فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفحات مجهولة من سفر النضال الوطني
مذكرات أول رئيس تحرير ل «الجمهورية»
نشر في الجمهورية يوم 15 - 12 - 2007


- استعادة أموال الدولة والحد من العبث بأراضيها
- الاختلاف مع المصريين والعودة إلى السجون
الحلقة11
مسيرة نضال كتاب وثائقي سلط من خلاله الكاتب، والإعلامي محمد حمود الصرحي على صفحات مجهولة من سفر النضال الوطني في سبيل مقارعة البطش والجبروت ونيل الحرية وقيام الثورة والدفاع عن نظامها الجمهوري، لقد حرص المؤلف على تضمين الكتاب مشاهد واقعية للظلم والقهر والاضطهاد الذي عاشه شعبنا إبان الحكم الإمامي البائد وما تعرض له الأحرار قبل الثورة من المآسي والآلام وأبرز الكاتب دور الطلاب في مسيرة النضال الوطني من خلال الأحداث التي عاشها وسرد ذكرياته مع زملاء دربه السياسي.. إلى جانب رصد دقيق للحظات ما قبل انبلاج ثورة سبتمبر وما أعقبها من أحداث ودور الإعلام وإذاعة صنعاء وصحيفة الجمهورية على وجه الخصوص في حشد التأييد الشعبي لمناصرة الثورة وتشكيل لجان المقاومة للدفاع عنها حيث كلف الصرحي بعد الثورة بتحمل مسئولية الإعلام في تعز كما أصبح أول رئيس تحرير لصحيفة الجمهورية وفيما بعد تقلد الأستاذ محمد الصرحي العديد من المسئوليات في الحكومات المتعاقبة آخرها نائباً لوزير شئون الرئاسة ومجلس الشورى في حكومة المهندس عبدالله الكرشمي.
عبد الناصر يزج بالنعمان والإرياني أحد سجون القاهرة
بداية الاختلاف والتوتر مع الإخوة المصريي
بدأت الغيوم تتلبد في الجو العام للبلد ما بين الإخوة المصريين والإخوة اليمنيين وكان الرئيس السلال رحمه الله يمثل الجانب الذي يحبذ السير في ركاب المصريين وأغلب ما أظنه أنه كان ينظر إلى الوقت الذي تندلع فيه الحرب في كل سهل وجبل وينظر إلى الجيش والقوة اليمنية الموجودة في الساحة والتي لا يمكن التعويل عليها في ضبط الأمور وربطها وبالتالي الوزن المالي الذي هو عصب الحياة وهو غير متوفر للبلد في ذلك الوقت ومعنى ذلك أننا بحاجة إلى رجال يلعبون في ميدان المعركة، والمصريون هم الموجودون وبحاجة إلى مال ... والمال لن يكون إلا عن طريق المصريين ولو أنهم احتوشوا المال من هنا وهناك ولاسيما والجانب الآخر كان يتلقى المال ذهباً أو قل كان يُدر عليه سيولاً من الذهب وهنا توسعت الهوة بين أولئك وأولاء وكثر البعاد وعُمل على تجميد ما قد جاء في الكثير من المؤتمرات.
ودُعي الرئيس السلال إلى مصر وهناك استمر بقاؤه مدة لا بأس بها وناب عنه في الاحتكاك الإخوة المصريون الموجودون في اليمن بحيث لم يتركوا فرصة لهؤلاء الرجال اليمنيين الموجودين في الداخل الذين همهم الإصلاح واستمر العراك والأخذ والرد والجذب والشد ولكن بلا طائل وهنا وفي هذا الخضم من المشاكل والأتون من المحن يصل الرئيس السلال من القاهرة سنة 1966م ويبدأ فصلاً جديداً من المسرحية البشعة التي أتت على الأخضر واليابس فقد زج بالكثير من الأحرار في السجون وحوكم بعضهم محاكمة صورية ملفقة ليس فيها أي شيء من العدل وأذكر ان الأخ العميد / محمد الرعيني رحمه الله كان في الوقت الذي يحقق معه في (الأمن الوطني) الذي كان مقره في بيت الرئيس العراقي جمال جميل الكائن جنوب وزارة الخارجية كانت المصفحات والمدرعات قد تراصت بصورة فظيعة من ميدان العلفي إلى ميدان التحرير وسدت الشوارع ولم تبق منفذاً للدخول أو الخروج لأي شارع ..
واتهم الأخ الرعيني وهو المناضل الوطني المعروف بالخيانة ومثله هادي عيسى ومثله الرياشي وغيرهم كثير، وعُذبوا تعذيباً شديداً وبالأخير تم إعدامهم في ميدان التحرير والواقع أنهم كانوا قد أماتوهم قبل ذلك تعذيباً لا مثيل له ولم يبق معهم إلا النفس.
وقد خُربت أيضاً ديارهم ونكل بأهلهم أما القاضي عبدالرحمن الإرياني والأستاذ أحمد محمد نعمان فقد توجهوا إلى القاهرة ليتفاهموا مع الرئيس عبدالناصر ولكنهم كانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار فقد زج بهم في السجن وقاسوا من الآلام والمتاعب ما لا يعلم به إلا الله أما رئيس الحكومة والحكومة بكل وزرائها فقد سجنوا أما مشائخ القبائل الذين أيدوا ركب التصحيح فقد طالتهم يد البطش حيث أخذوا إلى السجون وعذبوا تعذيباً فظيعاً لا يمكن للإنسان أن يتصوره حتى لقد رُوي عن الأستاذ نعمان رحمه الله في هذا المجال أنه كان في زنزانته الانفرادية في القاهرة بمصر وغيره مثله كان يطلب ويترجى أن يسمح له بقضاء الحاجة فلا يعطى إذن لذلك إلا بعد كلام وكلام .. فقال قولته المشهورة (كنا نطالب بحرية القول وإذا بنا الآن نطالب بحرية البول).
ليلة الشؤم السادسة
وبصفتي كنت واحداً من هذا الركب العظيم أساعد في بعض أعماله وأجتمع بأفضل رجاله وأقوم ببعض الخدمات في نواح شتى فقد تناولتني يد الإرهاب حيث كنت قد شعرت بذلك فاختفيت في بيت أحد الجيران كان يسكنه الشيخ عبدالله حزام الصعر لمدة شهر وإذا بي أفاجأ بحشد كبير من الجنود اليمنيين والمصريين وبما أن الليلة كانت مقمرة فقد شاهدت خوذهم تلمع عاكسة لهذا الضوء القمري وأخذتني الدهشة والفزع وقلت في نفسي لقد أخذت على حين غرة ولكني هدأت لأستمع ما يدور بينهم من حديث .. وفي هذا الوقت أتى رلى البيت هذا الذي أسكنه أحد أصحابه وهو الأخ حمود أحمد الصعر أحد جيراني وإذا بصيحات الجند تنبعث من هنا وهناك «أوقف .. أوقف .. ارفع يدك وانبرت له ثلة من الجند وأمسكوه وأحاطوا به ولكنه سألهم ماذا تريدون ..؟!
قالوا : نريدك أنت الصرحي .. فقال لهم : أنا لست الصرحي الصرحي لم يعد موجودًا لقد فر .. هذا بيته يمكنكم أن تفتشوه حيث كان بيتي بجانب هذا البيت الذي كنت أختبيء فيه وفعلاً دخلوا بيتي بعد أن فتحوا بابه وفتشوه ونهبوا كل ما فيه حتى الكتب حتى الصحف التي كنت قد جمعتها أخذوها وبعد خروجهم من البيت كانوا كالمصدقين بأني لم أعد موجوداً وكان في نيتهم أن يرحلوا ولكن أحد الإخوان المصريين وكان مستأجراً غرفة في منزلي دعاهم وقال لهم : من تريدون ..؟!
قالوا : الصرحي .. قال : هو في بيت (الصكر) أي بيت الصعر وأشار إليه ..!!
فانتشروا مرة أخرى في الحارة كلها وكانت ليلة سيئة بالنسبة لجيراني إذ منعوا من المشي والحركة أصلاً ولم يعد أحد قادراً على الخروج من بيته أو الدخول إليه وعادت إليّ وسأوسي : ماذا أفعل ..؟! وكيف أتصرف ..؟! لقد سئمت السجون ويا ليت هذه المرة ينتهي الأمر في السجن ولكن هناك ما هو أفظع وأشد منه.
لم يعد لي مجال ولا أي أمل في أن أجاوز المحل وكانت الساعة قد قاربت من التاسعة والنصف ليلاً لم يعد أمامي إلا أن أسلم نفسي وسمعت مسئولاً يطوف على هؤلاء الجنود ويسألهم هل سلم نفسه ؟! فقالوا : لا .. فقال : من فتح نافذة فأطلقوا عليه النار ومن فتح باباً أطلقوا عليه النار .. وإذا لم يسلم نفسه إلى الصباح فاقتحموا البيت بالقوة .. وأخرجوه منه مرغماً وقد حدثني الأخ/ حمود الصعر الذي سبق ذكره بأن أحد الجيران فتح النافذة وأراد ان يتحدث اليهم فإذا بأحدهم يصيح فيه : أغلق النافذة وإلا سأقطف رأسك (سع السفرجلة) وقد ناديت هذا الآمر وقلت له أنت المسئول عن الجنود ..؟!
فقال : نعم فقلت : من تريدون ؟
قال : الصرحي فقلت : أنا الصرحي سأسلم نفسي ولكن على شرط ألا يتعرض شرفي للأذى وألا أهان فأجابني : أنزل يا أخ محمد في وجهي ، فأنا الذي وصلت لأخذك إلى الحبس في حق مؤتمر خمر هل أهنتك ..؟ هل تعرضت للأذى .. فقلت له : لا .. فقال : إذاً انزل وسلم نفسك ولن ينالك أي أذى.
عند ذلك نزلت وإذا به يصفر بصفارته للجميع وإذا بهم يهبون من بين أعماق الظلام حيث كان القمر قد غاب ومن كل نواحي الحارة .. وكانوا قبل ذلك قد وضعوا مصفحة في جنوب الشارع ومصفحة أخرى في شمال الشارع وسيارة كبيرة تحمل الجنود وقفت بجانب بيت عنقاد الذي يجانب جامع حنضل .. أدخلوني في المصفحة التي كانت في شمال الشارع وتبعتنا المصفحة الأخرى وانطلق الجنود الباقون يركبون على تلك السيارة وسار بنا الركب ولا أدري لماذا هذا كله ؟ ولكنه الرعب والإرهاب..
سار بنا الركب إلى بيت عبدالقادر الخطري الذي كان حينذاك مدير الأمن أو بالأصح «مدير الخوف» ورئيس فرقة المغاوير وهو في جنوب شارع الزبيري كما أذكر وهذا الرجل كان قد وصل إليّ حين كنت في إدارة الصحافة في تعز وعرض عليّ كتيب من تأليفه كما قال وقد نسيت اسمه ورجا مني ان أقوم بطبعه وأن نقتسم ثمنه معاً وحدثته أني سأطالعه وما إذا وجدته مفيداً فسأطبعه ويبيعه لنفسه ويتقاضى ثمنه هو وحده .. وفعلاً طالعته فوجدته دعاية ضد العهد البائد فطبعته وسلمته له كاملاً غير نسختين أو ثلاث فيما لو أردنا نشر البعض منه.
وأنا في بابه تذكرت هذا وقلت في نفسي : لعله يذكر ذلك فيرفق بي لأنه كان في وقته هو ومحمد الهنومي الحاكمين بأمرهم ولكنه لم يقابلني ..!! وأمرهم بأن يوصلوني إلى (ضابط عظيم) وهو المناوب في الداخلية تلك الليلة وهناك وجدت الأخ العميد/ محمد زايد .. وأشهد لقد رأيت الامتعاض والألم والتأثر في وجهه وقد عمل عملاً عظيماً حين أرسلني إلى حبس الداخلية وكان قاصداً لذلك حينما أخبرني فيما بعد لأنه لو أرسلني إلى الرادع لكان ما كان مما لايتصور من التعذيب ولا يعقل وفي حبس الداخلية وهو حبس خارج الجهة الغربية فيما يعرف الآن بكلية القيادة والأركان وهناك قيدوني وسكنت بغرفة قذرة تنبعث منها رائحة البول والأوساخ والجيف.
العمل على نقض حكم بقطع يد متهم بسرقة
وكان بجانبي رجل شائب من لواء الحديدة مدينة «القطيع» أتهم بالسرقة وعشت مع هذا الرجل وجرت بيننا الألفة وسار يشكي لي حاله وحال عياله وأسرته وأنه المتهم المظلوم ولم يسرق وإنما لفقت له هذه التهمة لغرض في نفس يعقوب وكان يحلف لي على ذلك الأيمان الغلاظ ولم أستغرب لأنني أعيش في نفس المستوى محبوساً بلا ذنب وتهم ملفقة وكذب محض وافتراء لا سند له وقد أخذتني فكرة المراجعة للحكم الذي صدر عليه أخيراً وكان قد قضى عليه بقطع يده وفكرت في أن أطلع على هذا الحكم وأعمل على نقضه إذا وجدت سبباً لذلك ولم استكمل نفسي وإنما تسللت خفية حتى لا يراني أحد لأني كنت أعمل على التخفي عن عيون الناس حتى لا يذكرني أحد ريثما تمر العاصفة إلى الأخ محمد بن يحيى الذاري وكان عضواً في الهيئة الشرعية في العهد البائد ومحبوساً في نفس الحبس ومعنى هذا أن عنده قدرة على الإطلاع على الأحكام والتأثير فيها وفعلاً قابلته في غرفته وعرضت عليه فيما إذا كان في الإمكان أن نشترك في مطالعة هذا الحكم وأن نعمل شيئاً إذا قدرنا ولكنه لم يساعد وبشدة بعد الرجاء والرجاء فعدت إلى غرفتي وأطلعت على الحكم لحالي ..ووجدت فيه ثغرة وركزت في النقض على أساس الثغرة هذه .. وأرسل الحكم وجاء بعد حين منقوضاً وعلى الغريم المراجعة .. ثم نقلونا من هذا السجن إلى سجن القلعة وفي طريقنا إليه فر هذا الرجل وبقيت أنا في القلعة أرسف بقيدي.
سجن القلعة والأعين المزورَّة
وفي نفس القلعة حاولت التخفي كما كنت أفعل في سجن الداخلية وكان في القلعة سجناء كثر ممكن كانوا يوصمون بالرجعية سواء أساءوا أو لم يسيئوا وكانوا بلا قيود وخوفاً من التشفي الذي كان يظهر أثره في عيونهم حينما كنت أمر حبست نفسي أكثر من الحبس حتى جاءني سجين في يوم من الأيام وقد شاهدني وأنا أرسف بقيدي وكان هذا السجين هو الأخ الضابط أحمد الخولاني وكان يرتدي طاقية مكتوب في مقدمتها «تعيش الجمهورية» سألني: كم لك هنا يا أستاذ محمد..؟!
قلت له: أكثر من شهر .. فقال لي عدة أيام لم أراك فيها.. أخذ الحديث يتطور فيما بيننا حتى جلسنا مع بعض وأخبرته بأني أتخفى وأني لا أخرج من ألم التشفي وإذا به ينصحني بالشجاعة ويقول لي :لا .. لا تجلس لازم تخرج وأنا «أوريك» كيف أهينهم وكيف أجعلهم هم يتخفون لا أنت.. وخرجت معه إلى «دائري القلعة» نتمشى ورأيت أولئك وإذا به يقف ويتكلم إليهم ويقول: أنتم تعرفون هذا ويشير إلي هذا أحد أبطال الثورة.. وهذا رجل من رجالها أتدرون لماذا هو محبوس لأنه يريد ثورة على الثورة هو يريد ثورة لاتبقي أحداً من الرجعيين وأنتم رجعيه لا تريدون الثورة أنتم الذين تستحقون السجون وتستحقون القيود ولأنهم في موقف ضعيف خافوا وانزووا وانسلوا من أمامنا الواحد تلو الأخر،وبعد ذلك ارتفع رأسي ولم أعد أخاف من أحد.. وقد مات رحمه الله وقد كان برتبة عقيد..
استمرينا في القلعة سنة كاملة وأقسى ماكنا نخافه وماكانت ترتعد منه الفرائص وتخاف منه القلوب هو عندما كان يأتي على فترات بعض الجنود المصريين وفي أيديهم أوراق تحمل أسماء بعض المسجونين فينادونهم ويأخذونهم إلى عذاب الجحيم .. أو الموت.
وجاءت نكبه «1967» التي كانت عاراً وأي عار لحق بالعرب على أيدي اليهود ومن شايعهم من الأمريكيين والانجليز وأوروبا كاملة لأنهم من بعض.
وأحس عبدالناصر بأنه غير قادر على إبقاء الجيش في اليمن لذا فقد أخرج المساجين السياسيين من السجون وكنت واحداً منهم ولكن بشرط قدموه لنا في الأمن الوطني «ألا نشتغل في السياسة..».
وخرجنا من السجن «شم الأنوف» كما قال الزبيري رحمه الله وقد نسيت أن أذكر أن الأخ الضابط الذي جاء إليَّ في سجن مؤتمر خمر والذي جاء إليَّ في هذا السجن الأخير هو الأخ عبد اللطيف المطري وكان من حرس البدر ثم كان من حرس الرئيس السلال، أعني أنهم يصلحون لكل زمان ومكان.
الهنومي وخلافي معه وخوفي منه
وكنت أخشى في كل مدة سجني الأخير أن يذكرني «الهنومي» فقد كان وزيراً للداخلية وكان رئيساً للمحكمة التي حاكمت الأخ محمد الرعيني.. والرأس المنفذ لكل شر في تلك الآونة مع عبدالقادر «الخطري» العضو الثاني في المحكمة وكنت أخاف أن يذكرني لأنه كان قد سبق وأن اختلفت معه من أجل المدارس الفنية الثلاث التي قام ببنائها الاتحاد السوفيتي والتي كانت واحدة منها في صنعاء وهي الموجودة الآن بجانب مستشفى الثورة وخصصت واحدة للحديدة وواحدة لتعز عندما كنت نائباً لوزير التربية والتعليم وكان هو وزيراً للأشغال..
وكان هو قد عمل ضجة عند المسؤلين بأنه لاينبغي أن تبنى مدرسة صنعاء في صنعاء الآن وأن الأصوب أن تنقل إلى الحديدة وتبنى فيها بحجة حالة الحرب والضرب الكائن على صنعاء من الملكية وأنها قد تدمر ونخسر هده المعونة كما كان يقول..
وبما أني قد أصريت على بناء حصة صنعاء فقد اشتد الخلاف بينما أريد وبينما يريد هو وشكلت لجنة برئاسة عبداللطيف ضيف الله العميد الآن والتقينا.. ولا أذكر أعضاءها الآخرين.. وقد طرح حجته.. التي سبق ذكرها وطرحت حجتي وقلت فيماقلت:
«إن مسألة المدارس وما المدارس هي من شأن وزارة التربية والتعليم لها صلة إيجاد مدرسة هنا أو هناك لايخصها إلا هي وإن الأشغال ليس لها صلة بالموضوع ومهمتها أن تقوم بالبناء لو احتاجت التربية منها ذلك.. وفعلاً أيد الأخ عبداللطيف رأيي وأنفرط اجتماعنا وبقي في نفسه ألم دفين كنت ألاحظه عندما نلتقي في عينيه.
زيارة الرئيس السلال بعد خروجي من السجن
وبما أن الحديث ذو شجون والشيء بالشيء يذكر فقد تذكرت أنه بعد أن خرجت من سجن القلعة زارني الشيخ عبدالله بن حسن الدعيس ابن فيلسوف ثورة «48» كما يلقبه الأحرار ونصحني بأن نقوم بزيارة الرئيس السلال فأشعرته بعدم إرادتي لذلك وأنه لم يعد بي رغبة للاتصال بأحد كائناً من كان وسأعمل من الآن على الابتعاد عن كل الناس.
ولكنه أصر عليَّ محتجاً بأن ذلك ربما سيكون سبباً لأخذي مرةً أخرى إلى السجون مالو حدثت أحداث وجدت ظروف فاستمعت لنصحه وذهبت معه لمقابلة الرئيس السلال وعند وصولنا إلى بابه وجدناه قد ركب سيارته وأخذ مجلسه فيها وكان في تلك الآونة في حراسة الجنود المصريين ولكنه والحق يقال بمجرد أن رآنا خرج من سيارته وتقدمنا نحوه وتعانقت معه واحتضنني واحتضنته وقال المقولة المشهورة «ولا شر» وقلت: إلا على من عمله..أجاب: لم آمر أنا بحبسك وإنما هو الهنومي كما فعل بغيرك فعرضت عليه جواب مراجعه من بعض الإخوان إلى هذا الهنومي.. فحواه «هو في حبس الرئيس» أي أني محبوس بأمر الرئيس السلال.. وما أن رآه حتى عقب على ذلك بقوله «قبحه الله...» ثم قال «مش» وقت العتاب ادخل وركب السيارة وركبت بجانبه وتوجهنا إلى القصر الجمهوري.
وما إن جلس في مكتبه قليلاً حتى وصل بعض مشائخ القبائل سنان أبو لحوم والأخ أحمد علي المطري رحمه الله وآخرون لم أعد أتذكرهم وبدأوا في الحديث معه ثم توترت الأمور فيما بينهم وإذا بهم ينطلقون من لديه بأسلحتهم ويتمترسون وراء بعض الجدران وإذا بحرسه أيضاً يأخذون استعدادهم فوق المدرعات والمصفحات الموجودة وكادت الأمور أن تنفجر لكن المشير السلال انسل من باب آخر للقصر وهدأت بعد ذلك الحالة.. وأنا نفسي فررت خارجاً من القصر وبعد يومين أو ثلاثة أيام كما أذكر وجدت الضابط البهلولي الذي كان المعول عليه في حرسه وإذا به يستدعيني ويقول: الرئيس يريدك وقد تكلم عنك مرتين وكلفني إذا وجدتك أن أدعوك إليه فمشيت معه إلى بيت الرئيس وقد استقبلني ضاحكاً وقال: أين سرت؟! فقلت: وأنت أين سرت كل واحد منا فر بجلده..أنت رحلت وأنا رحلت..ثم استدعاني لتناول الغداء عنده في ذلك اليوم رحمه الله.
وفي هذه المرحلة صدرت الأوامر من رئاسة مجلس الوزراء بتشكيل لجنة مسح الأراضي وتكريسها وتعينت رئيساً للجنة وتشكل أعضاءها من الأخ الحاج عبدالله الجائفي والأخ المهندس عبدالله الشرفي رحمه الله والأخ علي مطهر الرضي رحمه الله والأخ عبدالله هاشم الكبسي وقد سارت اللجنة في عملها سيراً جيداً وحققت بعض المكاسب للدولة تقدر بخمسين ألف لبنة سلمت إلى مسئولي البلدية وعليها توقيعاتهم كما تنص على ذلك المذكرة المرفوعة من رئيس اللجنة العليا برئاسة الوزراء إلى الأخ عضو المجلس الجمهوري ورئيس الوزراء حين ذاك القاضي عبدالله الحجري برقم 120 وتاريخ 28 محرم 1393ه والموافق 4/3/1973م والتي شرح فيها ماقد اتخذ من إجراءات حول الأراضي التي تستحقها الدولة وما أعترض ذلك من معوقات كما عرض فيها مسألة محامي البلدية الأخ أحمد السكري ومايستحقه من الأجر مقابل أتعابه وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهورية العربية اليمنية الرقم: «130»
رئاسة الوزراء التاريخ: 4/3/1973م
اللجنة العليا للمتابعة المالية والاقتصادية الموافق: 21/1/1393ه
دولة عضو المجلس الجمهوري ورئيس الوزراء
حياكم الله تحية طيبة،،،
لأمركم الصادر إلى اللجنة العليا على مراجعة محامي البلدية أحمد السكري مع البلدية وطلبكم الإيضاح وهي تتلخص فيما يلي تقدم المحامي بشكوى إلى رئاسة الوزراء طلب إنصافه بما يستحقه حسب اتفاقية مع البلدية مقابل الأراضي من المراهق والمرافق التي استخلصها للبلدية، ثانياً: أحيلت القضية على اللجنة العليا للدراسة ورفع النتيجة، ثالثاً: بعد الاطلاع على مارفع به المحامي وعلى الوثائق المسلمة منه إلى اللجنة العليا تبين: صحة تسلم عدد كبير من الأراضي تقدر بنحو خمسين ألف لبنة إلى مسئولي البلدية وعليها توقيعاتهم كما ظهر من خلال الاطلاع على الاتفاقيات وموافقة البلدية على إعطائه 5% مقابل أتعابه والنفقات القضائية التي يصرفها أثناء الترافع وقد أخذ بعضها فعلاً ويفيد أنه حصل على وعد شفوي من الأخ محسن العيني بأنه سيعطيه 10% مقابل ماسيحققه للدولة رابعاً: بموجب الأمر الصادر من رئاسة الوزراء إلى اللجنة العليا برقم «4531» وتاريخ 2/5/1972م، المتضمن إعطاء اللجنة الصلاحية في اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من العبث واستعادة أموال الدولة.
قامت اللجنة العليا بالاتفاق مع رئيس مصلحة البلدية والأخ عبدالرحمن حميد مدير مكتب، رئيس الوزراء السابق، وإطلاع رئيس الوزراء الأخ محسن العيني بما يلي:
أولاً: أ تشكيل لجنة لمسح وتكريس أراضي الدولة مكونة من البلدية وتحت إشراف مندوبين من اللجنة العليا.
ب مهمة اللجنة المسح والتكريس والتوزيع للنسب حسب الاتفاقيات مع المواطنين في المرافق العامة.
ج المرافق الخاصة تكريس خاص للدولة.
د على اللجنة تقديم محاضر أعمال المسح تحت توقيع الجميع من أصل يحفظ في اللجنة العليا وصورة للبلدية وصورة للمحامي.
ه تقرر أن يكون العمل على مرحلتين.
أولاً: المسح العام
ثانياً: فرز وتوزيع النسب فيما فيه اتفاقيات مع المواطنين.
و تقرر بدء العمل في المنطقة الشرقية، وتوصلت اللجنة المذكورة لتكريس مساحة قدرها بالمتر المربع سبعة ملايين وتسعمائة وإحدى عشر ألف ومائتين وأربعة وثمانين متراً «284.911.7» بعد نزع حمى المواضع الزراعية.... وقد تم مسح كثير من المراهق الخاصة وتم فرز وتسليم النسب للبعض والآخرون يطالبون بإكمال العمل.
سادساً: بعد انتهاء المسح العام في المنطقة الشرقية قامت اللجنة المذكورة بالمسح والتكريس في المنطقة الغربية مع مهندس المنطقة المختص وعملت لمدة عشرة أيام تم فيها تكريس مساحة قدرها بالمتر المربع خمسمائة وثمانية وأربعون ألف وأربعمائة وستة وعشرون متراً «426.548» كما بدء العمل في المنطقة الجنوبية ولسبب تغيبي في عدن وانشغالي بمعاملة التعيين ثم عدم استقرار اللجنة العليا بمسئول واحد بعد حضور الأخ يحيى العرشي، ثم تغيبه توقف العمل والسكري يستحق النسبة المتفق عليها 5% من جميع القضايا التي دخل من أجلها في نزاع مع الأهالي حتى توصل معهم إلى اتفاق أو أحكام لصالح البلدية ورأينا:
أولاً: ضرورة استمرار عمل المسح وتمييز ماتستحقه البلدية والأهالي والمحامي.
ثانياً: تكريس هذه الأراضي فقيمة مايصبح ملكاً للبلدية في ضواحي صنعاء يقدر بمائة مليون ريال والتكريس يجنبها الضياع والعبث والسرقات، وإذا أنفقت الحكومة مائة ألف ريال «000.100» لإصلاح هذا العمل فهي ناجحة كل النجاح أو مليون ريال ولكنه لم يكلفها أكثر من أربعين إلى خمسين ألف ريال.
والله يرعاكم والسلام عليكم،،،
أخوكم عبدالملك الطيب
وقد رد رئيس الوزراء بما يلي:
حياكم الله تعاونوا مع الأخ وزير الأشغال والبلدية على استكمال المسح والتكريس وقوموا ما يستحق المحامي وما قد صرف له يحسب من ذلك.
والسلام عليكم
2-4-1973م
عضو المجلس الجمهوري ورئيس الوزراء
عبدالله الحجري
ثم استمرينا في متابعة المسح والتكريس للأراضي وكنتيجة لهذا الاستمرار تحصلنا للدولة أيضاً مساحة وقدرها بالمتر المربع سبعة ملايين وتسعمائة وإحدى عشر ألفاً ومائتين وأربعة وثمانين متراً 284.911.7 بعد نزع حماء المواضع الزراعية كما تحكي تلك المذكرة المذكورة التي عليها جواب رئيس الوزراء وبالرغم من أن البلدية برئاسة- عبدالله الصعدي وزير الأشغال حين ذاك كانت شريكاً في العمل وطرفاً فيه إلا إنها لم تتجاوب التجاوب الكامل والنافع والمفيد وراوغتناكثيراً وماطلتنا في كل ما نطلبه منها.. وتخلف مندوبها في أكثر من اجتماع الأمر الذي جعلنا نرفع هذه المذكرة إليه وإلى الأخ رئيس اللجنة العليا المالية والاقتصادية الأخ المناضل والزميل- عبدالملك الطيب وهذا نصها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الرقم: «157»
19-11-1973م
الأخ وزير الأشغال
الأخ- رئيس اللجنة العليا المالية والاقتصادية
بعد التحية.......
نقولها بصراحة ووضوح إن لا يمكن لعملية مسح الأراضي وتكريسها أن تنجح أو حتى يتحقق فيها شيء من النجاح ومسئولوا البلدية لا يريدون ذلك أصلاً، الأمر الذي يجعلهم دائماً ومنذ أن بدأنا العمل وحتى الآن يختلقون الأعذار لعدم حضورهم في أوقات العمل ويضعون العقبات أمام كل فكرة تتخذ في سبيل استمراره، والأيام تمر يوماً بعد يوم والأسابيع والأشهر كذلك ونحن في تعقيبات ومذكرات وتلفنات ومقابلات شخصية أكثر من مرة وأكثر من يوم ولأكثر من مسئول فيهم وجدال ونقاش وأخذ ورد كل ذلك بلا التزام أو تنفيذ حتى بكلمة واحدة أو لحرف واحد مما يقولون وقد وجدنا أنفسنا في متاهة موحشة مع هؤلاء الناس، فبينما نحن نريد أن نساعدهم ونتعاون معهم في مسح وتكريس أراضي الدولة التابعة لهم والتي حفظها وتكريسها واجب عليهم هم أولاً وقبل أي إنسان آخر، وبينما كنا نظن أنهم هم الذي سيتابعوننا وسيهتمون باللقاء بنا والتعاون معنا وسيظهرون حماساً أكثر ونشاطاً أوفر إذا بهم هم الذين يعرقلون سير العمل ويحطمونه بل وفي الأخير أنهوهُ، ونحن الآن وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من المراوغة والكذب والتدليس والتجربة المريرة معهم على قناعة تامة بأنه لا جدوى ولا فائدة ولا أمل من أي عمل ينفذ في هذا الموضوع بالاشتراك مع مثل هؤلاء المسئولين، ويمكن القول بحق وصدق واقتناع بأن ما يراد من وراء هذا كله هو أن تبقى الأمور كما هي عليه أراضٍ وبيوت تنهب وأخذ وسلب وضياع لأموال الدولة بشكل ما له مثيل ولا من رقيب ولا حسيب ولا سجل ولا قيد ولا شاهد أو مشهود.
البلدية هي صاحبة الشأن والسلطان والقول قولها ولا لأحد أن يعترضها في ممتلكاتها، وقلوبنا- أعضاء لجنة المسح - من لحم ودم ولا يمكن لها بعد الآن أن تتحمل أكثر مما قد تحملت من تعب وصبر ومعاناة وهوان، «فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها»، لذلك كله رفعنا هذا إليكم لا تهرباً من المسئولية وإنما وفاء بحق المسئولية، ولدينا ملف سجلنا فيه كل كلامنا معهم بتواريخها وأرقامها وفي أمكانكم أن تطلعوا عليه إذا أردتم ذلك.
وشكراً
أعضاء لجنة مسح الأراضي وتكريسها
مندوب الأوقاف عبدالله الواسعي
مندوب الأشغال عبدالله الشرفي
مندوب الأملاك محمد العرشي
عضو اللجنة العليا علي مطهر الرضي
عضو اللجنة ورئيسها محمد حمود الصرح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.