كشفت أعمال الحفر والتنقيب الجارية بمحافظة المحويت عن وجود عدد من القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى فترات متقدمة لما قبل الإسلام . وتشير أعمال الحفر التي نفذها الفريق الأثري التابع للهيئة العامة للآثار في موقع (المرصبة) بمديرية الرجم بمحافظة المحويت إلى وجود حضارة قديمة على مستوى عالٍ من الرقي والتطور الثقافي والحضاري. وأوضح مدير مكتب الهيئة بالمحافظة رئيس الفريق محمد قاسم لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن أعمال الحفريات التي استمرت عشرة أيام قد أظهرت وجود قبور برجية ، وأخرى مصندقة مبيتة ببلاطات حجرية ذات حواف مصقولة ووسط منقور ، تمتاز باتساع الأطراف عن بقية أجزاء القبر. وبين قاسم أن تلك القبور مسقوفة بواسطة بلاطات حجرية واجهاتها مستوية إلى الداخل ، إلى جانب نوع آخر من القبور ، تم اكتشافها في نفس الموقع مبنية من الأحجار واجهاتها متهدمة إلى الداخل ، وبأشكال مستطيلة ، كما أن أحجارها منقولة من مبانٍ مختلفة ، ما يؤكد وجود حضارة عريقة كانت موجودة في هذا المكان منذ فترات زمنية متقدمة من عمل هذه المقابر. وأشار إلى أنه تبين بعد أعمال التنقيب في هذه القبور احتواؤها على بقايا جثث متحللة ، ربما تعرضت لأعمال نبش في فترات سابقة. وأكد أن أعمال الحفر والتنقيب التي سيقوم بها الفريق ستتواصل حتى الانتهاء من كشف مكونات هذا الموقع والقطع الأثرية التي لا تزال مطمورة تحت التراب..مشيرًا إلى وجود عدد من الأساسات والجدران قد ظهرت أطرافها في بعض الأماكن من الموقع . وأضاف بقوله : ما وجدناه يبشر بوجود بقايا أثرية مهمة يمكن الاستدلال بها عن تلك الحضارة القديمة التي كانت في هذه المنطقة. كما دعا الجهات المعنية والسلطة المحلية بالمحافظة إلى المبادرة بحماية هذا الموقع وتسويره ، وعدم استمرار أعمال الحفريات والتنقيبات العلمية التي من خلالها يمكن توظيف هذا الموقع للعرض السياحي . الجدير ذكره أن المسوحات السابقة التي نفذها فرع الهيئة بالمحافظة خلال الفترة من 1997م 2003م قد كشفت عن وجود أكثر من 800 موقع ومعلم أثري وتاريخي في عموم مناطق ومديريات محافظة المحويت ، يرجع تاريخها إلى عصور ماقبل الميلاد وبعد العصر الإسلامي ، وصولاً إلى العصر الحديث.. ومن تلك وجود 200 مقبرة صخرية منحوتة في قمم الجبال تحتوي على موميات محنطة ، يزيد عمرها الافتراضي عن أكثر من ثلاثه آلاف سنة ، إلى جانب عدد كبير من المعابد السبئية والحصون والقلاع الحربية التي شيدت في مراحل زمنية مختلفة لفترة ما بعد القرن السابع قبل الميلاد ، والتي شهدت خلالها مناطق الهضبة الوسطى بالمحافظة عمليات هجرة استيطانية للقبائل السبئية والفيشانية بعد قيام ما عرف باسم (مملكة سبأ العظمى).