تلاوة قرآنية.. إنشاد ديني.. إقامة الصلاة.. كلمة للكنيسة.. محاضرة دينية عن مكانة المحبة في الديانات السماوية.. فيلم تسجيلي عن معاناة الفلسطينيين.. جمع تبرعات. هي بعض مظاهر احتفالية «دعوة للحب» التي نظمها مكتب «هيئة الإغاثة الاسلامية» الخيرية في استاد «بلاليدو» الرياضي المغطى بمدينة ميلانو الإيطالية، بهدف بعث رسالة للإيطاليين بأن الاسلام دين حب يحمل دعوة للإخاء. وفيما يعكس تضامن مسلمي إيطاليا مع الدعوة التي أطلقتها الاحتفالية، توافد مايزيد على 3 آلاف مسلم إلى استاد «بلاليدو» لحضور فعاليات الحفل الذي استمر لنحو «5» ساعات. وبدأ احتفال ميلانو بفيلم تسجيلي يحمل عنوان «لقمة عيش» ويتحدث عن الأوضاع الإنسانية الصعبة بقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وجهود وبرامج منظمة الإغاثة الإنسانية العاملة هناك. وبعد ذلك ألقى مصطفى البلتاجي مسئول قسم تنمية الموارد بمكتب هيئة الإغاثة الاسلامية بإيطاليا كلمة الهيئة والتي شكر فيها السلطات على سماحها بإقامة الاحتفال، داعياً الحضور للعمل على تأكيد انتمائهم «لهذه الدولة التي يعيشون على أرضها وتحت سقفها». بسم الله الواحد ثم ألقى القس دون بييرو ممثل الكنيسة الكاثوليكية بميلانو - وهو مسئول الحوار الاسلامي/ المسيحي بالكنيسة - كلمة موجزة أكد فيها أهمية الحوار بين الديانتين. وبدأ بييرو كلمته بالقول: «بسم الله الواحد» وهو ما لاقى تصفيقاً حاراً وتكبيراً وتهليلاً من الجمهور، كما داعب الحاضرين في ختام كلمته عندما خاطبهم باللغة العربية قائلاً: «شكراً». وقد أهداه أحد مسئولي المراكز الإسلامية بإيطاليا نسخة من القرآن الكريم بصوت الشيخ محمود خليل الحصري، وكتيبات إسلامية باللغة الإيطالية. وتخلل الاحتفال فترة لجمع التبرعات، حيث تبرع العديد من الرجال والنساء وحتى الأطفال بالأموال بدءاً من 1500 يورو وحتى يورو واحد من الأطفال الصغار، كماتبرعت النساء بمصوغات ذهبية. رسالة محبة وعندما حان وقت صلاة المغرب رفع المنشد أبو راتب الأذان، وأم الداعية المصري الدكتور/ عمر عبدالكافي/ الصلاة في مشهد مهيب قبل أن يلقي محاضرة تناولت كيفية دعوة الديانات السماوية للمحبة والإخاء وحب الخير، وأن الدين الاسلامي يحمل رسالة محبة. ودعا د./ عبدالكافي/ المسلمين في الغرب إلى الالتزام بمنظومة القيم الاسلامية الداعية إلى الخير والمحبة، وأكد ضرورة أن يقبلوا بفكرة «الحوار مع الآخر على أسس ثابتة من القيم، كي يتفاعلوا مع منظومة القيم العالمية التي أكد الله عليها في دياناته السماوية». كما دعا إلى احترام الآخر، وأن يحترم الغربيون المسلمين وغيرهم، وأن يحسنوا معاملتهم وأن يكون بينهم حب متبادل، مضيفاً: إن «الحضارة لاتتقدم إلا بالحب، فإذا أنهار الحب أنهار السلام العالمي». وشكر د/ عبدالكافي/ السلطات الإيطاليةعلى سماحها بإقامة مثل هذه الاحتفالات، مشيراً إلى أنه يتعذر اقامة مهرجانات اسلامية بمثل هذه الضخامة في بعض البلدان الاسلامية. وإلى جانب ميلانو عاصمة الشمال الإيطالي - والتي تضم أكبر نسبة من الأقلية المسلمة - جابت الاحتفالية مدناً أخرى. وشارك قرابة 2500 شخص في احتفال بمسجد مدينة «لودي» ومثلهم في احتفال بمدينة «ريجيو ايميليا» بينما حضر 1500 شخص إلى مسرح ال«كولوسيو» في «تورينو»، ومايزيد على 4500 شخص في أحد مسارح مدينة «بريشيا». ولم تختلف الاحتفالات الأخرى كثيراً عما جرى في ميلانو، غير أن الأمر اللافت كان تبرع الكنيسة في «لودي» بألف يورو لصالح العمل الخيري الذي تقدمه هيئة الإغاثة الاسلامية. واحتفالية ميلانو هي الأضخم من حيث التنظيم، وشارك فيها عدد كبير من مسئولي المراكز الاسلامية بإيطاليا. لاتمييز وفي تصريحات صحافية «قال مصطفى البلتاجي مسئول قسم تنمية الموارد بمكتب الهيئة في إيطاليا: إن الهدف من الاحتفالية هو بعث «رسالة تطمين للإيطاليين بأن الاسلام دين حب يحمل دعوة إخاء». وطالب البلتاجي الحكومة الايطالية بالمشاركة في مثل هذه الاحتفالات وتسجيلها بطريقة مباشرة وسليمة «كي تعرف ماذا نقول وماذا نفعل، وكي لايحدث أي تحريف للأحداث والأقوال، وهو ماقد يضر العلاقة بينها وبين الأقلية المسلمة». كما ذكر البلتاجي أن «الاحتفالية تهدف لتوضيح الإطار الذي تعمل من خلاله هيئة الإغاثة بنشر قيم التكافل والتعارف والأخوة بين البشر دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون «مشيراً إلى أن للهيئة مشاريع خيرية في مناطق مسيحية ليست من باب نشر الدعوة الاسلامية. ويعيش في إيطاليا حوالي مليون و200 ألف مسلم، بينهم حوالي 20 ألف معتنق للإسلام، وتتوزع غالبية الأقلية بين العاصمة روما ومدينة ميلانو.