العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    كيف طوّر الحوثيون تكتيكاتهم القتالية في البحر الأحمر.. تقرير مصري يكشف خفايا وأسرار العمليات الحوثية ضد السفن    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمدعبد الواسع الاصبحي 00يتذ كر
الحلقة20
نشر في الجمهورية يوم 14 - 01 - 2008

«الجمهورية» تعيد نشر هذه المذكرات لرجل ساهم بقسط وافر في خدمة الوطن واستذكر ملامح وشواهد من التاريخ المعاصر لليمن والظروف المحيطة بتلك المرحلة وهي مذكرات أحق أن يقرأها هذا الجيل الذي لا يعلم حجم تلك التضحيات وطبيعة الظروف فضلاً عن اتسامها بالأسلوب الأدبي الشيق في رواية الأحداث والأسماء
لقد كتب الأستاذ المرحوم- محمد عبدالواسع الأصبحي، عن الآخرين في مذكراته أكثر مما كتب عن نفسه، فأبرز رجالاً كان حظهم من البروز أقل مما هم به جديرون، ونوه برجالٍ لا يكادُ أكثر الناس يعرفون عنهم شيئاً.. ومن العدل أن نقرر بأن لكل من يكتبون «المذكراتِ» أو «السيرة الذاتية» الحق في أن يتحدثوا بضمير المتكلم، وإلا لما سميت هذه المؤلفات بالمذكرات ولا بالسير الذاتية، ولكن الميزان في هذا المجال دقيق وحساسٌ، فإذا اختل التوازن هنا، ثقلت كفة «الأنا» أو «الذات» ثقلاً تصبح معه عبئاً باهظاً على التاريخ وعلى القارئ.. وبمقابل ذلك تخف كفة «الهو» أو «الغير» خفة مجحفة بحق التاريخ وبحق القارئ في المعرفة الصحيحة.
ولقد أمسك الأستاذ محمد بالميزان، إمساك الصادق الأمين، الذي تهمهُ أولاً وقبل كل شيء الحقيقة الصادقة، والمصلحة الوطنية، وحق القارئ في الاطلاع على حقائق التاريخ المجردة من عبث الأغراض وتسلط الأهواء، وهذه درجة رفيعة لا يصل إليها إلا القليلون من الخائضين في هذا الميدان من ميادين الكتابة التي تتطلب قدراً عظيماً من النزاهة والإحساس بالآخرين.. وسيجد القارئ الكريم، ما يكفي من الأمثلة التي تبرهن على هذه السوية الرفيعة التي وصل إليها كاتب هذه المذكرات.
كما أن القارئ سيقف أمام بعض الحقائق الإقليمية التي تشمل البحر الأحمر وخاصة في شطره الجنوبي وما جرى على ساحله الشرقي في اليمن وساحله الغربي الذي تقع عليه بعض دول ومناطق شرق أفريقية وما كان يدور في شرق أفريقية من الصراع الاستعماري الذي أدى إلى نشوء دول واختفاء أخرى وهو لا تزال رحاه تدور أمام أعيننا إلى هذا اليوم.. ولن يسع القارئ إلا أن يشعر بالإعجاب إلى حد الدهشة، لما أبرزه الأستاذ محمد عبدالواسع الأصبحي، من أخبار اليمنيين في تغريبتهم الحديثة التي بلغوا بها أصقاع الأرض، وما قابلوه من أهوال تتضعضع أمامها الجبال، ولكنهم قابلوا كل ذلك بصبر عظيم، وجلدٍ لا يذل ولا يهون، وبقدرة على التكيف مع عالم غريب ينكرهم وينكرونه، وينفيهم فيقتحمونه، مما ينبئ عن معدن صلب عريق لهذا الشعب الذي أنجب هؤلاء الرجال، ويبشره بمستقبل زاهر مجيد رغم كل ما يحيط به من مكر الأعداء وقسوة الظروف.. ولو كان لي أن أوجه نداء لهتفت.. نداء.. نداء..: أيها اليمنيون اقرأوا مذكرات المناضل الحر الأستاذ «الخال» محمد عبدالواسع حميد الأصبحي المعافري الحميري اليمني، من هذه المنطلقات، وستجدون فيها طاقة خلاقة قوية، تدفع بالمسيرة إلى الأمام بثقة ماضية وجباه عالية.
الطبيبة الفرنسية كلودي فايين
عندما كنت أعمل بحاراً كنت كثيراً ما أمر على طنجة والدار البيضاً في المغرب العربي، حيث كان لي صديق قديم هناك اسمه «أحمد المغربي» لديه مكتبة في شارع ابن خلدون في طنجة.
اقتنيت منه ذات يوم كتاباً للأستاذ الكبير خالد محمد خالد، لأول مرة أقرأه، كان ذلك في عام 1953م، وعنوان الكتاب «من هنا نبدأ».
وقد قرأت فيما قرأت فيه هذه العبارة «صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية طبيبة فرنسية كانت تعمل في اليمن.. بأن الشعب اليمني مهدد بالانقراض حيث بلغت نسبة الوفيات من هذا الشعب 95% من الأطفال».
وفي نهاية عام 1954م يممت صوب باريس من مرسيليا لكي التقي بالأخ أحمد حسين الوجيه - رحمة الله عليه - ومعه ناصر علي عثمان - صديقي القديم - وبالمصادفة التقيت أيضاً الأستاذ محسن العيني، وكان شعلة، من النشاط، والحرية.. لذلك أحببته، ومازلت، وكان معه يحيى حمود جغمان، ومحمد الرعدي الرجل الطيب جداً.
وقبل أن أعود إلى مرسيليا - التي كنت أنزل فيها.. لأن عملي كان في البواخر، والبواخر طبعاً في الموانىء - وجدت الكتاب الذي تحدث عنه خالد محمد خالد في كتابه الآنف الذكر - رغم أنه لم يذكر اسم الكتاب فقد اكتفى بذكر تصريح الطبيبة الفرنسية - وكان هذا الكتاب الذي وجدته يحمل اسم «كنت طبيبة في اليمن» للطبيبة الفرنسية «كلودي فايين». وبعد أشهر ربما.. أخذه الأستاذ محسن العيني. وما أروع تلك الطبيبة فقد أهدته ذلك الكتاب مع الترجمة وكل شيء، خدمة لليمن واليمنيين، وخدمة للأستاذ محسن العيني.
عكفت أقرأ هذا الكتاب حتى انتهيت منه، وكان قد ترجم وقرأه معظم القراء الذين لم يعرفوا اليمن، ولا سيما من الأوروبيين لأن اليمن كانت مجهولة، أو متجاهلة من قبل الكثيرين، ولم يكن لها من ذكر سوى «كافية مُخا» بمعنى «البن اليمني» لأنها عاشت في عزلة عدة قرون.
مرّ زمن.. وفي عام 1970م بُلغ القاضي عبدالرحمن الإرياني- رعاه الله- بأن الطبيبة الفرنسية «كلودي فايين» سوف تصل إلى اليمن مع صديق لها فرنسي، سوري الأصل، واسمه كما أتذكر «جوزيف شلحود»، فكلفت بأن أقابلهما في مطار تعز.. ولأول مرة يفتح المطار الجديد آنذاك. التقيت بهما، وأنزلتهما في فندق الأخوة المطل على المدينة وبالمصادفة التقاهما الأستاذ محمد حسين الشرفي. وبعد يومين غادرنا بسيارتي، وسيارة أخرى حول بها القاضي عبدالرحمن الإرياني لإيصالهما إلى صنعاء، وقد مررت بهما إلى الجند وجبلة وإب وذمار التي كانت قد عاشت فيها قرابة ستة أشهر في عام 1950م ثم وصلنا إلى صنعاء، وهناك اتصلت بالقاضي عبدالرحمن الإرياني، وأخبرته بأن الطبيبة الفرنسية «كلودي فايين» تريد أن تقابله، فضرب لنا موعداً في اليوم الثاني مباشرة. لأنه كان يجلها- رعاه الله- فذهبنا معاً وكنت أقوم بالترجمة.
وأول شيء سألت القاضي عبدالرحمن، واستفسرته عنه، وهي دامعة العينين هو سبب تهديم سور صنعاء.. فكانت تتحدث، وتغرز أظافرها فوق صدرها قائلة: «مسيو كادي»، أي سيدي القاضي لماذا تهدمون هذا السور؟ لماذا؟. هذه آثاركم وتاريخكم، هذا يعني أن صنعاء كانت محصورة أو محمية بهذا السور، وأنها كانت تحاصر أحياناً من قبل القبائل المتوحشة.. لماذا؟ وبكت.
حقيقة أنا لم أجد أي أحد سواء كان يمنياً أو عربياً أو مسلماً أو أوربياً.. يبكي كما بكت تلك المرأة الطبيبة الفرنسية «كلودي فايين» على تهديم أسوار صنعاء.
لذلك فقد أمر القاضي عبدالرحمن الإرياني في تلك الساعة بأن يمنع منعاً باتاً تحطيم أو تهديم أي جزء من أجزاء صنعاء أو البناء فيه، ثم أثنى عليها القاضي عبدالرحمن وعلى كتابها الرائع قائلاً لها: «لقد خدمت اليمن خدمة رائعة بكتابتك عنها، إن ما ورد في هذا الكتاب جعل أوروبا تعرف عن اليمن الشيء الكثير. فهذا جهد مشكور منك، ونحن نعتبرك جزءاً من اليمن».
وإذا بهذه الإنسانة تقول: «لا. لا. أنا لم أخدم اليمن ولم أوفها حقها.. اليمن أيقظتني، فقد كان السبب في عودتي للحياة وهنا عرفت الحياة على حقيقتها حلوها ومرها، وقد نسيت كل شيء. فقد جئت اليمن لانتحر، لاموت.. ولكن اليمن أحيتني، أيقظتني وأعادتني إلى الحياة من جديد. لذلك فأنا عندما أتحدث عن اليمن أو أتكلم عن هذا الشعب الطيب، فإنني أوفيه بعض حقه فقط. هذا جانب والجانب الثاني: إنني يا سيادة القاضي جئت إليكم، وأود أن أقعد بينكم؛ ولدي الآن عشرون ألف دولار لكي نؤسس بها متحفاً لليمن هنا في صنعاء، فاليمن كلها متاحف».
ياسلام..ويالروعة، وعظمة هذه المرأة!!
فقال لها القاضي عبدالرحمن: وأين تختارين موقع هذا المتحف؟!
قالت: أنا أختار ذلك المنزل ذا الطوابق الأربعة أو الخمسة الذي كان للأمير عبدالله بن الحسن، غربي البنك اليمني للإنشاء والتعمير، موقع المتحف حالياً فهي التي اختارت هذا الموقع بنفسها.
وأضافت قائلة:« ثم إني سأقوم بحملة في الجمعيات الخيرية للآثار في فرنسا، وأجمع مايمكن جمعه من النقود، لكي ننظم هذا المتحف».
ثالثاً: أنني أريد أن أقيم هنا بينكم، وأريد أن أحصل على مسكن وقد اختارت منزلاً مكوناً من طابقين من الحجر في بستان السلطان فأمر لها القاضي عبدالرحمن بذلك المنزل.
ورغم جهودها في إعداد وتنظيم المتحف إلا أنها عادت إلى مزاولة عملها الأساسي كطبيبة أطفال، وقالت: أنا سوف أعمل، وقد قرر لها القاضي عبدالرحمن مرتباً شهرياً مبلغ «2000» ألفي ريال وكان هذا المبلغ كبيراً آنذاك، وهو مايساوي «2000 2500» دولار فقالت: كم يتقاضى الطبيب اليمني في الشهر؟
فقيل لها: حوالي «600» ريال شهرياً.
فقالت: أنا لا أريد سوى «600» ريال كغيري من الأطباء اليمنيين لأنني اعتبر نفسي يمنية.
وكانت تتنقل في عدة مناطق، فذهبت إلى صعدة، وإلى الجنوب، وإلى مناطق أخرى كثيرة في عموم اليمن، ولكنها كانت تعود إلى مقرها الدائم في صنعاء، وكانت قد حولت إحدى غرف منزلها في بستان السلطان إلى شبه متحف، جمعت فيها كثيراً من المنتجات والمصنوعات اليدوية اليمنية واشترت البرد اليمنية «الملاحف» من بيت الفقيه، وكذا أنواعاً من المصنوعات الفخارية من حيس، وغيرها من المصنوعات التقليدية اليدوية.
وكذلك الحال بالنسبة لها في فرنسا في المتحف الفرنسي حيث خصص لها غرفة في المتحف وقامت بنقل كل ماجمعته من اليمن من منزلها هناك.
وسميت تلك الغرفة «متحف اليمن» وقد خسرت على ذلك كثيراً هذا كما قيل لي عنه، ولم أزره.
لذلك أقول إن هذه الإنسانة هي المؤسسة الأولى للمتحف الوطني بصنعاء، هذا جانب وجانب آخر: أن هناك من الفرنسيين آخرين قدموا إلى اليمن قبل الثورة، وقدموا خدمات جليلة لليمن ولليمنيين
الدكتورة فيالارد
الأولى: هي الدكتورة «فيالارد» صاحبة الكشافة «الأشعة» كانت رئيسة البعثة الطبية الفرنسية التي قدمت إلى اليمن في الخمسينيات ومازالت تعيش بيننا إلى الآن، هي المسؤولة الأولى عن الكشافة في المستشفى الجمهوري بتعز..وكانت عندما ينقصها قطع غيار لأجهزة الكشافة تطير إلى جيبوتي فيعطيها الفرنسيون هناك ماتحتاجه من قطع الغيار وأحياناً بل وغالباً ماكانت تذهب إلى فرنسا، وتجمع من الحكومة أو من الجمعيات الخيرية ماتشتري به قطع الغيار اللازمة، وتعود.
فمنذ عام 1957م وحتى الآن وهي تعيش بيننا، لا أدري كم عمرها الآن، وهي تحب اليمن، وتعتبر نفسها يمنية أكثر من أنها فرنسية.. رغم أنها لاتتكلم العربية.
السيد أندريه
الثالث: هو السيد «أندريه» وهو من أسرة فرنسية كبيرة وعريقة جاء من ضمن البعثة الطبية الفرنسية إلى اليمن.
تعرفت إليه عندما كنت وكيلاً لوزارة الصحة لست أدري كيف كان يحب اليمن..كان يرى الأحجار المنقوشة أو أي شيء فيقول: هذه حضارة..هنا الحضارة العربية، هنا الحضارة الإنسانية وبعد خدمة طويلة في مجال الطب في اليمن اختار أن يعطى له الجنسية اليمنية، فأعطيت له.
ثم أن هذا العملاق..هذا الإنسان قد سجل أنصع الصفحات بخدماته الجليلة لليمن، ولليمنيين، ويجب أن يكتب عنه التاريخ بأنه إنسان، إنسان، كان يمنياً أكثر من اليمنيين منح الجنسية اليمنية، واختار أن يموت ويقبر في اليمن، وهذا هو قبره يقع على تل صغير في الحديقة العامة من الحوبان بمدينة تعز والمسافر من تعز صوب صنعاء أو عدن يشاهد على يساره قبر ذلك العملاق الذي اختار اليمن وأحب اليمن وأحبه اليمنيون.
تحية للدكتور «أندريه» ذلك الإنسان الطيب الذي تخرج على يديه الكثير من الأطباء والممرضين اليمنيين أمثال: الدكتور أحمد الخضر.. الذي قال لي وبالحرف الواحد: لقد تعلمت من الدكتور «أندريه» أكثر من 50% مماتعلمته من الجامعة رغم أني درست وتخرجت من رومانيا.
وكذلك الدكتور «عبيد» قال لي الكلام نفسه وكذا الصحيون والممرضون، والممرضات الذين عملوا معه.
تحية إكبار وإجلال لذلك الإنسان الشامخ الدكتور «اندريه» وتحية لفرنسا التي أرسلت ذلك العملاق، الذي خدم اليمن ودفن فيها، لتبقى ذكراه الطيبة بين محبيه.
عشر سنوات في جمهورية جيبوتي
تعينت سفيراً في جمهورية جيبوتي، والتي عشت فيها برهة من الزمن كما أسلفت..مررت إلى عدن ثم إلى جيبوتي لأن خطوط الطيران كانت مقطوعة في تلك الفترة بين صنعاء وجيبوتي.. بسبب إبراهيم طاهر الذي خلق وتربى في عدن مع الأسف، وقد تعنت كثيراً في ذلك.
وبعد أن قدمت أوراق اعتمادي لفخامة الرئيس حسن جوليد تعرفت إلى كثير من الوزراء بعد أن زرتهم وكذلك السفراء العرب والأجانب وقد كان عميد السلك الدبلوماسي آنذاك هو السفير الفرنسي، ونائبه السفير الليبي الأخ جلال الدغيني رعاه الله فوجدت هناك أن اليمنيين المسافرين إلى بلادهم متعبون وخاصة أن أكثرهم من العمال لايستطيعون السفر والتنقل عبر محطات ودول أخرى مثلما يعمل البعض فالموسورون قلة لايتعدون المائة أو الألف من جملة العشرة آلاف الموجودين في جمهورية جيبوتي، ولم يبق الكثير منهم..فقد عاد أغلبهم بعد الثورة، وعاد كثير من المهاجرين من جميع أقطار العالم، ليس من جيبوتي وحدها.
كان بعض الموسرين ينتقل بالطائرة من جيبوتي إلى أديس أبابا ثم يستقل طائرة أخرى إلى صنعاء بعد انتظار يومين أو ثلاثة وكان أغلب المغتربين من اليمنيين من لوائي تعز، وإب وكانوا يتعبون كثيراً في سفرهم.. حيث كانوا ينتقلون بالسفن الشراعية التي توصلهم إلى باب المندب، أو ذباب أو المخا..أو إلى أي ميناء من موانئ الجمهورية العربية اليمنية، ثم يستقلون السيارات إلى مناطقهم.
وقد كتبت مذكرة إلى الأخ وزير الخارجية الأخ علي لطف الثور أشرح فيها مايعانيه، ومايقاسيه اليمنيون، وأن الطيران الجيبوتي مهما تعنت مديرها، فلنتحملهم، لأنها دولة ناشئة ونحن أيسر حالاً منهم وإذا به يبحث القضية، ويدرجها في جدول أعمال مجلس الوزراء الذي كان يرأسه آنذاك الدكتور عبدالكريم الإرياني.
وهنا استدعوا المرحوم محمد الحيمي، وأخبروه بقرار مجلس الوزراء بأن تتنازل مؤسسة الطيران اليمنية لكل مطالب مؤسسة الطيران الجيبوتية.
وفي الواقع لم يكن لهم طيران بالمعنى المفهوم.. كانت لها طائرة «بوينج» مستأجرة من يوغسلافيا، ويملكون طائرة صغيرة فقط ذات محرك واحد للطيران الداخلي لاتستوعب أكثر من تسعة ركاب.
لم أجد من كنت أعرفهم سابقاً في جيبوتي من المسؤولين فمنهم من مات، ومنهم من تغير..المهم أن الحكومة كانت مؤلفة من وزراء لم أعرف منهم سوى وزير الصحة «أحمد حسن ليبان» الملقب ب «جوهاد».
أما رئيس الجمهورية فقد كانت معرفتي به قديمة، منذ أكثر من الخمسينات وماقبلها فقد التقيته في باريس، وفي مرسيليا، وقعدنا هناك كثيراً والذي تعرفت إليه وبسرعة وكان أقرب مسؤول في جمهورية جيبوتي لي وإلى اليمن، ويتكلم اللغة العربية الفصحى، والفرنسية بطلاقة والاثيوبية إلى جانب لغته الأصل «الصومالية» هو الأخ إسماعيل عمر جيله وجده كان من أعيان جمهورية جيبوتي أيام الفرنسيين.
أما ماعدا ذلك فجميعهم حديثو العهد بالحكم، إلى جانب أنهم لايقدرون المسؤولية، فتحملت كثيراً منهم، وعلى سبيل المثال: قبل مجيئي إلى جيبوتي صادر المختصون حوالي «36 شبكاً» من شباك الصيد الكبيرة،
وسجنوا بعض البحارة والصيادين اليمنيين لاصطيادهم في أماكن قريبة من باب المندب كعادتهم أيام فرنسا ولم استطع أن أتفاهم مع المسؤولين هناك إلا بعد أشهر من التعب والمحاولات، وبدلاً من أن يعيدوا لنا الشباك التي صادروها، أعادوا لنا عشرة منها فقط، وتحملت منهم أشياء كثيرة، وصبرت.
عندما حدث زلزال ذمار في مطلع الثمانينيات، والتي راح ضحيته ما يقرب من «3000» قتيل إضافة إلى الجرحى، والمنازل المهدمة، كانت خسارة كبيرة، وفادحة، قمنا بحملة تبرعات، ولكي أعطيهم وأشعرهم بالمسؤولية، وبأننا متقاربون ومتجاوبون معاً، أوكلت إليهم مسؤولية جمع هذه التبرعات، وكان أول من بادر بالتبرع هو الرئيس حسن جوليد الذي استأجر طائرة من القوات الجوية الفرنسية، وأرسل حوالي خمس دفعات بطائرة حربية صغيرة كانت أغلبها علاجات، وبالتالي الذي أفادنا كثيراً في جمع التبرعات، ولن أنساه وأعتبره أحد أولادي «رشاد أحمد صالح فارع» الذي كان يعمل مديراً لمكتب وزير الخارجية آنذاك «مؤمن بهدون» وهو ابن أخت الدكتور محمد سعيد العطار، ومن أم يمنية، جده من المهاجرين الأوائل إلى جيبوتي، وهو الآن سفير جيبوتي في اليابان منذ سبع سنوات.
كان رشاد يتصرف، ويعمل معنا أكثر من أي يمني آخر، لأنه كان على معرفة كاملة بالمغتربين اليمنيين هناك وبالتجار الذين يستطيعون الدفع، كانت التبرعات العينية ترسل إلى وزارة الخارجية، أما القمح والدقيق وخلافه فكانت ترسل إلى الميناء، ثم نقوم بشحنها إلى المخا أو ذباب، أو أي ميناء آخر.
لذلك أقول إن مذكرة وزارة الخارجية التي وصلتني أنا شخصياً كان فحواها «إننا نثمن تثميناً عالياً ماصنعته جمهورية جيبوتي والمغتربون اليمنيون، وأنها كانت في الدرجة الأولى بالنسبة لحجمها»، لأن سكانها حوالي «000.350» نسمة منهم حوالي «000.10» يماني مغترب وهناك مايقرب من «500» عربي من أصل يمني، ولكنهم متجنسون.
محمد صالح يافعي
كانت علاقتي مع المسؤولين في جيبوتي قد توطدت يوماً فيوم، ولم تمض سوى سنة واحدة حتى اندمجت معهم.. ولكن في أوائل عام 1983م أبتليت السفارة اليمنية، والمغتربون اليمنيون في جيبوتي بشخص عتلّ ليس يعرف من أبوه أنا آسف أن أقول هذا، أو حتى أن أذكره، أو أتنازل إلى التلفظ باسمه، فعندما أذكره أحياناً، أقول للإخوة بسخرية أو ضحك.. اطرحوا عوداً أو بخوراً لكي تخرج النتانة حق هذا الإنسان وقد جاء في سياق الحديث ليس إلا، اسمه محمد صالح يافعي، وقراء العربية والأدباء يعرفون معنى إزالة لام التعريف من اللقب.. بمعنى أنه غير معروف الانتماء.
هو من مواليد دردوا، ينتسب إلى العرب «يافعي» أمه من أصل صومالي، ذكي جداً، ويتمتع بموهبة في حفظ اللغات والتحدث بها والكتابة، يتكلم الفرنسية قراءة، وكتابة، ويترجم الترجمة الفورية أحياناً، كما يتكلم الإنجليزية بشكل متوسط، أما الإيطالية فحدث ولاحرج، وكذا العربية يتكلمها، وكأنه قد درس في الأزهر، له خلفية ثقافية وأدبية وكأنه أديب من أدباء العرب، أما اللغتان الصومالية والإثيوبية فهو يجيدهما قراءة وكتابة ونطقاً.
اصطاده الإسرائيليون بحكم وجودهم في إثيوبيا، فوجدوه مادة خصبة صالحة للتشكيك، ووجدوا فيه الإنسان الذي يمكن أن يحقق لهم مايريدون.
وقد عرفت عنه ذلك من كثير من الإخوة، قبل أن اتعرف إليه في جيبوتي، كنا ذات يوم في حديقة «حنبلي» في منزل أبي بكر المعنى.. وكان محمد صالح يافعي يستمع إلى شريط فيديو سجل من صنعاء لمقابلة تلفزيونية لي.. فتكررت الجلسات فوجدته أديباً أريباً في الشعر، والأدب، ابتداءً من امرئ القيس، وانتهاءً بشوقي، وبالتاريخ أيضاً، وخصوصاً تاريخ إثيوبيا، وارتباطها باليمن.
وعندما تعارفنا.. أخبرني بأنه صديق للأستاذ حسين علي الحبيشي، ومحمد أنعم غالب، وذلك عندما فرا من عدن عام 1967 إلى إثيوبيا.
فبدأت أكبره، وكان آنذاك يعمل في السفارة العراقية كمترجم، ولسبب أو لآخر استغنوا عنه وجاءوا بمترجم آخر من جيبوتي من أصل عربي من حضرموت، اتذكر أن اسمه عبدالعزيز باوزير.
ولست أدري كيف استطاع هذا الإنسان أن يتسلل إلى وزارة الخارجية الجيبوتية، فقد ادعى أن أمه «أودو حجُبْ» قبيلة صغيرة من العيسى وكان وكيل وزارة الخارجية آنذاك رحمة الله عليه «أودو حجب»، هذا جانب ثم إنه استطاع أن يكون مترجماً في الخارجية، بل وأعطوه درجة مستشار بعد ذلك.
نعم أي والله وهكذا بدأ.
لكن كيف تحول ذلك الإنسان الوديع، الطيب، الأديب، والمثقف إلى وحش يحقد على العرب، وبالدرجة الأولى على اليمن؟ لست أدري!!؟؟
ولاحتواء الموقف، أوعزت إلى الأخ غالب القمش أن يرسل دعوة إلى الأخ إسماعيل عمر جيله لزيارة اليمن، والتعرف على معالمها الحضارية والتاريخية والذي كان يعمل مديراً لمكتب رئيس الجمهورية، والعقل المدبر، والمفكر، والواعي، والمثقف.
وقد لبى الدعوة، وحضر إلى اليمن، وقعدنا عدة أيام، وقد التقى بالكثيرين من أبناء جيبوتي الذين زاروه في فندق سبأ، فعرف أن كل ما أرسل إلى جيبوتي من رسائل من الفتيات العاملات، كان عبارة عن رسائل شخصية، رغم ماتحتويه من افتراء، ولكن لم تكن لتلك الرسائل علاقة بالدبلوماسية.. كانت رسائل من عاملات.
إلا أن وزير الخارجية أعطى الموضوع أكبر من حجمه بإيعاز من محمد صالح يافعي فإذا به يرسل تلك الرسالة، وقد أطلعت الأخ إسماعيل عمر على تلك الرسالة، وقلت له مارأيك، فاستغرب وأصيب بالذهول، ولم يصدق حتى شاهد توقيع وزير الخارجية مؤمن بهدون؟
فقال: الله، الله.. وهل وقع على رسالة كهذه؟ وبعد أن قرأها، أضاف قائلاً: هذه لاتصلح.. هذا عيب، وهل أظهرتها لأحد؟ قلت: لا.
فشكرني كثيراً.
عدنا إلى جيبوتي وعرف أن كل ذلك كذب في كذب، وأن هناك فتياناً من الصومال، يأخذون الفتيات الجيبوتيات، ويستغلوهن، ويكتبن ما يملون عليهن بغرض الإساءة.
عدت إلى جيبوتي بعد غياب دام قرابة أربعة أشهر، كنت أرى محمد صالح يافعي يجوب مجالس القات آنذاك، وهو أشبه بالطاووس، ثم إنه فضح نفسه ذات يوم.. لاعتقاده أو لشكه بأنني أعرف عنه.
كان قد قدم إلى الحديدة في عام 1966م وهو يحمل جوازاً إثيوبياً وهذا باعتقادي ليس عيباً، فقد كان هناك مجموعة من اليمنيين أيضاً يحملون جوازات سفر إثيوبية بحجة أنه مرسل من الملحق العسكري المصري إلى أحد القادة في الحديدة يدعى العقيد «فلان»،وقد ألقي القبض عليه هناك وهو يلتقط صوراً بالكاميرا، فقد كان فناناً في التصوير يلتقط الصور للأماكن الحساسة، ومن على مسافات بعيدة وله قصة في العراق عندما ذهب مع وفد جيبوتي، وبدأ يصور مواقع عسكرية.. وقد صادروا منه الكاميرا والأفلام، ولم يؤذوه وعندما ألقي القبض عليه في الحديدة وجد معه توصية من أحدهم إلى المرحوم سالم شماخ باعتبار أنه يمني وذاهب إلى السعودية.. فضمنه، وهو لم يعرف من هو محمد صالح يافعي ومابداخله، لكنه ضمنه باعتبار أنه يمني فخرج من الحجز..
وكان محمد صالح يافعي كثيراً مايتبجح ويقول : ذهبت إلى جدة، والتقيت بالمليونير بن محفوظ مدير البنك الأهلي و.. و.. الخ.
لكن الذي فهمته أنه اعتقل في الحديدة في أوائل عام 1966م ثم أفرج عنه، وذهب بباخرة مع ركاب إلى جدة، ونزل هناك، ثم غادر إلى السودان ومن السودان لست أدري كيف دخل إلى تل أبيب «إسرائيل»؟
وعاد من جديد إلى إثيوبيا.. ثم ذهب مرة أخرى إلى إسرائيل وكان جاسوساً محترفاً، فلما انتهت حرب 1967م واحتلت إسرائيل سيناء والجولان، والضفة الغربية.. لست أدري كيف استغنوا عنه ؟
بيد أنه لما عاد إلى دردوا .. كان يعمل في التصوير، وربما أن الاسرائيلين استغنوا عن خدماته، أو أنه كعادة أي جاسوس محترف «بتاع نقود» عندما تنتهي مهمته يستغنى عنه ويلفظ لفظ النواة.. هذا كما فعل المكتب الفرنسي في جيبوتي بمحمد دحان، وأحمد عبدالله الجرادي وعبدالله غالب، وآخرين كثيرين من هذا النوع.
وعندما جاء الأستاذ حسين الحبيشي ومحمد أنعم.. تعرف عليهما محمد صالح يافعي رغم أنهما كانا لايعرفان عنه شيئاً.
وذات يوم ذكرته للدكتور أبي بكر السقاف، وآخرين، فإذا بهم يعرفونه، ويكبرون ثقافته.. فلما أخبرتهم بحقيقته صدقوا، ولكن بنسبة لا تزيد عن 50% فجاء عبدالعزيز أحمد عبده رعاه الله ،ولايزال في الحديدة فقال :لقد كنت أسخر من ذلك الجاسوس، كلما ألتقيه أقول «جاسوس، جاسوس إسرائيلي..إلخ». فكان يفرُّ مني كلما رآني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.