تعود شباب بعد عددين من الغياب وكلنا أمل لأن تكون العودة مغايرة والظهور مختلف..وإن جاء هذا العدد مشابهاً لأعداد سابقة لا يمثل سوى جسر عبور إلى منطقة التفردة في التناول والطرح..والخوض في كثير قضايا شبابية ستكون محوراً للتناول من كل الجهات..إلى جانب البحث عن الأسباب والمسببات الكامنة وراء تشعب أية قضية نطرحها للنقاش أو نتناولها بما يحتم علينا الواجب الصحفي والمسئولية كون الصفحة يجب أن تكرس محتواها لما يشغل الشباب اليوم..وأن لا نتجاوزهم إلى غيرهم..لتتركهم يصارعون من أجل البقاء وإثبات حضورهم الذي يسعى كثيرون لوأده..وإقصائهم بكل أشكال الإقصاء والعنف الممارس ضدهم. كان يجب منذ البداية أن نسعى للمغايرة، أن نقترب من هموم الشباب ونتقرب منهم..وبالمقابل كان على الشباب أن يفعل ذلك..لا أن نكون في وادٍ والشباب في وادٍ آخر مختلف غير عابئ بنا.. ما نبحث عنه في هذا الركام الهائل من الشباب!!..شباب يعي مسئوليته الفردية والجمعية..ويسعى بكل طاقته المتقدة للبحث والتنقيب..والتحدث..والمشاركة الفاعلة لفرض نفسه على الآخر الساعي لإقصائه أو محاربته للتسيد وأخذ زمنه وزمن غيره أو كما يقال"نصيبه ونصيب أخيه"!!.. ربما تمثل سلبية الشباب ولا تفاعلهم مع ما يطرح من قضايا تهمهم العائق الأبرز لأي عمل يوجه باتجاه الشباب..ليصبح الأمر مجرد مخاطبة آخر لا يجب أن ينشغل بك بقدر ما يجب أن ينشغل بما يطرح من أشياء تهمه كفرد ينتمي لشريحة تمتد وتتمدد باستمرار.. الشباب عماد الحاضر وبناة المستقبل!!..عبارة ما فتئنا نسمعها من الجميع ..يرددها العجائز فقط لإسقاط واجب الاعتراف بقدرات الشباب كطاقات حقيقية يجب التعامل معها وافساح المجال أمامها للتجريب وخوض غمار القيادة والمنافسة..حتى لا يقتصر الأمر على ترديد العبارة وتركين الشباب جانباً أمام المد التسونامي الإعصاري الهائل اليوم..الذي لن يواجهه سوى الشباب من يؤمن "العجائز" بإنهم بناة المستقبل الذي لم تلح بوادر مجئيه بعد..وكما يبدو لن يأتي ولو بعد حين!! الشباب إن لم ينتزع حقوقه ويفرض وجوده منذ اللحظة.. لن يكون بمقدوره فعل ذلك مستقبلاً كون تداعيات الواقع الذي يرزح تحت وطأته الشباب إلى جانب السلبية التي تعشعش في ذواتهم سترمي بثقلها على السنوات العشر أو العشرين أو الثلاثين القادمات..!! والعودة يجب أن تكون مغايرة ومختلفة في كل تفاصيلها وجزئياتها الدقيقة والأدق لمحتوى الصفحتين..حيث سيتم تكريس الصفحتين لتناول قضية شبابية سنكشف عنها قبل أسبوع من تناولها لإشراك الشباب في هذا الهم الشبابي البحت..الشباب القراء والكتاب والمبدعين..من يجب أن يحدثوا نوعاً من الحراك الوجودي لهم كشباب أولاً ومبدعين ثانياً. دعوة!! إلى الشباب..نتمنى التفاعل الإيجابي ومغادرة مربع السلبية لخوض المعترك الذي يجب أن نشرع في خوضه بذات القوة والإصرار والوعي بحاجياتنا كشباب يقع عليهم الهم الآني والمستقبلي للبلد!!.. دمتم شباب؛؛؛