فرحة النجاح والتفوق لا توصف بكلمات .. ولا تتوفر لها نعوت وأوصاف .. لأنها باختصار مجرد مشاعر وأحاسيس لا يعلم كنهها إلا من ذاقها وعاش لحظاتها. وغالباً ما تكون فرحة النجاح جماعية ، فلا يكتمل أي نجاح إلا بوجود صانعيه أولاً ثم من ساعدوا وكانت لهم أيادٍ بيضاء في تحقيق هذا الهدف .. الذي هو غاية كل باذل ومجتهد .. وساعٍ إلى تحقيق الأفضل. ولما كان النجاح فرحة جماعية يأبى الناجح والمتذوق لطعم التفوق إلا أن يشاركه الآخرون فرحته وسعادته فأما الأهلون والأقارب والأصدقاء قد يتواجدون ، وقد يكونون ممن ساهموا ودفعوا بصاحبهم نحو التفوق .. إلا أن فرحة الناجح حينها وما تسببه من ملذات تحثه على ان يتمنى ان يحقق غيره ما حققه هو لذاته .. فبين أيديكم أسرار التفوق والنجاح يبوح بها المتفوقون والمتفوقات في مراحل التعليم المختلفة حتى تكون نبراساً وهدياً يقتدي به غيرهم من الطلاب والطالبات ليتذوقوا النجاح ويستلوا جهودهم بحثاً عنه في ساحات العلم والتعلم .. فإلى تلك الأسرار التي يبوح بها أصحاب السعادة من الناجحين والناجحات. ثلاثي الإبداع: حضرنا تكريم المتفوقين والمتفوقات في مهرجان التفوق الدراسي الرابع الذي نظم في العاشر من يناير الجاري بتعز .. والتقينا بعدد من الطلاب والطالبات الذين كشفوا لنا عن أهم الاسرار التي أوصلتهم للارتقاء في منصات التتويج إن جاز القول والحصول على التكريم الذي حظوا به شعبياً ورسمياً .. فكانت الدهشة تسيطر علينا حين كان كل واحد منهم يتحدث الينا بنفس حديث من سبقه ويعدد لنا ذات النقاط التي ساعدتهم على التفوق والنجاح .. فكان مثلث النجاح بتجسد في الأسرة .. وتتابع المذاكرة أولاً بأول.. وجود جدول ينظم ويحدد تلك المذاكرة .. أو كما قالوا. نسيرن شكري شمسان: مدرسة أروى حصلت على معدل 25.93% من الصف الثالث الثانوي القسم الأدبي قالت .. إنها سعيدة بالتكريم كونه كان حلماً يراودها منذ العام الماضي ، وهاهي اليوم تحقق حلمها .. وقدمت نصيحتها لزملائها الطلاب والطالبات بأن يجتهدوا في مذاكرة دروسهم وأن يعتمدوا على الله أولاً وأخيراً. وعن أسرار تفوقها قالت انها كانت تختار الوقت المناسب للمذاكرة وهي تفضل وقت ما بعد صلاة الفجر كأفضل وقت للمذاكرة ، بالاضافة إلى اتباعها «سياسة» مراجعة الدروس أولاً بأول بعد أخذه من المدرس ومن المقرر ، فهذه الطريقة حسب قولها - تساعد في نهاية العام .. بالاضافة إلى الدعم المقدم من أسرتها والذي وصفته بأنه كان كبيراً من الناحية المعنوية حيث كانوا يقومون بتشجيعها باستمرار وهذا ما سهل لها الأمور الدراسية كثيراً فيما بعد. شهاب روحان عبدالسميع .. مدرسة الصنة كدن بمديرية المعافر ، حاصل على معدل 5.94% شكر الاهتمام والرعاية بالمتفوقين التي يوليها القائمون على مهرجانات التكريم في تعز وفي كل محافظات الجمهورية. وقال انه كان ينظم وقته أثناء العام الدراسي ما بين الاجتهاد في التحصيل العلمي والراحة التجديد النشاط وتجديد الرغبة في المذاكرة فعلى حد قوله فإن الراحة مهمة أثناء الدراسة بشرط الا تطغى على أوقات الدراسة .. كما أكد على ضرورة التواصل مع الله سبحانه وتعالى بأداء الفرائض والطاعات لأن ذلك مما يعين الطالب على القيام بواجباته. تميم عبدالحكيم عبده أسعد: مدرسة دار القرآن الكريم الاهلية ، المعدل 5.91% تحدث عن أسرار تفوقه والتي حددها بوجود بيئة تعليمية مناسبة في المنزل ومساعدة الأهل والأسرة الذين كان لهم دور ايجابي في تحقيق التفوق بالاضافة إلى التزامه بجدول أسبوعي للمذاكرة. حنان سمير عبدالرقيب : مدرسة مجمع الحمزة التربوي حاصلة على معدل 37.92% وتقوم بتنظيم وقتها وفق برنامج زمني معين خاص بالمذاكرة لا يتعارض مع التزاماتها الأخرى في البيت أو غيره بالاضافة أن أسرتها كانت تهيئ لها أجواءً مريحة وتخصيص غرفة خاصة بها للمذاكرة والدراسة .. وأكدت ان هذه الأجواء ما هي إلا تهيئة ضروريةلأي طالب لتحقيق هدفه. نصائح المتفوقين: أثناء حديثنا مع ما سبق من طلاب وطالبات متفوقين وجهوا عدداً من النصائح لغيرهم من الطلاب والذين يودون ان يحققوا ما حققه زملاءهم من نجاح وتميز من تلك النصائح .. الاعتماد والتوكل على الله عز وجل أولاً ، ومن ثم العمل على الأخذ بالأسباب .. كالاجتهاد ومذاكرة الدروس أولاً بأول ومتابعتها ، بالاضافة إلى الابتعاد عن تناول مختلف المنشطات التي يظن الطالب انها تساعده على المذاكرة وهي بالعكس من ذلك تماماً بسبب تأثيرها المؤقت كمشروبات الطاقة والقات وغيرها .. وكذا تجنب الاعتماد على الغش الذي ينتزع الثقة من نفس الطالب .. كما نصحوهم بوضع جدول زمني ينظم أوقات المذاكرة والراحة والترفية مع عدم طغيان أحدهم على الآخر ولم ينس المتفوقون والمتفوقات أن يحثوا زملاءهم على تحري الطموح والتصميم على تحقيق الأفضل دوماً.