الزوكا: مستعدون وبالتعاون مع الحكومة للعمل بما يؤمن هذه الآثار ويحافظ عليها وفقاً للتقرير الذي قدمته لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بمجلس النواب خلال الشهر الماضي حول عمليات النبش والنهب التي تتعرض له المواقع الأثرية في محافظتي مأرب والجوف، قام الأخ الدكتور محمد أبوبكر المفلحي ومعه الإخوة عارف عوض الزوكا محافظ محافظة مأرب ، والدكتور عبدالله باوزير، رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف، وأحمد صويل ، رئيس لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بمجلس النواب بزيارة تفقدية للمواقع الأثرية الهامة بمحافظة مأرب والاطلاع على ما تحويه المحافظة من تراث وتاريخ، حيث تفقد مدينة صرواح التاريخية ومعبد المقة وسد مأرب القديم ومعبد أوام وعرش بلقيس ومدينة مأرب القديمة. وخلال الزيارة استمع الأخ الوزير من القائم بأعمال مدير عام الآثار بالمحافظة إلى شرح مفصل حول أعمال البعثات الأثرية والاكتشافات الجديدة والمراحل التاريخية لهذه المواقع ومكوناتها..الأخ وزير الثقافة أشار إلى أن محافظة مأرب سيكون لها مستقبل كبير وزاهر، خصوصاً عندما يتم تنفيذ المشروع القطري لحماية الآثار اليمنية وذلك في المستقبل القريب..موضحاً بأن المحافظة لا يتمثل غناها بالآثار فقط وإنما بتنوع الموروث الثقافي المادي وغير المادي، وأضاف قائلاً :نحن في وزارة الثقافة سنعمل جاهدين على تقديم ما نستطيع أن نقدمه في المجالات المختلفة للمحافظة، والتي هي بحاجة ماسة إلى الدعم والاهتمام من قبل الدولة .. مؤكداً بأنه سيتم إنشاء متحف وطني في المحافظة، حيث إن مشروع التصاميم الخاصة بالمتحف في مراحله النهائية، والذي سوف يتم البت فيه في القريب العاجل، إضافة إلى بناء مكتبة عامة، والتي سوف تستقطب الكثير من الرواد والمثقفين والطلاب والدارسين في المحافظة .. منوهاً بأنه سيتم إدخال مأرب ضمن البرامج المختلفة للحرف اليدوية؛ كون مأرب محافظة غنية بهذا الموروث الهام، والذي سيتم تطويره من خلال التدريب والتأهيل للحرفيين؛ لما فيه إنجاز ورفع مستوى هذه الحرف، والتي سوف يكون لها الأثر الاقتصادي لأبناء المحافظة. وأضاف الوزير قائلاً : أعتقد أن هذه المحافظة سوف تشكل في المستقبل نقطة جذب هامة للسياحة بشقيها الداخلية والخارجية لأهميتها تراثياً وتاريخياً، وزيارتنا لمأرب تستهدف في المقام الأول التعرف على النشاط الثقافي وما توصلت إليه البعثات الأثرية سواء المحلية أو الأجنبية من نتائج مهمة سوف تساعد هذه المحافظة على الوصول إلى ما نصبو إليه، مهيباً بأبناء المحافظة إلى التعاون الجاد والوقوف جنباً إلى جنب مع المشروع القطري، لما سيكون لهذا المشروع من آثار إيجابية وانعكاسات اقتصادية وسياحية عليهم. من جانبه قال الأخ محافظ مأرب : إن المواقع الأثرية المتميزة التي تتميز بها مأرب إنما هي شاهد على حضارة عريقة تحتاج الاهتمام والحفاظ عليها وإن زيارة وزير الثقافة والوفد المرافق له نتاج لاهتمام بالغ توليه القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية متمنياً أن يكون لهذه الزيارة مردودات إيجابية على صعيد الاهتمام بالآثار.. مبدياً استعداد قيادة المحافظة والسلطة المحلية التعاون مع الحكومة فيما يؤمن هذه الآثار ويحافظ عليها. أوام أكبر معبد تم اكتشافه على مستوى الجزيرة العربية الدكتور عبدالله باوزير رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف أكد بأن معبد أوام لم يتم الكشف عنه حتى الآن، بينما الذي تم اكتشافه هو عبارة عن مدخل للمعبد فقط ، حيث مازال المعبد الأساسي مغطى بالرمال ،ويحتاج إلى سنين طويلة للكشف عنه.. مشيراً إلى أن هناك كميات كبيرة من الزخارف تم الكشف عنها في المعبد، والتي تؤكد عظمة العمارة اليمنية القديمة والفنون الجميلة المستخدمة .. منوهاً بأن الاكتشافات الأثرية الأخيرة للبعثة الأمريكية أوضحت أن المملكة السبئية كانت تتمتع بعلاقات دبلوماسية مع الممالك اليمنية والخارج. التاريخ اليمني لم يكتمل بعد مبخوت مهتم القائم بأعمال مدير عام الآثار بالمحافظة أشار إلى أن معهد الشرق الألماني والذي قام بعملية المسوحات الأثرية في مدينة مأرب القديمة أن المدينة تتكون من ثلاثة أجزاء كبيرة ذات قطاعات مهمة، تضم أكثر من سبعة معابد وثماني بوابات، وتضم عدداً من الأبراج الكبيرة والقصر الملكي سلحين وسوقاً تجارياً، مؤكداً أن سلسلة التاريخ اليمني لم تكتمل بعد؛ نتيجة لنقص الحفريات ، والتي تعتبر هامة جداً لاستكمال السلسلة التاريخية حيث يجب تركيز الجهود القادمة على عملية الحفريات والترميم وكيفية تأهيل هذه المواقع كبرنامج تنموي. البئر السبئية معلم تاريخي هام وأضاف مهتم إن هنا بئراً سبئية يشرب منها أبناء مأرب تسمى بئر عبيد، والتي هي أصلاً بئر معبد حرونم الأثري ما زالت هي البئر السبئية الوحيدة التي مازالت موجودة حتى اليوم .. منوهاً بأن هذه البئر تعود لشخصية تاريخية مهمة باسمه، والذي لم يتم كشف النقاب عنه حتى الآن..على نفس الصعيد افتتح الأخ وزير الثقافة ومعه محافظ مأرب المكتبة الثقافية العامة بالمحافظة..وخلال الافتتاح أكد الأخ الوزير بأن الوزارة سوف تعمل برفد المكتبة بالكثير من الكتب الثقافية والدينية وغيرها والتي سوف يكون لها آثار طيبة على أبناء المحافظة..هذا وكان الأخ وزير الثقافة ومعه محافظ مأرب قد دشنا فعاليات الدورة التدريبية الخاصة بالصناعات الخزفية للمرأة الريفية في المحافظة تحت شعار «الصناعات الحرفية والخصوصية للمرأة الريفية» بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الزراعة والري، ممثلة بالإدارة العامة لتنمية المرأة الريفية والهيئة العامة لتطوير المناطق الشرقية بمشاركة 10 متدربات من محافظتي مأرب والجوف، حيث أشار الأخ الوزير إلى أن الحرف اليدوية تعد إحدى مصادر الدخل الهامة في المجتمع اليمني، والتي يجب أن تحظى بالاهتمام الكبير سواء على المستوى المركزي أو على مستوى المجالس المحلية بالمحافظة .. مشيراً إلى أن هذه الدورة تأتي انعكاساً لتوجه القيادة السياسة ومجلس الوزراء ، والذين يعطون مأرب جل اهتمامهم ورعايتهم.. فيما تحدث الإخوة الدكتور عبدالقادر عساج رئيس الهيئة العامة لتطوير المناطق الشرقية ونورية البدح مدير عام تنمية المرأة الريفية بوزارة الزراعة وشرف الحمادي عن برنامج الدعم الزراعي بالوكالة الأمريكية ، وذكرى الزبير مديرة تنمية المرأة ، عن وجود مثل هذه الدورات التي تعود بالنفع على المجتمع وتقوي مصادر دخله، مشيدين بالدعم الذي تقدمه وزارة الزراعة والوكالة الأمريكية في هذا الإطار .. رافق الأخ الوزير خلال الزيارة كل من عدنان سنان أبو لحوم، وعلي محمد الفاطمي وكيل المحافظة.