الدگتور الغيثي،طبيب يمني يؤم المسلمين بوخارست منذ 20 سنةوذلك كنت مغترباً في رومانيا وأحببت أن تذيب شعورك بوحشة الغربة فما عليك إلا الذهاب لأداء صلاة التراويح في مسجد طيبة بالعاصمة بوخارست فهناك ستلتقى أخوانك المهاجرين القادمين من مختلف البلدان الاسلامية،حيث تذوب في طيبة كل الحدود، ويتناسى الجميع آلام البعد عن الوطن. هذه الأجواء يصفها كريم أجنين، ممثل مؤسسة طيبة في مدينة «كونستانتا» في تصريح نقله موقع «إسلام أون لاين نت»:عندما سافرت إلى العاصمة في الاسبوع الأول من رمضان لبعض الاعمال رأيت كيف يلتقى المسلمون من جميع الجنسيات يومياً في صلاة التراويح بمسجد طيبة». ويضيف أجنين:«هم يصلون معاً، ويتحدث بعضهم إلى بعض، ويتعرف كل منهم على الآخر، كل منهم يشعر وكأنه بين أهله وفي وطنه، وقد تناسوا جميعاً هموم الغربة». ويتابع قائلاً:«سبحان الله ترى مشهداً جميلاً يومياً في صلاة التراويح،الجميع يصطف خلف الامام، فهذا باكستاني وذاك مغربي، وعن يمينه تجد سودانياً وعن شماله تتري أو روماني، وفي صوت واحد يرددون آمين». ويرى الكثير من المسلمين في بوخارست أن صلاة التراويح تشكل بالنسبة لهم فرصة ينتظرونها يومياً للقاء بعضهم البعض، ولتوثيق عرى التعارف فيما بينهم، كل منهم يتحدث عن بلاده ويخبر الآخرين بأوضاعه ليشاطروه همومه. وعن الأجواء داخل طيبة، يقول الدكتور أبو العلاء الغيثي، إمام المسجد: «نصلي ثماني ركعات في التراويح يتخللها استراحة بعد الاربع الأولى، حيث يتم تقديم الفواكه والعصائر والتمور، وبعد انتهاء الصلاة والدعاء يتم إلقاء درس لمدة عشر دقائق باللغتين العربية والرومانية». وأضاف د/الغيثي:«نحرص على أن نقرأ حوالي نصف صفحة فقط من القرآن الكريم في كل ركعة حرصاً على مداومة رواد المسجد على أداء التراويح». وبالنسبة للفئة المداومة على التراويح بالمسجد،يقول الإمام:«يقع المسجد قرب المجتمع التجاري في بوخارست حيث توجد أغلب الجالية العربية،لذا فإن أكثر من يداوم عليها من العرب، خاصة التجار منهم، وكذلك من المسلمين الرومان، كما تشاركر النساء والاطفال في صلاة التراويح». ود/الغيثي، إمام مسجد طيبة،هو طبيب يمني مقيم في رومانيا منذ عشرين سنة، ويشغل أيضاً منصب رئيس مؤسسة طيبة الخيرية العالمية برومانيا. ويتكون المسجد من طابقين؛ الأول للرجال ويسع مائتي شخص، بينما الطابق الثاني مخصص للنساء، ويتسع لحوالي 50 امرأة، وتوجد في نفس الدور أيضاً مكاتب مؤسسة طيبة الخيرية التي أقامت هذا المسجد قبل أكثر من عام 80 مسجداً. ودخل الإسلام رومانيا مع الفتح العثماني في القرن الثامن الهجري، خاصة بعد توافد الاتراك والتتار على رومانيا. ويبلغ عدد المسلمين في رومانيا حوالي 70ألف نسمة، ويمثلون 2% من عدد السكان.