أدت إلى تأسيس النادي:
كانت هناك حاجة لانشاء الاتحاد يضم في طياته ابناء المنطقة الوافدين إلى مدينة عدن لغرض العمل أو النازحين من المنطقة بسبب القهر والظلم الذي كان يمارسه الحكم الإمامي ضد الكثير ممن كانوا يعارضون سياسته فوجدا من مدينة عدن متنفساً للقيام بأي عمل مناهظ للحكم الإمامي ومقارعته، فقررت حينها أن أدعو إلى تأسيس نادٍ لأبناء الاعبوس فأقدمت على الكتابة حول ذلك في صحيفتي «اليقظة» و«فتاة الجزيرة» وعندما قرأ الحاج علي جازم العطار أحد ابناء المنطقة الخيرين الخبر على متن هذه الصحف بدأ يبحث عني وهو لايعرفني شخصياً، فقابلته عدة مرات لمناقشة الكثير من المشكلات التي كانت موجودة والعمل على ايجاد الحلول المناسبة لها في حين تم الاتفاق على تأسيس النادي، وتم شراء مقر للنادي وذلك في عام 1952م.
الذي اشتمل على مكتبة عامة تم تزويدها بكافة الكتب العلمية والثقافية بالإضافة إلى فتح مدرسة ليلية كانت مفتوحة لكافة أبناء الوطن في حين كان النادي يقوم بدفع الرواتب للمدرسين الذين كانوا يقومون بالتدريس في مدرسة النادي واتذكر منهم الأخوين/علي عبدالعزيز نصر وعبدالرزاق شائف.
الدور الاجتماعي للنادي
وفي الجانب الصحي كانت تصل إلى النادي كتائب من الرجال والنساء لغرض العلاج فتم تخصيص الطابق الأرضي من النادي كمستشفى للرجال في الظروف الطارئه أما النساء فقد خصصنا لهن منزلاً مجاوراً للنادي كان الحاج علي جازم قد اشتراه وتركه للنادي.
وقد كنا نتعامل مع اطباء أحدهم انجليزي جراح في خور مكسر حيث كان يساعدنا بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات بالاضافة إلى طبيبين آخرين هنود تخصص عيون وأمراض باطنية حيث كان النادي يقوم بدفع كافة تكاليف العلاج.
كما أسهم النادي في تبني الكثير من المشكلات الاجتماعية التي كانت موجودة بفعل سياسة الجهل والتخلف التي كان يمارسها الحكم الإمامي في شمال الوطن وعمل على ايجاد فرص التعليم واحتضان الكثير من ابناء الوطن والعمل على تعليمهم وابتعاث الكثير منهم للدراسة في الخارج على نفقة النادي بالاضافة إلى توفير الخدمات الصحية كماذكرت سابقاً.. ومن ضمن اهتمامات النادي هو العمل على انشاء مدارس في المنطقة لاسيما إن معظم المناطق في الشمال كانت تغمرها الجهل والأمية ولم تحظ بأي اهتمام من قبل الإمام في جانب التعليم والخدمات الأخرى فقررنا العمل على انشاء العديد من المدارس وانشاء لجان تقوم بجمع التبرعات لصالح كل مدرسة في حين أن النادي قام ببيع أحد المنازل التي كان يمتلكها في المعلا وتم تقسيم المبلغ على المدارس التي يتم انشاؤها وبالفعل تم إنشاء العديد من المدارس وتزويدها بالمدرسين من قبل النادي الذي كان ايضاً يقوم بدفع مرتباتهم الشهرية وقد اعتبرت من أولى المدارس التي أنشئت في شمال الوطن والتي تعرفت على نظام التعليم الحديث
واقع التغيير للحياة الاجتماعية
ويضيف الوالد محمد عبدالملك بالقول :
لقد ساهم نادي الاتحاد العبسي بإقامة الكثير من الأنشطة بمختلف جوانبها الاجتماعية والسياسية والثقافية فإلى جانب الاعمال الخيرية كنا ننشد التغيير في واقع الحياة الاجتماعية، والتغيير كان محور اهتمام كثير من الشخصيات الاجتماعية والمثقفين وكانت هناك رغبة كبيرة في إحداث نهضة تعليمية وإزالة الظلم، حيث كنا لانستطيع بسهولة ادخال ابنائنا إلى المدارس في عدن آنذاك، واجمالاً كنا نوجه نشاطنا ونعتبره جزءاً من حركة التغيير في المجتمع كذلك كان النادي يقوم بتنظيم ندوات ثقافية ليلية حيث استطاعت هذه الندوات ان تكون محطات لتبادل وجهات النظر حول الأوضاع في البلاد بمشاركة العديد من الاتحادات والأندية التي كانت موجودة مثل نوادي الأغابرة والأعروق وقدس والقبيطة والاحكوم، وذبحان وغيرها.
حيث استطاعت هذه الندوات ايجاد فرز سياسي كبير يدعو إلى ضرورة التغيير.
وعن دور النادي في دعم ثورة سبتمبر يقول الوالد/محمد عبدالملك: النادي أسهم بشكل مباشر وغير مباشر في التهيئة لقيام ثورة سبتمبر من خلال الانشطة التي كان يقوم بها بما فيها التعليم ومحو الأمية لدى الافراد وهذه بحد ذاتها أوجدت وعياً كبيراً بضرورة التغيير في المجتمع الذي ظل محروماً من الخدمات الأساسية لسنوات طويلة من تعليم وصحة وغيرها في حين كنا نقوم نجمع المتطوعين اثناء قيام الثورة وندفع لهم مصاريف الطريق إلى جانب البذلة والبرنيطة ونقلهم إلى صنعاء.. في حين كان الأخ عبدالله عبدالجبار راشد يرافقهم من عدن يوصل دفعة ويعود لنقل أخرى وهكذا حتى أنه تعرف على بعض المسئولين هناك وعرضوا عليه وظيفة رسمية لكنه رفض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.