ليس ثمة عصر كثرت فيه التجارب لدى الإنسان كعصرنا هذا ، عصر " الهوس " وأعني هنا بالهوس "هوس التجارب " وكأن الإنسان قد أصيب بذلك الهوس وعدواها في كل ما يمت إلى حياته بصلة ، والتدخين إحدى تلك التجارب التي قرر الإنسان خوضها دون معرفة مخاطرها ، ولا العواقب التي ستواجه مشواره في الحياة الدنيا ، وهوس التجارب قد غزا الإنسان منذ قدم الزمان ، فإذا صادف الإنسان أي شيء جديد لابد من خوض تجربة معه ووضع دراسة عملية له ، وإن كان ذلك فيه مخاطرة منه ، لكنه " الهوس " الذي يستوطن عقول الناس ، فيفقدهم نعمة " العقل " الذي حباه الله للإنسان ليفكر ، لكن حينها " تغطية العقل " يفقدها الإنسان تماماً، وعندما نتكلم عن التدخين لابد أن نذكر تلك الدوافع التي تجعل الإنسان ينساق وراء ذلك "الهوس" الذي قد يودي بحياته ، وهي: 1 تساهل الأسرة، فعندما ينغمس الأهل في مثل هذه العادات يصير سهلاً على الولد أن يعتقد بأن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة وإلا لما انغمس أهله وأقاربه فيها وبهذا فإن الأهل يشجعون أبناءهم عن سابق إصرار وتصميم على تدخين. 2 هوس" المغامرة. 3 إن المراهقين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام الكبار بمظهر الرجولة العارفين بكل شيء، وهكذا فإنهم يجربون أموراً مختلفة في محاولة اكتساب معرفة أشياء عديدة، فيكفي للمراهق أن يجرب السيجارة للمرة الأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية وهكذا. وهوس التجربة عند المراهق تكون عواقبها أكبر منها عند الكبار ، حيث تجعله يمتلك إحساس انه صار " رجااااااااااااااال " وأصبح يتصرف مثلهم ويقلدهم فيما يعملونه ، والكبار دوماً هم سبب مآسي الصغار ، لان الصغار لا يرتكبون شيئاً الكبار مقلعون عنه والعكس . التدخين يسبب أنواعاً عديدة من السرطان - أهمها سرطان الرئة ، وسرطان الرئة مرض نادر قبل الثلاثينات حيث كان عدد الإصابات لهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية يقدر بحوالي 600 إصابة سنويا وقد ارتفع هذا الرقم بعد ذلك إلى حوالي 85,000 إصابة وهو ما من شك في ازدياده يومياً ، والتدخين يكمن وراء كل تلك المعانات التي تتكبدها " البشرية ". لقد أثبتت دراسات عديدة أجريت على المراهقين أن أمراض الرئة المزمنة قد تنشأ بعد تدخين 5-10 سجائر في اليوم لمدة عام أو عامين، وإن وجود الفلتر" ليس ضمانه إذ أنه الفعّال الذي يزيل كل النيكوتين والرماد والزيوت وغيرها من الكيماويات من الدخان لا يمكن لهذا الدخان أن يعبره. زيادة على الأمراض الرئوية المزمنة التي يسببها التدخين فهو يزيد بعض الأمراض الرئوية كالربو مثلا ويجعل إصابة الرشح والتهاب القصبات الحاد أكثر حدة، التدخين يسبب تقلصاً في شرايين القلب وهذا بدوره يسبب الذبحة القلبية فالأبحاث الطبية قد أظهرت بشكل غير قابل للجدل التأثير السيئ للتدخين على القلب وشرايينه. إن هذا الضرر يبدأ من تدخين السيجارة الأولى حتى ولو لم (يبلع) المدخن "الدخان" إذ أن مادة النيكوتين تذوب في اللعاب وتُمتص بواسطة الدم وتسبب تقلصاً واضحاً في شرايين القلب وباقي شرايين الجسم. الجدير ذكره أن أول إحصائية عن التدخين في الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت في عام 1880 وكان تعداد السكان خمسين مليوناً فقط ثبت أنهم يدخنون 1,3 بليون سيجارة سنويا وحينما ارتفع عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلى 204 ملايين ارتفع عدد السجائر المدخنة إلى 536 بليون سيجارة سنويا. من هذا يتضح أن السكان أزادوا بنسبة 300% أي أن زيادة السجائر أكثر من زيادة السكان 133 مرة.، وهذا مخيف جداً ، وهناك أنواع للتدخين هناك من يدخن ويبقي الدخان في الفم لدقائق حتى يستحليه أكثر ، ومنهم من يخرجه من الأنف " سبحان الله " ، ومنهم من يستحليه وينفث به عالياً لذلك أصبح التدخين احترافاً وليس " أي كلام " .