في مولد الهادي الحبيب قد أشرقت وأضاء طه النور في الأكوان وتنورت وجه البسيطة واكتست حللاً مرصعة من الألوان واستقبل الأهل الوليد بلهفة ومودة ومحبة وحنان ياسيدي الهادي الحبيب أتيت في بحر من الأخطاء والأدران بطحاء مكة لاتزال بجهلها في الجور في الظلمات والطغيان والناس تلهو في مسارح غيها قد جردت من عقل من تبيان لهثوا على تلك المصالح جلهم هيهات مانالوا سوى الخسران وتنافسوا بتجارة مبخوسة بالوزن والتطفيف بالميزان سمة التناحر لاتزال خصالهم واللهو بين مليحة وقيان وعبادة تابى العقول قبولها للجهل للأصنام للأوثان حتى أتى الهادي البشير محمد برسالة وهداية وبيان تشفي النفوس ولاتزال علاجها في كل عصر سالف وأوان ومضى الحبيب إلى العباد بدعوة حملت صفات جمة ومعاني تدعو الأنام إلى عبادة واحد من دونما إشراك أو عصيان حملت رسالته الهداية للورى وأتت مكملة بلا نقصان أرسى العدالة للعباد ولم يزل ساس العدالة شامخ الأركان أعطى الفقير زكاته وحقوقه وكذا اليتيم فلم يعد يعاني ياسيدي الصفح الكريم وغايتي وأجل مخلوق مدى الأزمان ذكراك ذكرى ثورة قد فجرت تلك العروش فزلزلت تيجان ذكراك ذكرى حقبة قد أسست للمسلمين منازل وكيان بحلول خير الأنبياء محمد حل الرخاء وعم بالأوطان هو خير من وطأ البرية في الورى وهداه من وحي ومن قرآن جابه قريش ولم تزل بغيها في الجور في البغيان والبهتان ومضى الرسول إلى العباد بدعوة تهدي الأنام بطيها الكتمان حتى بدت تلك الجموع بقوة كيما تجابه ذلك الطوفان وتوحدت في الحق كل صفوفها وتسلحت من زادها العرفان وأتى ملاك الحق يدعو المصطفى للجهر بالدعوى وبالإعلان ومضى الحبيب مجاهداً ومعلماً في الفعل والأقوال والتبيان ماطاق سادات النفاق لدعوة كلا ولم يصغوا لها بذعان هيهات عميان البصيرة أن يروا بمحمد الفكر العظيم البان