• كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة وأمه جمعة بنت الأشيم الخزاعية. شاعر متيم مشهور، من أهل المدينة، أكثر إقامته بمصر ولد في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وتوفي والده وهو صغير السن وكان منذ صغره سليط اللسان وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة. واشتهر بحبه لعزة فعرف بها وعرفت به وهي: عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب كناها كثير في شعره بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة. وسافر إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش. وتوفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس. من قصائده: ما بالُ مولى أنت ضامن غيهِ فإذا رأيت الرشدَ لم يرَ ما ترى وَتَرَى المَساعي عِنْدَهُ مَطلولَة كالجودِ يُمطِرُ ما يُحَسُّ له ثَرَى فالله يَجْزِي بَيْنَنَا أَعْمَالَنَا **** رأيتُ ابنة َ الضمريِّ عزّة أصبحتْ كمُحْتَطِبٍ ما يَلْقَ باللّيلِ يَحْطِبِ وكانت تُمَنّينا وتزْعُمُ أنّها كبيضِ الأنوقِ في الصَّفا المتنصِّبِ رجعتُ بها عنّي عشيّة َ بِرمة ٍ شماتة َ أعداءٍ شُهودٍ وغيّبِ *** خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة َ فاعقلا خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة َ فاعقلا قلوصيكُما ثمّ ابكيا حيثُ حلَّتِ ومُسّا تراباً كَانَ قَدْ مَسَّ جِلدها وبِيتاً وَظِلاَّ حَيْثُ باتتْ وظلّتِ ولا تيأسا أنْ يَمْحُوَ الله عنكُما ذنوباً إذا صَلَّيْتما حَيْثُ صَلّتِ وما كنتُ أدري قبلَ عَزَّة َ ما البُكا ولا مُوجِعَاتِ القَلبِ حتَّى تَوَلَّتِ وما أنصفتْ أمّا النساءَ فبغضَّتْ إلينا وأمّا بالنوالِ فضنَّتِ فَقَدْ حَلَفَتْ جَهْداً بما نحرَتْ له قريشٌ غداة َ المأزمينِ وصلّتِ