قيادات نسوية في الحديدة: المرأة التهامية تمكنت من التعليم والمشاركة السياسية ولم تعد كما كانت ربة بيت تخوض المرأة التهامية عراكاً حقيقياً في الحياة وتسجل بين حين وآخر تقدماً ملحوظاً ومتميزاً بالتواجد في مختلف المجالات لتكتسب نشاطاً رائداً ومتقدماً في العمل في مختلف الأنشطة التنموية والاجتماعية والإبداعية باعتبارها نصف المجتمع وشريكاً أساسياً وفاعلاً في عملية البناء والتنمية. عما حصدته المرأة التهامية من مكاسب ومشاركة في اتخاذ القرار، وما صنعته من ريادة في استحقاقات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تحدثت عدد من القيادات النسائية في محافظة الحديدة ل(الجمهورية) : المنظمة النسوية الكبرى البداية كانت من المنظمة التي ضمت كل نساء اليمن في اتحاد واحد وهو اتحاد نساء اليمن حيث التقينا بالأخت صبحية أحمد راجح رئيسة فرع الاتحاد بالحديدة والتي أشارت إلى أن وجود مثل هذه التجربة النوعية الفريدة المتمثلة باتحاد نساء اليمن ليعد دليلاً واضحاً على المكانة الرفيعة التي وصلت إليها المرأة اليمنية، كونها تجربة قلما توجد في البلدان الأخرى وأوضحت الدور الكبير الذي يلعبه الاتحاد في تنمية المرأة ورفع مستواها في مختلف الجوانب وتحسين وضعها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي من خلال توعيتها بأهمية دورها في المجال السياسي ومشاركة المرأة في العملية الديمقراطية من خلال ترشحها وانتخابها في الاستحقاقات الانتخابية المتعددة التي تشهدها بلادنا بين الحين والآخر. مناصرة المرأة وفي ذات المكان اتحاد نساء اليمن فرع الحديدة كان لنا عدة لقاءات مع العديد ممن يدرن العمل هناك وذلك بغرض التعرف أكثر على ما تقوم به المرأة من إبداعات «تنطلق من اتحادها الأكبر ، حيث التقينا هناك بالأخت هيفاء الحمدي مسؤولة دائرة تنمية المرأة بفرع الاتحاد أكدت أن الغرض الأساسي هو تشجيع المرأة على التعليم ومحو الأمية لدى النساء وإلى جانب ذلك يلعب الاتحاد دوراً كبيراً في التوعية الصحية والدينية والثقافية للمرأة حيث يحاول الاتحاد أن يخاطب المرأة باللغة المفهومة لديها ، كما أشارت إلى ما يقوم به الاتحاد من مشاريع تنموية للمرأة كالمراكز الريفية الخاصة بالمرأة ومشروع المواشي في زبيد ومشروع الحياكة في باجل والنشاط الذي يقيمه الاتحاد للسجينات بالتعاون مع الهلال الأحمر والذي يهدف إلى محو أمية السجينات اللواتي دخلن السجون وتعليمهن مهن الخياطة والحياكة. الحماية القانونية من جانبها الأخت هدى أحمد من مشروع الحماية القانونية والمناصرة تطرقت إلى هذا المشروع الذي استحدثه الاتحاد خلال عام 2004م المنصرم والذي يهدف إلى توعية المرأة بالنسبة لحقوقها كعاملة وكربة بيت كما يقوم بالتنسيق مع المحامين للدفاع عن النساء السجينات دون أي وجه حق وأشارت إلى أنه يتم في هذا الصدد بث برنامج إذاعي في إذاعة الحديدة عن مناصرة المرأة ويتم إعداد حلقاته على شكل ندوات. الشراكة في التنمية أما الأخت مريم الحاج مسؤولة دائرة التدريب والمشاريع بفرع اتحاد نساء اليمن بالحديدة فقد أكدت أن المرأة شريك أساسي لا غنى عنه في التنمية ، ذلك لأن التنمية لا تقوم على جنس واحد فقط فالحياة مشاركة والتنمية الناجحة والمستمرة لابد من وجود المرأة فيها وقد كفل الدستور اليمني للمرأة مشاركتها في جميع الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها. مبادرة الحكمة !! وإذا ما خرجنا عن نطاق اتحاد نساء اليمن كون إبداع المرأة اليمنية لا يمكن حصره في مساحة معينة فإننا سنتجه صوب المحتضن العلمي الأكبر وهو الجامعة حيث كان لنا في جامعة الحديدة وقفة مع الدكتورة كفاح الدبعي التي أوضحت مدى الحكمة البالغة في المبادرة الرئاسية الكريمة التي تقدم بها فخامة المشير علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، حفظه الله ، والذي أعطى من خلالها المرأة المكانة الرفيعة وذلك بتخصيص نسبة 15% من المقاعد البرلمانية للمرأة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تقدير فخامة الرئيس للمرأة، اليمنية وحرصه الشديد على مشاركتها الرجل في بناء اليمن وهذا الأمر لطالما تعودته المرأة من رئيسها الوفي !! لا مجال للمقارنة وخلال لقائنا بالأخت حسنة مجلي مديرة مدرسة الزهراء الأساسية للبنات بمديرية بيت الفقيه تبين لنا الفرق الهائل بن وضع الفتاة الريفية قديماً وحاضراً حيث قالت : - المرأة الريفية كان لها دور واحد وهو تربية الأطفال والاهتمام بالزوج والبيت ومشاركة زوجها في فلاحة الأرض ، ولم يكن لها نصيب وافر من التعليم فكانت بعيدة ومهملة في التعليم ، وقد تغير هذا الوضع جذرياً فأصبح للفتاة التهامية والريفية على وجه الخصوص أوفر النصيب في أن تحظى بالتعليم وذلك من بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي أعادت للمرأة حقوقها ومنذ أن حظيت المرأة بالاهتمام الكبير من القيادة السياسية الرشيدة وبزعامة المشير علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية، حفظه الله ، ولك أن تلاحظ هذا الفرق بنفسك إذا ما أخبرتك بأن عدد الملتحقات بالتعليم الأساسي في الثمانينيات لا يتعدى 35 طالبة والآن أصبح العدد يتجاوز 1500 طالبة!! الاهتمام بتعليم الفتاة وفي ذات السياق أوضحت الأخت نجيبة محمد إدريس مديرة مدرسة خولة بنت الأزور الثانوية للبنات بالحديدة مدى الشوط الكبير الذين قطعته اليمن في محاربتها الأمية في أوساط النساء وذلك من خلال الاهتمام المتزايد من الدولة بتعليم الفتاة وتشجيعها على مواصلة التعليم وبذلك نستطيع أن نحد من انتشار الأمية لدى النساء ، وأضافتك بأن الأعداد الكبيرة المسجلة في التعليم الثانوي في مدارس الإناث يعد دليلاً على مواصلة الفتيات لتعليمهن. شاهد بذاته .. وإن انعدمت الشواهد !! وإذا ما التفتنا إلى تجربة «نوعية مهمة» تضاف إلى الرصيد الزاخر لديمقراطية اليمن ومكانة ودور المرأة فيها فإننا سنكون أمام تجربة برلمان الأطفال اليمني الشامة الجميلة التي تميز اليمن عن غيرها، وما يزيد هذه الشامة جمالاً هو ترؤس فتاة لهذا البرلمان وهي ندى الشراعي أو بلقيس الحديدة والتي لم تختلف معنا في إجماعنا على المكانة الرفيعة التي وصلت إليها المرأة اليمنية حيث تقول : إن ترؤس فتاة لبرلمان الأطفال اليمني أعظم دليل وشاهد على مدى الوعي الحضاري الرفيع الذي يتعامل به اليمن قيادة وشعباً مع المرأة والذي فتح أمامها آفاقاً أكثر رحابة نحو مستقبل واعد !! نصف المجتمع !! وكون الشواهد كثيرة على تقدم ورقي المرأة اليمنية ودورها الفاعل في تغيير ملامح الحياة اليمنية من مختلف الجوانب فإن الإلمام بهذه الشواهد قد نجد فيها صعوبة كبيرة بيد أننا سنكتفي بإضافة شاهد أخير إلى جانب الشواهد السالفة الذكر وهذا الشاهد تدلي به الأخت حنان عمر أحمد الأمينة العامة لجمعية نصف المجتمع النسوية الخيرية بالحديدة والتي توضح بأن دور الجمعيات مهم جداً في المشاركة في عملية البناء والتنمية للمجتمعات، والأجمل من ذلك أن توجد هناك جمعيات نسوية تبرز المشاركة الحضارية للمرأة في بناء الوطن والتي من ضمنها جمعية نصف المجتمع التي نتشرف بأن نسهم من خلالها في الرقي بالعملية التنموية في الوطن وذلك من خلال تبني مشاريع ودورات مهمة تسهم في القضاء على الأمية والحد من البطالة وتساعد في إيجاد منتج يمني متميز.