نظمت جمعية الأقصى بصنعاء أمس ندوة خاصة حول المخاطر الكبيرة التي تهدد المسجد الأقصى المبارك من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وتأتي هذه الندوة في إطار فعاليات أسبوع التضامن الثاني مع الشعب الفلسطيني، الذي تنظمه المنظمات العاملة لأجل فلسطين تحت شعار «من يمن الأحرار.. مدد ونصرة لفك الحصار». وفي الندوة تحدث عضو رابطة علماء فلسطين في الشام محمود أبو الخير عن تاريخ المسجد الأقصى، ومساحته وهيئته السابقة والحالية، وفضائل الصلاة فيه والمكانة التي يجب أن يحظى بها المسجد الأقصى من قبل المسلمين. منوهاً إلى الحديث النبوي الذي حث على الرغبة والمدد للمسجد الأقصى بقوله «صلى الله عليه وسلم» في ماروي عنه « إن لم تصلوا فيه فاسرجوه له بالزيت».. وأشار أبو الخير إلى خلط وسائل الإعلام بين المسجد الأقصى، وقبة الصخرة ، وقال : عندما يهدم سور من أسوار المسجد الأقصى يظن الكثير أن المسجد الأقصى ما هو إلا قبة الصخرة فحسب ، بينما الأمر غير ذلك تماماً. من جانبه أشار شاعر وأديب القدس عبد الرحمن فرحانة إلى الحفريات التي تحيط بالمسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال .. لافتاً إلى استمرار قيام سلطات الاحتلال بعمل الأنفاق تحت المسجد الأقصى، والتي يصل امتداد بعضها إلى نحو 600 متر حول المسجد.. وقال فرحانة :لو صور المسجد الأقصى من الأسفل لظهر أنه معلق في الهواء ، وربما لو دنت طائرة إف 16 من المسجد، وأفرغت الصوت عن قرب منه لتهدم ، وذلك في إشارة منه لما بلغته الحفريات الصهيونية التي تستخدم المذيبات الكيماوية لإذابة الصخور ، وبأحدث الآلات التي لاتصدر أي صوت يستفز المقدسين . وحذر من العمليات السرية التي يقوم بها اليهود لهدم المسجد الأقصى وتدميره. وقال: إن مثل هذه العمليات عادة لاتحمل أي طابع رسمي كون الذي يقوم بها جمعيات أهلية ومؤسسات مستقلة. ولفت إلى أن أخطر القرارات التي اتخذتها سلطات الاحتلال بهذا الصدد إصدار المحكمة العليا الاسرائيلية قراراً يملك الإسرائيلين الأراضي في القدس المحتلة ونزعها من ملاكها العرب، والذي سمح لهم ببناء كنيس صغير في إحدى زوايا القدس. وأوضح أن مشاريع تهويد القدس تنفذها إسرائيل في سرية تامة غالباً ، ومنها ماسموه «مشروع الحوض المقدس» الذي افتتحه شارون ، وتم من خلاله تهويد مايقرب عن 340 موقعاً من البلدة القديمة ببيت المقدس تطبيقاً للنظريات الأربع الإسرائيلية لهدم الأقصى وبناء الهيكل اليهودي المزعوم. فيما استعرض أمين عام جمعية الأقصى محمد العديل بدوره أنشطة وبرامج الجمعية ومشاريعها الإنمائية والإغاثية لصالح الشعب الفلسطيني.. ودور المسلمين ومساعداتهم الخيرية في التخفيف من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة والضفة الغربية . وفي ندوة أخرى مماثلة نظمتها عصر أمس بصنعاء مؤسسة القدس الدولية مكتب اليمن تحدث كل من الدكتور نواف أبو ثابت ، والدكتور زياد أبو زيد ، وخطيب ومفتي القدس عكرمة صبري، تناولوا في مجملها المخاطر المحدقة بالقدس ومحاولة الاحتلال المستمرة لتهويد بيت المقدس. كما تطرقت الكلمات إلى واجب ودور المسلمين تجاه تلك المخاطر كواجب وإلزام ديني. هذا ومن المقرر أن يختتم الأسبوع الثاني للتضامن مع الشعب الفلسطيني اليوم الأربعاء بمهرجان خطابي وفني يؤكد المطالب بضرورة فك الحصار عن إخواننا الفلسطينيين في غزة.