تطابق وجهات النظر إزاء تنسيق جهود مكافحة الإرهاب ودعم استقرار العراق ولبنان والصومال رئيس الجمهورية يشيد بنتائج مباحثاته مع ميركل ويؤكد أهمية توسيع مجالات التعاون بين البلدين نتطلع إلى قيام ألمانيا بدور فاعل لإنهاء معاناة الفلسطينيين ميركل: زيارة الرئيس صالح ستسهم في توطيد وتوسيع جوانب التعاون المختلفة اليمن بلد مهم لألمانيا وملتزمون بدعم جهوده في المجالات الاقتصادية والتنموية جرت لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في برلين أمس مراسم الاستقبال الرسمية، حيث كان في مقدمة مستقبليه في مقر المستشارية السيدة إنجيلا ميركل مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية وعدد من المسؤولين الألمان. وقد اصطحبت المستشارة الألمانية فخامة الأخ الرئيس إلى منصة الشرف .. حيث عزفت الموسيقى السلامين الوطنيين للجمهورية اليمنية وجمهورية ألمانيا الاتحادية. ثم قام فخامة الأخ الرئيس باستعراض حرس الشرف الذين اصطفوا لتحييته. بعد ذلك عقدت جلسة المباحثات اليمنية الألمانية بين فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وإنجيلا ميركل مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية ، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك وعلى مختلف الأصعدة وكذا مناقشة سبل تعزيز الدعم الألماني لمسيرة الديمقراطية والتنمية في اليمن. كماجرى بحث التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي طليعتها التطورات في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان والصومال ومنطقة القرن الأفريقي والملف النووي الإيراني وجهود مكافحة الإرهاب. وتناولت المباحثات أهمية تعزيز الدور الألماني للدفع بجهود السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقد أشاد فخامة الاخ الرئيس بمستوى العلاقات والشراكة القائمة بين اليمن وألمانيا الاتحادية وما تقدمه ألمانيا من دعم لمسيرة الديمقراطية والتنمية في بلادنا ، مؤكدًا أهمية الدور الألماني لدعم اليمن سواء في الإطار الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي. من جانبها أشادت المستشارة الألمانية بمستوى العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين، منوهة بالتجربة الديمقراطية في اليمن وبحرية الصحافة ومشاركة المرأة اليمنية في الحياة السياسية والعامة وما حققه اليمن في مجال الإصلاحات، وكذا ما يبذله من جهود في مجال مكافحة الإرهاب. وأكدت التزام ألمانيا بدعم اليمن سواء في المجال الديمقراطي أو التنموي وعلى وجه الخصوص في مجال التعليم الفني والمهني وكذا دعم الجهود اليمنية في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب. وأكد فخامة الرئيس والمستشارة الألمانية لدى مناقشتهما للأوضاع في المنطقة ومنها الأوضاع في فلسطين أهمية إحلال السلام في المنطقة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ، وكذا دعم المبادرة العربية الخاصة بلبنان وبما من شأنه التسريع بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لسد الفراغ القائم في هذا المنصب ودعم وحدة لبنان وأمنه واستقراره. كما أكدا تنسيق جهود البلدين فيما يتصل بتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في منطقة القرن الإفريقي. ودعا فخامة الأخ الرئيس ألمانيا إلى القيام بدور فاعل من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان والحصار الإسرائيلي الجائر وخصوصاً على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ..مؤكداً ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته لممارسة الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي. ووجه فخامة الرئيس الدعوة للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل لزيارة الجمهورية اليمنية، ووعدت بتلبيتها في أقرب وقت ممكن. وعقب ذلك تحدث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل لوسائل الإعلام.. حيث عبر فخامة الأخ الرئيس عن سعادته بزيارة ألمانيا ونتائج المباحثات التي أجراها مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل .. موضحاً أنه تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال: إن العلاقات اليمنية الألمانية علاقات صداقة تاريخية، متطورة ومتجذرة.. وأضاف : إن البلدين يتشابهان في تجربة الوحدة كونهما كان مشطرين واستعادا وحدتهما بطرق سلمية. وتابع قائلاً : ورغم التشابه في هذا القاسم المشترك إلا أن هناك فارقاً شاسعاً في الجوانب الاقتصادية ، مشيرًا إلى أن نتائج زياراته المتكررة لألمانيا اسهمت في ازدهار هذه العلاقات وتوسيع مجالات التعاون المشترك بين البلدين. وقال فخامة الأخ الرئيس : لقد لمسنا خلال مباحثاتنا اليوم مع المستشارة انجيلا ميركل تقديرًا كبيراً للنجاحات التي حققها اليمن على صعيد الديمقراطية والإصلاحات وحرية الصحافة ومشاركة المرأة وكذا تفهماً للصعوبات والتحديات التي يواجهها اليمن سواء على صعيد التنمية ومكافحة الفقر أو الآثار المترتبة على الأعمال الإرهابية.. مبيناً أن المستشارة الألمانية إن أبدت استعداد بلادها لدعم اليمن في مجال التعليم خاصة التعليم الفني والمهني. واستطرد قائلاً : نحن في اليمن نرى بأن التعليم هو الأساس والمدخل الرئيسي لمقارعة التخلف وتحقيق التقدم للشعوب. وبشأن ماتناولته المباحثات فيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية .. قال فخامة الأخ الرئيس: لقد بحثنا الوضع في العراق، وأكدنا أهمية استقرار العراق،كما بحثنا الوضع في الصومال وأكدنا أهمية دعم الجهود المبذولة لإحلال السلام في هذا البلد، وتطرقنا إلى الوضع في لبنان وكانت وجهتا نظرنا متطابقة بأنه ينبغي على الأسرة الدولية أن تعمل من أجل دعم لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه وكذا من أجل انتخاب رئيس للجمهورية لسد الفراغ القائم في هذا المنصب. ومضى قائلاً : ونحن نتواصل مع أشقائنا في سوريا من أجل إنجاح القمة العربية المزمع عقدها في دمشق، وقد حثيناهم على الإسهام بدور فاعل لإنجاح انتخابات الرئاسة اللبنانية وبمايضمن نجاح قمة دمشق والمشاركة العربية الفاعلة فيها. وأردف فخامة الأخ الرئيس قائلاً : و تناولت مباحثاتنا الوضع في افغانستان ،وأكدنا أننا مع أمن واستقرار أفغانستان واستئصال الإرهاب من أراضي أفغانستان التي يتخذها الإرهابيون وكراً لزعزعة الأمن والاستقرار في العالم،كما شددنا على أهمية تكاتف جهود الأسرة الدولية من أجل مكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن اليمن كان من أوائل الدول التي تعاني من الإرهاب ، نظرًا لما ألحقته الأعمال الإرهابية من أضرار فادحة بالاقتصاد الوطني وماخلقته من صعوبات وتحديات تعيق مسيرة التنمية . وقال : ولذلك، نحن شركاء مع الأسرة الدولية في مواجهة آفة الارهاب، ونتطلع إلى ألا يقتصر التعاون على الجانبين العسكري والأمني فحسب بل يشمل دعم الدول الغنية لجهود الدول النامية في سبيل مكافحة الفقر والبطالة كونها تمثل بيئة خصبة لاستقطاب الشباب من قبل العناصر الإرهابية. وأردف فخامة الأخ الرئيس قائلاً : كما بحثنا القضية الفلسطينية، وأكدنا بأن ما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة هو إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي ماقبل 5 حزيران 1967م وطبقاً لقرارات الشرعية الدولية. وأكد فخامته أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني سينهي العنف ويحقق الأمن والاستقرار. وقال : نحن قدمنا مبادرة يمنية إلى الرئيس محمود عباس وقيادة حركة حماس من أجل رأب الصدع في الصف الفلسطيني، خاصة في ظل مايعانيه الشعب الفلسطيني من حصار جائر، وبمايكفل عودة الأمور بين الفلسطينيين إلى ماقبل أحداث غزة. وتابع قائلاً : إذا اتفقت حركتا فتح وحماس على حل الخلافات العالقة بينهما ثنائياً فإن ذلك سيساعد المجموعة العربية والمجموعة الدولية على تقديم المساعدات للفلسطينيين. من جانبها أشادت المستشارة الألمانية السيدة انجيلا ميركل بنتائج مباحثاتها مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ..ونوهت بالعلاقات اليمنية الألمانية. وقالت: سنعمل سوياً لدعم جهود الحكومة اليمنية في مجالات التنمية وبخاصة في مجال التعليم الفني والمهني، فالتدريب الفني والمهني هو مفتاح التقدم، وهناك تعاون مركز في هذا المجال ، وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح قد أكد خلال المباحثات أهمية الدعم الألماني في هذا الجانب. وأضافت : وقد أكدت بدوري لفخامته بأننا سنواصل دعم اليمن وبخاصة في التغلب على التحديات التي تواجه التنمية في اليمن سواءً في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب أو في مجالات التنمية المختلفة. وأشارت ميركل أن نتائج مباحثاتها مع فخامة الرئيس وكذا نتائج اللقاءات التي يجريها فخامته مع المسؤولين الألمان خلال هذه الزيارة، ستسهم في توطيد وتوسيع جوانب التعاون القائمة بين البلدين. وقالت : لقد تحدثت مع فخامة الرئيس حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الوضع في لبنان، وأكدت بأننا ننتظر من سوريا أن تقوم بجهودها فيما يتصل بانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، ونتطلع إلى دور إيجابي تلعبه سوريا في هذا المجال. وأشارت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى أنها بحثت أيضاً مع فخامة رئيس الجمهورية الوضع في الصومال والخلاف الإثيوبي الارتيري. وقالت : أكدنا أهمية حل مشكلة الصومال وإحلال السلام في هذا البلد.. وأعربت عن رغبة ألمانيا في التعاون مع اليمن في هذا الجانب وفي كل مايتصل بتعزيز أمن واستقرار المنطقة. وأكدت ميركل أن المانيا ستواصل دعمها لليمن في كافة المجالات. وقالت : اليمن بلد مهم لألمانيا، ونحن حريصون على دعم جهوده في المجالات الاقتصادية والتنموية. وفي ردها على سؤال بشأن جهود ألمانيا في الدفع بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط .. قالت المستشارة انجيلا ميركل : إن ألمانيا تحاول دائماً دعم عملية السلام .. لافتة إلى أن بلادها دعمت مبادرة أنابولس. ورأت ميركل أن قيام الدولة الفلسطينية أمر مهم لتحقيق السلام في المنطقة. وقالت : نحن نرى بأن الحل هو في إقامة دولتين دولة يهودية ودولة فلسطينية .. مؤكدة أن إقامة الدولتين شرط أساسي للسلام. ولفتت إلى أن هناك تحسناً في الوضع بالضفة الغربية.. مطالبة حركة حماس بالعمل من أجل إنجاح عملية السلام. وجددت التزام ألمانيا بدعم عملية السلام ودعم مشاريع البنية الأساسية في المناطق الفلسطينية. هذا وكان قد استقبل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بمقر إقامته ببرلين أمس فرانز جوزيف وزير الدفاع الألماني ، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين وفي طليعتها التعاون في المجال العسكري والتقني ومكافحة الإرهاب. كما جرى بحث التعاون في مجال التدريب والتأهيل العسكري والتعاون بين مستشفى كوبلنج العسكري ومستشفى وزارة الدفاع. وجرى خلال اللقاء بحث التطورات الجارية في المنطقة ومنها التطورات في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال ومنطقة القرن الأفريقي.