باجل.. إحدى المديريات الهامة في محافظة الحديدة، وتبرز أهميتها لتواجد عشرات المصانع والمعامل الإنتاجية والزراعية فيها.. وتعتبر البوابة الشرقية لمحافظة الحديدة وتتوسط عدة محافظات مثل محافظة صنعاء والمحويت وريمة.. كما تبرز أهميتها كونها تعتبر أكبر المديريات بالنسبة للمساحة وعدد السكان، فهي تمتد من الجبل إلى الساحل ويبلغ عدد سكانها ربع مليون نسمة. هذا ما جاء في حديث الأخ العقيد محمد بن محمد عياش مدير مديرية باجل، رئيس المجلس المحلي الذي أضاف قائلاً: - ناهيك عن الأعداد الهائلة الوافدة يومياً على المديرية وبصورة مستمرة على مدار الساعة والحركة فيها لاتكاد تنقطع كونها مديرية تجارية من الدرجة الأولى، حيث يفد إليها الناس من مختلف المحافظات في الجمهورية للتجارة والتسوق وأخذ ما يحتاجون إليه، وأيضاً تبرز أهمية هذه المديرية أيضاً كونها مدينة صناعية، حيث تضم الكثير من المصانع والمعامل في مختلف الصناعات التحويلية والحرفية والصناعية، ويأتي في مقدمة هذه المصانع مصنع إسمنت باجل الذي يزود الجمهورية بمادة الاسمنت، وكذا المجمع الغذائي للمواد الغذائية التابع للمؤسسة الاقتصادية العسكرية، وعشرات المصانع الأخرى مثل مصنع الجرانيت والبلاط والرخام، ومصانع البلوك والزلط الذي تشتهر بها المديرية، ويتم استخراج كل المواد الخام لكل هذه المصانع من جبال وأراضي المديرية، بالإضافة إلى الصناعات الخفيفة مثل الجلود والبلاستيك وكذا الدقيق وغيرها.. ناهيك عن كون المديرية مديرية زراعية بالدرجة الأولى حيث تقع على ضفاف وادي سردد وأراضيها خصبة من الطراز الأول، وهناك الكثير من المزارع فيها منها الحكومية ومنها أيضاً الاستثمارية، وتنتج مختلف أصناف المزروعات، ولهذا أستطيع القول: إن هذه المديرية وجدت فيها كل الصفات التي تجعلها من المديريات الأولى من حيث الأهمية على مستوى الجمهورية وليس المحافظة وحسب. النهوض التنموي واستكمال البنى التحتية وحول تجربة المجالس المحلية ودفعها بعجلة التنمية والنهوض، أضاف قائلاً: - المجلس المحلي لمديرية باجل لعب دوراً كبيراً في محاولة النهوض بهذه المديرية تنموياً وخدمياً، وفي مختلف القطاعات كان للمجلس المحلي الدور الكبير في سعيه في النهوض بها والسرعة القصوى في استكمال البنية التحتية لهذه المديرية، وهنالك جهود جبارة بذلت من المجلس المحلي، ونحن هنا نعمل كخلية نحل ونعمل على مدار الساعة ولا يهدأ لنا بال إلا بعد أن نحقق ما نرسم له ونبلغ هدفنا، فالوضع الصحي نعمل على تحديثه وتطويره ورفده بكل ما يلزم من أجل أن تصل الخدمات الصحية إلى كل مواطن من أبناء المديرية أو من أبناء المديريات والمحافظات المجاورة وذلك عبر مستشفى المدينة وعبر الوحدات الصحية المنتشرة في كل ركن من أركان هذه المديرية وعزلها وقراها، ونعمل بكل طاقتنا وبتعاون من الإخوة في مكتب الصحة بالمديرية وبالمحافظة. الواقع التعليمي أيضاً العملية التعليمية تسير هنا بالصورة التي نريدها وبحسب ما رسم لها، وسعينا جاهدين إلى رفد المديرية بالكثير من المدارس الحديثة ورفدها بالكادر المؤهل، والحمد لله المديرية أخذت نصيب الأسد من حيث توفر المدارس في كل عزلة وقرية وإن كان هنالك بعض الاحتياج إلى المزيد من الكادر المتخصص إلا أننا نسعى إلى الوصول بهذه المديرية إلى حد الاكتفاء المطلوب.. وما نسعى إليه أيضاً هو العمل على توفير الكادر النسائي واعتماد الكثير من الدرجات الوظيفية، كما هو نفس الشيء بالنسبة للصحة والعمل على توفير أكبر قدر من التخصصات وتوظيف الكادر النسائي خاصة، كما أن المديرية ستشهد أعمال السفلتة والرصف في المديرية، خاصة الأحياء القديمة والأثرية.. والحمد لله تم إنجاز مرحلة الصرف الصحي وكذا حفر بئرين إضافيين لمشروع المياه والعمل على حل أزمة المياه والكهرباء، والحمد لله تغطي المديرية وبعض القرى وفي طريقنا إلى استكمال إمداد باقي القرى والعزل التي مازالت محرومة، وكذا حققنا أكبر نسبة من حالات الضمان ومازالت المديرية بحاجة إلى المزيد والمزيد من حالات الضمان نظراً لكثرة عدد السكان والحالة المعيشية لهم تحت مستوى الفقر، ونحن سوف نعمل على إدخال المزيد من الحالات، ومازال الاحتياج قائماً وقد تم إمدادنا بمعدات وأدوات للنظافة وعاملين في النظافة، فما هو موجود لا يغطي، وكذا المقلب الخاص بمخلفات القمامة وتواجده في بداية مدخل المدينة منظر غير حضاري، وتقع بسببه إشكالات كثيرة وحوادث، وأول ما يلاحظه الزائر القادم إلينا هو ذلك المقلب وما آل إليه، ولهذا نرجو النظر في إعادة بناء وتجهيز مقلب جديد خارج المديرية. من جانبه تحدث الأخ محمد معافا - الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية باجل - عن الإنجازات التي تحققت للمديرية قائلاً: - استطاعت المديرية أن تنال نصيب الأسد في مختلف المجالات من المشاريع التي من شأنها أن ترتقي بالبنية التحتية للمديرية، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية وفي ظل تجربة المجالس المحلية. والحمد لله استطعنا أن ننجز منجزات ومشاريع عملاقة تحكيها الأرقام بالمليارات في شتى المجالات على مستوى المجال التعليمي، حيث أصبحت المديرية تمتلك الكثير والكثير من المدارس التي وصلت إلى مختلف القرى والعزل وإلى أماكن بعيدة كانت في الماضي تعاني ومحرومة من التعليم، فالمجالس المحلية أوجدت المدرسة والمدرسين.. وفي مشاريع المياه أخذت كل قرية وعزلة نصيبها رغم أن الاحتياج مازال قائماً، وهذا الاحتياج أدرج في موازنة البرنامج الاستثماري للعام الحالي 2008م والذي سيغطي القرى والعزل المحرومة من مشاريع المياه والكهرباء والصحة وغيرها من المتطلبات التي تلبي طموحات المواطنين. وعن الوضع الزراعي بالمديرية تحدث الأخ محمد الشلاع - مندوب المحافظة عن مديرية باجل - قائلاً: - المديرية مازالت بحاجة ماسة إلى الكثير من المشاريع التي ستعمل على النهوض بها مثل استكمال الربط الكهربائي للعديد من القرى والعزل المحيطة بالمديرية، وكذا تحسين وضع الكهرباء والحد من الانطفاءات، بالإضافة إلى استكمال مشاريع المياه التي بعض القرى لم تصلها بعد هذه الخدمة الأساسية، وكذا زيادة حصة المديرية من تسجيل الكثير من الحالات الفقيرة في شبكة الضمان الاجتماعي، خاصة أن المديرية عدد سكانها كبير جداً ولا يجب مساواتها بباقي المديريات.. كما نأمل أن يكون هناك اهتمام من قبل هيئة الآثار والسياحة بترميم المعالم الأثرية من قلاع وحصون ومساجد قديمة، حيث إن هذه الأماكن الأثرية مهددة حالياً بالانهيار والطمس، وهي ذات أهمية تاريخية لحضارتنا. الانتشار الأمني واستتباب الأمن وحول الجانب الأمني في المديرية يقول العقيد عبدالحكيم الملاحي مدير أمن المديرية: - في حقيقة الأمر الفضل الأول الذي يرجع إليه استقرار الأحوال الأمنية في كل أنحاء الجمهورية بلد السلام والأمان، هو القائد الحكيم الذي أولى الجوانب الأمنية كل اهتماماته بمختلف أنواعها.. فخامة رئيس الجمهورية مَن كان وراء فكرة الانتشار الأمني الذي ساعدنا كثيراً في حزم الأمور خاصة في مديرية كهذه.. ونحن هنا والحمد لله تقلص حجم مختلف الجرائم، واستطعنا محاصرة الجريمة، وكان الهدف الأساسي الذي سعينا في تحقيقه هو منع الجريمة قبل أن تقع، بل ودراسة أسبابها ودوافعها ومواطنها وتوفير الوسائل المتاحة لنا في محاصرتها، والآن لا تصل إلينا إلاّ مواضيع وقضايا بسيطة لا تزيد عن مشاجرات وإشكالات أسرية أو على أراضٍ أو اختلافات بسيطة.. والسرقات خفّت، لأن الأمور حزمت، ولأن المجرم يجد من يردعه ويعاقبه على فعله، وكذا جعلنا العدالة والإسراع في البت في القضايا منهاجاً سرنا عليه، وبفضل التعاون القائم من القيادة في أمن المحافظة ولتواصلهم المستمر معنا وكذا قيادة المحافظة.. ولا أنسى المجلس المحلي بالمديرية وخاصة مدير المديرية العقيد محمد بن محمد عياش، وكل هؤلاء كان لهم الفضل في الحفاظ على أمن المنطقة، والانتشار الأمني كان له الدور الكبير في امتصاص معدل الجريمة وانخفاضه. نهضة تعليمية مكتب التربية في باجل يعتبر أكبر مكتب تربية على مستوى مديريات المحافظة لكثرة المدارس التي يشرف عليها والكوادر التعليمية التي تتبعه.. ولأهمية هذا القطاع قمنا في نهاية جولتنا هذه بزيارة خاطفة لإدارة مكتب التربية بمديرية باجل، حيث التقينا الأستاذ علي السحول - مدير مكتب التربية بالمديرية - الذي تحدث قائلاً: - التعليم في مديرية باجل يسير على المستوى الأحسن ويشهد كل عام تطوراً عن الأعوام السابقة، وذلك من خلال انتشار رقعة المدارس وكثرتها، فكل عزلة وقرية وصلت إليها المدرسة الخاصة بها، ولم يكن الحال كما كان عليه الوضع في السابق، وتشهد المدارس كل عام إقبالاً متزايداً عن كل عام، خاصة بعد قرار رئيس الوزراء القاضي بمجانية التعليم خاصة للطلاب الملتحقين الجدد في الصفوف الأولى.. أصبح التعليم في متناول الجميع، بل ويتم الآن القضاء على الأمية والاتجاه في تعليم الكبار، ونسبة الإقبال على التعليم من الفتيات وبنات الريف نلحظ نسبة كبيرة جداً بل لم نقدر على كثرة توافدهم، وأخذ التعليم في المديرية نصيب الأسد.. وهذا الإقبال نلاحظه من حيث كثرة عدد الملتحقين من الجنسين، فقد بلغ عدد الطلاب ما يزيد على 22 ألف طالب وطالبة، فالثانوية لوحدها تستوعب 2548 طالباً وطالبة، وإجمالي الطلاب والطالبات وصل إلى 22991 طالباً وطالبة، فالأساسي ذكور 12966 طالباً، والأساسي بنات 7489 طالبة، والثانوية ذكور 1226 طالباً، والثانوي بنات 1220 طالبة، وتوجد ثلاث مدارس بنات أساسي ثانوي، والثانوي مدرستان خاصتان بالبنات، وذكور وبنات مشترك 8 مدارس، و6 مدارس ذكور، ويبلغ عدد المدرسين الأساسي أكثر من تسعمائة مدرس أساسي، والمتعاقدون أكثر من خمسة، ومدرسو الثانوية أكثر من 55 مدرساً ثانوياً ومشتركاً، أما المدارس فيبلغ عددها أكثر من 56 مدرسة منها ما تم تمويله من المجلس المحلي، ومنها البنك الدولي ومنها الصندوق الاجتماعي ومنها من الأهالي، إضافة إلى ما يسمى بالمسار السريع.. أما بشأن الصعوبات فأبرزها عدم وجود مبنى لمكتب التربية بالمديرية وعدم وجود وسيلة مواصلات وعدم وصول الكتاب المدرسي في موعده ونقص في بعض التخصصات من الكوادر التعليمية، وحل كل هذا تم بتعاون كبير من المجلس المحلي بالمديرية ومن مكتب التربية بالمحافظة وقيادة المحافظة الذي نقدم لهم الشكر الكبير على تعاونهم معنا.