مازالت المبادرة اليمنية التي أطلقها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية مثار نقاش واسع بين الفلسطينيين الذين يجمعون على أنها تمثل المخرج الوحيد المتاح أمام الفلسطينيين في الوقت الراهن لرأب الصدع والخروج من مأزق الخلافات المدمرة للقضية الفلسطينية. وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي رجب أبوسرية في جريدة “الأيام” الفلسطينية اليومية في مقال له تحت عنوان “غزة... وآفاق المبادرة اليمنية”: “إن تبني وزراء الخارجية العرب مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح، الخاصة بمعالجة الأزمة الداخلية الفلسطينية، يضفي عليها طابعاً عربياً وينقلها إلى دائرة من الجدية، ويعزز من حظوظها في التأثير السياسي على طرفي النزاع الداخلي”.. وأضاف أبوسرية: “والمبادرة اليمنية نفسها، تبدو جادة ومتوازنة إلى حدود كبيرة، خاصة أنها مقدمة كرزمة واحدة”. بينما يؤكد مصطفى الصواف، رئيس تحرير صحيفة “فلسطين” اليومية التي تصدر من غزة أهمية المبادرة اليمنية وكذا جهود الوساطة المصرية للتهدئة”. ويقول في مقال له نشر أمس: كثر الحديث في اليومين الماضيين حول التهدئة والحوار، وانشغلت وسائل الإعلام وتصريحات السياسيين والإعلاميين في هاتين المسألتين، ويبدو أن التحركات المصرية آخذة بالتفاعل في موضوع التهدئة، وكذلك الرئيس علي عبدالله صالح يتحرك باتجاه الحوار الفلسطيني الفلسطيني.. وأثنى على التحرك المصري والتحرك اليمني لرأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينيين.. منوهاً إلى أن التحرك المصري الفاعل في الأيام الأخيرة جاء في أعقاب ضوء أخضر أمريكي خاصة بعد زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية رايس لمصر الأسبوع الماضي. وأشار إلى أهمية جهود اليمن في هذا الصدد والتي تأتي بالتنسيق مع جهود مصر والسعودية بغية استئناف الحوار الفلسطيني الفلسطيني، مثمناً الحرص الذي تبديه اليمن لإنهاء الخلافات بين حركتي فتح وحماس والذي تجسد من خلال المبادرتين التي قدمهما الرئيس علي عبدالله صالح.. من جهته أَعرب مُنتدى الكُتّاب الفِلسطينيين بقطاع غزة عن تَرحيبه الكبير بالمبادرات العربية والجهود الهادفة إلى عودة الحوار الفلسطيني الفلسطيني، وتَوحيد الصفوف وإعادة اللُحمة بين فَصائل الشعب.. وأشاد المنتدى في بيان صحفي بالمُبادرة اليَمنية.. معتبراً أن من شأن هذه المبادرة إعادة تَرتيب الأوضاع الدَاخلية الفلسطينية والبدء بحوار وطني شَامل وبَنّاء على أساس الثوابت والحقوق الفلسطينية. ودعا أبناء الشعب الفلسطيني وفَصائله إلى التَوحد وإرساء مبادئ الحب والتعاون والتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية، والتعاون مع كافة الجهود في سبيل إنهاء حالة الشقاق والانقسام والعودة إلى الحوار، حتى نقوى على مُجابهة العَدو والوُقوف في وَجه كافة المؤامرات والدسائس التي تُكال على القضية الفِلسطينية. وحذر من أن استمرار حالة الفرقة لا يَخدم القَضية الفلسطينية بل يخدم الاحتلال الاسرائيلي الذي يَستغلها لأهدافه ومُخططاته الماكرة، وليُبعد الإنسان الفلسطيني عن الهَم الأكبر الأرض واللاجئين والأسرى والمقاومة.