كلُّ شيءٍ بانتظارهم: الكؤوس والأدمغة وعناكبُ الرفوف، والصالةُ وهي ترسم بلعابها المدعوين، لتغطي بياض عريها المائل للوحشة سننتزعُ مجد هذه الليلة من حنجرة الوقت. الأبواب مشرعةً منذ القديم، تدخلُ منها ذئاب صغيرة، تشارك المدعوين في الرّقص هنا في هذا المكان، اجتمعت هجرات كثيرة أطلّت من نوافذها البحريّة، رؤوس دلافين في هذا المكان ذبلت مسافات كثيرة، يعرفها سائقو القطارات جيداً في هذا المكان أمطرت سحبٌ كثيرة يعرفُها القرويّون جيداً وقدَم الهيستريا قادت شعاب الذّاكرة في غُلواء الليل ومن هذا المكان رحل الجميع إلى بيوتهم، تاركين ذئاباً صغيرة تحدّق في ديكور الصّالة، حيث الأغاني ما تزال، سكرانةً، تدخّن سيجارة الغياب.