- مدير صندوق الرعاية : - سياسة منهجية لخلق أسر منتجة وقروض جديدة قريباً
التجربة المتفردة في مجال الرعاية الاجتماعية في محافظة تعز تقوم على رعاية جامعة تعز ودور مركز البحوث ودراسات الجدوى في إيجاد الحلول العلمية للظواهر السلبية وعلى رأسها ظاهرة الفقر والانتقال بالمشمولين بالرعاية الاجتماعية من الإعالة إلى الإنتاج عبر التدريب والحصول على القروض البيضاء.. حول أنشطة وبرامج فرع صندوق الرعاية في المحافظة كان لنا لقاء مع مديره العام قاسم ناجي شحرة الذي بدأ حديثه قائلاًًً: مؤشرات إيجابية صندوق الرعاية الاجتماعية أحد مكونات شبكة الأمان الاجتماعي، برامجه خضعت للتقييم من خلال ورش عمل ولقاءات وهو بحسب أدبياته المحددة في القانون معني بتقديم المساعدات النقدية للمستفيدين من الرعاية الاجتماعية من الفقراء.. الآن هناك أثر إيجابي ملموس لأداء الصندوق ومكونات شبكة الأمان التي جاءت مساهمة من الحكومة للحد من آثار تطبيق برنامج الإصلاح المالي والإداري والاقتصادي منتصف العقد الماضي من خلال صندوق الرعاية والصندوق الاجتماعي للتنمية وبرنامج الأسر المنتجة ومشروع الأشغال العامة وبرامج مكافحة الفقر.. في السنوات العشر الماضية كان التنسيق بين هذه المكونات أدنى من المستوى المطلوب.. وبالنسبة لنا في فرع صندوق الرعاية بمحافظة تعز عملنا على تقييم الأداء وركزنا على الانتقال بالمستفيدين من حالة الاعتماد على الإعانة النقدية إلى الانتاج في إطار الشراكة المجتمعة كعامل هام وأساسي في مكافحة الفقر عبر برامج تدريب وإقراض للمستفيدين لتنفيذ مشاريع تتناسب مع متطلبات السوق وظروف بيئة المستفيدين، والغاية هي تمكينهم من دخول سوق العمل، وكل ذلك يتم على أسس منهجية. بدائل وأضاف مدير فرع الصندوق: وفقاً لنتائج مسح الأسرة لعام 1998م وجدنا في تقرير الجهاز المركزي للاحصاء أن عدد الأسر الفقيرة في محافظة تعز (130) مائة وثلاثين ألفاً وتجاوزنا هذا الرقم باستيعاب أكثر من (144) مائة وأربعة وأربعين ألف أسرة تستحق ما يزيد عن (2.8) مليار ريال سنوياً، وقد يكون هناك زيادة في نسبة الفقر بعد نتائج المسح ولكن كنا مبادرين وبدعم المجلس المحلي إلى الدراسة العلمية لإيجاد بدائل تساعد في إيجاد أسر منتجة وكبداية ركزنا على الدراسات الأكاديمية، فكان تأسيس مركز البحوث ودراسات الجدوى في جامعة تعز تجسيداً حقيقياً لوظيفة الجامعة في خدمة المجتمع، وهذا إنجاز كبير، ولي شرف المساهمة في تطبيق فكرة إنشائه وعضوية مجلس إدارته.. ويهتم المركز بدراسة الظواهر السلبية التي تجعل الشخص عالة، كما يعنى بمجالات التنمية التي تستطيع من خلالها الأسرة الفقيرة أن تكون منتجة بدعم صندوق الرعاية، على اعتبار أن المساعدة النقدية «موقتة». الإقراض ومحاور مهام المركز هي: تحسين البيئة الاستثمارية في المحافظة، ودراسة سبل الانتقال بالمشمولين بالرعاية الاجتماعية إلى مستوى الإنتاج، ورفع قدرات وتطوير مهارات هؤلاء لإنشاء مشاريع صغيرة مدرة للدخل.. وبناءً على الدراسات العلمية بدأنا سياسة الإقراض للمستفيدين بمبلغ إجمالي (77) مليون ريال وبذلك توافر مصدر التمويل بعد أن دربنا (2000) مستفيد والقروض هذه بيضاء بلا فوائد وميسرة. التدريب وتطرق شحرة إلى مسألة التدريب بقوله : - مخرجات الدراسة تضمنت توصيات وحددت فرص عمل مناسبة تلبي احتياجات السوق وحددنا برنامج تدريبي واتفقنا مع معهد التدريب المهني، وبدأنا تنفيذ البرنامج مطلع الأسبوع الماضي، وهناك مجموعتان هما المشمولتان بالرعاية من الريف والمدينة، ولكل مجموعة برنامج.. ففي مدينة تعز ومراكز المديريات تدريب على الخياطة، الكوافير، صناعة البخور للنساء، وإدارة محو الأمية في إطار تفعيل الشراكة المجتمعية، ووصلنا إلى اتفاق لتشغيل ورشة النجارة والحدادة في مدينة النور.. فالورشة فيها إمكانات ومعامل ضخمة ويمكن تدريب المستفيدين لإكسابهم مهارات تمكنهم من إنتاج غرف نوم ومكاتب وأشياء خشبية عديدة وتسويقها في إطار الشراكة المجتمعية حتى إلى مدارس ومؤسسات من خلال عقود ويكون العائد للفقراء في المدينة وبذلك نسهم في إعداد عمالة ماهرة والحد من البطالة. نشاط منهجي وعن فقراء الريف المشمولين بالرعاية أكد مدير فرع صندوق الرعاية أن القروض للريفيين تناسب بيئتهم في تربية النحل والماشية.. وأضاف: - تم تدشين برنامج القروض بمبلغ إجمالي يزيد عن (77) سبعة وسبعين مليون ريال لأكثر من (800) أسرة مستفيدة، وحصلت كل أسرة على ما يزيد عن (100) مائة ألف ريال، وهذا المبلغ يمكن المقترض من شراء 10- 12 خلية نحل ونحو 15 رأس غنم.. لقد بدأ هذا النهج في شهر رمضان الماضي وهي منهجية تمكن أفقر الفقراء من الحصول على القرض بسهولة بضمان المجموعة، أي تستفيد منه مجموعة مكونة من 3-5 لهم حرية اختيار المشروع الذي يريدونه عند التقدم لطلب القرض كمجموعة، وهذا يجعل الشخص في المجموعة الواحدة رقيباً على الآخرين، ويتم إجراء الحصول على القرض عبر البنك الزراعي، لأن البنوك أكثر خبرة في إدارة القروض واستردادها، وقد سبق ذلك دورات إرشادية للمستفيدين من قبل مختصين لضمان استيعاب عملية تربية النحل بشكل كامل. نتائج أولية واستطرد مدير فرع الصندوق قائلاً: - النتائج الأولية لهذا النشاط الإقراضي كشفت عن رغبة كبيرة لدى المشمولين للاقتراض وتأسيس مشاريعهم الصغيرة بعد الحصول على القروض بات ملموساً، لأن المستفيدين حرصوا على استثمار القروض وتأثر بهم الآخرون الذين يجاهر بعضهم بهذا الرأي وبعد أيام قليلة سنوزع قروضاً في مديريات الوازعية وموزع وشرعب الرونة وأجزاء من مديرية ماوية بناء على دراسات الجدوى، ونتوقع مزيداً من التفاعل من قبل المستفيدين في الريف. دعم المستحقين في السواحل وبخصوص المشمولين بالرعاية في السواحل يتجه صندوق الرعاية إلى دعم صناعة شباك الصيد البحري وفق حاجة البيئة التي فيها المستفيدين، يقول شحرة: - خصصنا المبالغ لهذا الغرض، وفيه فرص أفضل، وقد نفذنا هناك دورات في المجال السمكي لخلق فرص عمل للفقراء، ولكن وجدنا من يريد التدريب في مجالات لا تحتاجها بيئته الساحلية في ذباب والمخاء، وهؤلاء يحتاجون كغيرهم إلى توعية مستمرة بتغيير القيم وإحلال قيم جديدة تحفزهم على العمل وترك الكسل والتواكل وغرس قيم التكافل الاجتماعي في أوساط المجتمع.. وهذا ما نأمله من الإعلام والمسجد، ودراسة من منظمات المجتمع المدني.. فإن تكن في شاطئ البحر فأنت أحوج إلى فرص عمل في الاصطياد وما يحتاجه هذا النشاط.. لقد أوجدنا فرصاً مهمة لعدد من المتدربين في الجوانب الميكانيكية لصيانة القوارب بعد أن وجدنا الخبرة محدودة في هذا الجانب. تجربة متفردة بالنسبة لتقييم أنشطة الصندوق ونجاحاته يقول مدير فرع الصندوق: نعوّل على المتابعة والتقييم المستمر، كما نعوّل على تجربتنا المتفردة في محافظة تعز، كونها ترعى من الجامعة، فهي تقوم على فكرة علمية، وعلى هذا الأساس يكون التقييم، وقد وجدنا التشجيع من الوزارة.. فالوزيرة أمة الرزاق حُمّد قالت بمناسبة تدشين برنامج القروض إن هذه التجربة قابلة للتطبيق والتقييم في فروع الصندوق في المحافظات.. وهذا حرص على حضور الجانب العلمي في كل ما نقوم به، لأنه قادر على إنجاح أي فكرة وتصحيح مسارها، وهذا التوجه مرهون نجاحه السريع باستيعاب القيادات في الجهات الرسمية ذات الصلة بمفاهيم الشراكة الاجتماعية في تحقيق أهداف الانتقال بالمشمولين بالرعاية من الإعالة الى الإنتاج، والعمل على إخضاع المشاكل الاجتماعية والظواهر السلبية للدراسة العملية، واقتراح الحلول والمعالجات من منظور علمي وبما يحقق التفاعل بين كافة الأطراف وصولاً إلى الحد من الظواهر السلبية وأسوأها الفقر.. نريد نقلة نوعية في استيعاب المفاهيم وتغيير السلوك وتصحيح الأخطاء.. المهم كيف يجد الإنسان الحافز على العمل، فالمساعدات النقدية لا نقول إنها غير مجدية إلا أن المستفيدين منها لا يتوقعون أن يتغير واقعهم المعيشي كلياً فذلك يحصل بوجود حافز على العمل والإنتاج وهذا ما ستؤدي إليه القروض البيضاء مع الوقت فتصبح المساعدة عبارة عن حافز.. وفي المدينة أنشطة قائمة يستفيد منها البعض بمساعدة الصندوق.. وأود الإشارة إلى أن ال(13532) حالة جديدة المعتمدة ستستلم مستحقاتها قريباً، وإجمالي المبلغ الذي سيصرف لها يزيد عن سبعين مليون ريال، فيما يزيد ما يصرف سنوياً لإجمالي الحالات في المحافظة عن مليارين وثمانمائة ألف ريال. الحماية الاجتماعية وعبر في ختام حديثه عن تفاؤله بزيادة المؤشرات الإيجابية وأهمية توجه الدولة لإعداد استراتيجية وطنية للحماية الاجتماعية في المرحلة المقبلة وتعاظم الإنجازات في مجال السياسة الاجتماعية وتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية في هذا المجال وغيره.