في الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون» الرعد لاجدال في أن أفضل الأطعمة للتخلص من البلغم ومايسد الجهاز التنفسي من مواد هي تلك التي يمكن تصنيفها بالحارة وكثيرة التوابل ومنها الثوم والبصل والفلفل والخردل والقرفة والزنجبيل وأنواع التوابل الأخرى، ورغم أن العناصر الفعالة في هذه الأطعمة تعمل بعدة آليات إلا أن الخبراء يعتقدون أن من الشائع جداً إنها تشعل شرارة وميض من الموائع في الشعب الهوائية يرقق قوام المخاط بحيث يمر بشكل أسهل من هذه الشعب. وإن هذه الآلية تعمل عندما تلامس المادة الحارة الفم والحلق والمعدة فأنها تلامس المستقبلات العصبية التي تبعث برسائل إلى المخ والذي بدوره ينشط العصب المسيطر على الغدد المنتجة للافرازات والمبطنة للمجاري الهوائية، وتقوم الغدد على الفور باطلاق موجات من الموائع يمكن أن تسيل ماء العين والانف وهو مايعلمه جيداً الاشخاص الذين ذاقوا الفلفل الحار «البسباس». إن أهم الآثار الدوائية أو العلاجية لكل الأطعمة الحارة واللاذعة هي إزالة الاحتقان «تسليك» الجيوب الأنفية والتخلص من مزعجات ومثيرات المجاري الهوائية والجهاز التنفسي ويصف الاطباء الأطعمة الحارة لأية حالة تكون فيها الافرازات في المجاري الهوائية أشد سمكاً من الطبيعي بما في ذلك التهاب الجيوب الانفية ونزلات البرد المصحوبة باحتقان، الربو، حمي الهشيم، وانتفاخ الرئة والالتهاب المزمن بالشعب الهوائية، على أكل الأطعمة الحارة بانتظام على الأقل ثلاث مرات أسبوعياً، علاوة على ذلك أظهرت الأبحاث أن من يكثرون من أكل أصناف الطعام كثيرة التوابل تقل احتمالات اصابتهم بهذه الأمراض «والأرض مددنها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون» الحجر 19. نزلات البرد.. وحساء الدجاج لماذا يوصى عادة بأن يشرب من أصيب بنزلة برد حساء الدجاج «المرق»؟! الواقع أن أول تأييد رسمي لذلك قد جاء على لسان الطبيب الذائع الصيت موسى ميمونيدس في القرن 12م وتقول أيضاً إن السلطان المسلم صلاح الدين الأيوبي طلب من موسى ميمونيدس علاجاً لداء الربو الذي كان ابنه قد أصيب به وقد وصف له الطبيب حساء الدجاج، وبغض النظر عن استعمال دجاج سمين وكبير السن أو عدم استخدام الثوم تظل الفائدة موجودة بالحساء لخواص العلاجية الحقيقية، ويقول الخبراء: إن الدجاج شأنه في ذلك شأن معظم الاطعمة البروتينية يحتوي على حمض أميني طبيعي يسمى السستين والذي يتم افرازه عندما نقوم باعداد الحساء، ويحمل هذا الحمض الأميني السستين خواصاً كيميائية مشابهة لخواص العقار المسمى اسيتيلسستين والذي يصفه الاطباء لمرض التهاب الشعب الهوائية والاصابات التنفسية، وفي الاصل نجد أن الاسيتلسستين مشتق من ريش وجلد الدجاج، وصيدلانياً نجد أن الاسيتيلسستين شأنه في ذلك شأن الأدوية الأخرى المحركة للمخاط الذي يرقق قوم المخاط في الرئتين مما يجعل من السهل طرده خارجهما، والوصف الدقيق لكيفية أحداث الأثر العلاجي لحساء الدجاج في مقاومة نزلات البرد أن لهذا الحساء خصائص مضادة للالتهابات ويعوق بالفعل هجرة الخلايا الدموية البيضاء التي تسمى بالنيوتروفيلات والتي يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض البرد والالتهابات قال الله عزوجل «والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة لعلكم تشكرون» «النحل78». وبمنعها من الهجرة والتجمع في الرئتين ولذلك لن تظهر أعراض الالتهابات في الرئتين وهي السعال «الكحة» وإنتاج البصاق أو النخامة والتعب العام وبعبارة أخرى أعراض البرد النمطية، ويقول الأطباء إلى أن أعراض البرد تظهر من خلال عملية الالتهاب بشكل أكبر منه، من خلال العدوى الأصلية نفسها، ويشير الأطباء أن الأثر العلاجي لحساء الدجاج قوي جداً لدرجة أنه يظهر حتى لوتم تخفيفه مائتي مرة..ولعمل حساء دجاج ذي قدرات رهيبة في مكافحة الاحتقان يوصي الاطباء بإضافة الكثير من البصل والثوم والفلفل والبهارات الحارة وبشرب سلطانية «طاسة» من حساء الدجاج كثير التوابل يومياً والمقصود بالشرب هنا هو الرشف البطيء وليس الشرب السريع كالسوائل الأخرى لأن التأثير العلاجي يستمر لنصف ساعة تقريباً لذلك فأنت بحاجة إلى مدخول بطيء ومستمر من العناصر العلاجية الموجودة بالحساء إلى جسمك. هامش: لحم الدجاج هو مثل اللحوم الحمراء غني بالبروتينات «20% في المتوسط» ويحتوي على مقدار يتراوح من 5% على الأكثر من الدهون وتتميز أيضاً بعدم احتوائها على الكثير من الأحماض الدهنية المشبعة، ويوصى بنزع الجلد الذي دائماً مايكون دهنياً..